مصادر هيئة التفاوض تؤكد لراديو الكل تسلمها وثيقة الحل السياسي التي صاغتها خمس دول من بينها الولايات المتحدة والسعودية والأردن

خاص ـ راديو الكل

اكد وفد هيئة التفاوض، أنه تسلم من المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا وثيقة للحل في سوريا كانت توصل إليها وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، والأردن، قبل بضعة أيام في باريس وتحتوي على خطة عمل لاستخدامها ركيزة لحل القضية السورية.

وقال الدكتور يحيى العريضي المتحدث باسم وفد هيئة التفاوض في اتصال مع راديو الكل: إن الوفد هو الآن بصدد مناقشة الوثيقة في إطار مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أن موقف وفد الهيئة من مؤتمر سوتشي الذي تدعو إليه روسيا سيتحدد في وقت لاحق اليوم.

وتحدد الوثيقة التي حصل راديو الكل على نسخة منها مبادئ تصورهم للحل السياسي السوري ضمن مقترحات عملية للإصلاح الدستوري، وتقليص صلاحيات الرئيس و«رسم الحدود» بينه وبين رئيس الوزراء والإدارات المحلية، وتأسيس «جمعية المناطق» مع البرلمان، و«حيادية» الجيش والأمن، إضافة إلى «انسحاب الميلشيات الأجنبية» من سوريا، بحيث تكون هذه خريطة عمل مقترحة للمبعوث الدولي ستيفان ديمستورا.

وتشير الوثيقة إلى إجراء مفاوضات جوهرية للإصلاح الدستوري، ومعايير عملية لإشراف الأمم المتحدة على الانتخابات، وتهيئة بيئة آمنة ومحايدة في سوريا لإجراء الانتخابات بما في ذلك إجراء حملات انتخابية من دون خوف، إضافة إلى إجراءات بناء الثقة.

وتؤكد الوثيقة، أن الدول المعنية «مستعدة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا فقط عندما يتحقق الانتقال السياسي الجدي والجوهري والشامل عبر التفاوض بين الأطراف المعنية برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 2254 وبيان جنيف، وعندما تتأسس بيئة حيادية تسمح بالانتقال السياسي.

وتضمنت الورقة 3 عناصر: يتعلق الأول بـ 8 مبادئ للإصلاح الدستوري من بينها «صلاحيات الرئيس»، بحيث تعدل عما هي في الدستور الحالي للعام 2012 وتتضمن 23 صلاحية بهدف «تحقيق توازن بالصلاحيات وضمانات لاستقلال المؤسسات المركزية الأخرى والإدارات الإقليمية» في إشارة إلى الإدارات المحلية.

وكان مصدر دبلوماسي فرنسي شارك في اجتماع الدول الخمس التي صاغت وثيقة الحل السياسي في سوريا، أكد أن خطاب ريكس تيلرسون تضمن رؤية “تعيد الولايات المتحدة إلى قلب الحل السوري بعد أن كانت مهتمة سابقاً بهزيمة داعش فقط”.

وقال المصدر: إن الولايات المتحدة بدأت تولي أهمية خاصة لدعم مهمة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا. واستعرض المصدر الدبلوماسي التبدل الذي طرأ على الدور الأمريكي في الملف السوري قائلاً: “في عهد أوباما وكيري كان الأمريكيون والروس يتحادثون فتقوم واشنطن بعد ذلك بإبلاغ حلفائها بما تفاهمت حوله مع موسكو، أما اليوم فالأمريكيون مهتمون بتعزيز موقف حلفائهم ثم نقله إلى الروس مستندين إليه في محادثاتهم مع موسكو، وهذا ما كان يطالب به دائماً الرئيس ماكرون، وهو العمل الجماعي لدعم مهمة ستيفان ديمستورا”، المبعوث الخاص حول سوريا.

وميز المصدر بين الموقفين الروسي والإيراني من الحل في سوريا، معتبراً أن “الروس بحاجة إلى التفاوض معنا ومع حلفائنا، لأنهم يعرفون أنه في غياب عملية سياسية دولية سيتحملون المسؤولية، أما الإيرانيون فغير مبالين بالحل السياسي، وهم يدعمون بشار الأسد بشكل كامل”، ودعا المصدر نفسه إلى ضمان بيئة آمنة وحيادية لإجراء انتخابات تحت إشراف دولي.

وحذر المصدر روسيا من الاعتقاد بأن الحل في سوريا “يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها الأسد وتضم معارضين مزيّفين، وتعمل في ظل الدستور القديم نفسه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى