ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

مردّ التمسك الغربي والدولي بـ معايير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتعلق بمتطلبات المشاركة في مؤتمر سوتشي، خاصةً أن الجانب الروسيّ وجّه دعوات إلى الدول الأربع دائمة العضوية في مجلس الأمن كما يقول إبراهيم حميدي في الشرق الأوسط اللندنية. وفي صحيفة الحياة كتب عبد الوهاب بدرخان مقالاً تحت عنوان “حرب عفرين أحد فصول تقاسم النفوذ في سوريا. وفي القبس الكويتية كتب الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية علي حسين باكير حول المزاعم التي طرحت مؤخراً بشأن عملية “غصن الزيتون”.

وكتب إبراهيم حميدي في الشرق الأوسط: إن الأمين العامّ للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” بعث رسالة خطية إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تضمنت معايير محددةً يجب أن تتحقق قبل مشاركة الأمم المتحدة في سوتشي يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. أحد المعايير، هو «الانخراط البنّاء» لوفد النظام في مفاوضات السلام في فيينا خصوصاً لجهة المشاركة في بحث ملفّ الدستور.

وقال دبلوماسي غربي: إن محادثات فيينا هي في الوقت المناسب من أجل اختبار قدرة الروس على إقناع النظام بالالتزام بتعهداته. وحان الوقت كي تأخذ روسيا زمام الأمور إذا كانت تريد إنقاذ مؤتمر سوتشي من مقاطعة المعارضة. وأوضح أن وفد «الهيئة» سيلتقي وفداً روسياً كي يطلب الضغط على وفد الحكومة إضافة إلى تعديل وثيقة سوتشي.

وكان فريق الأمم المتحدة زار دمشق الأسبوع الماضي، وسأل خارجية النظام سلسلةً من الأسئلة عن الإصلاح الدستوري ومرجعية اللجنة الدستورية وعلاقتها بمفاوضات جنيف وتنفيذ القرار 2254، لكنّ النظام رفض إعطاء أيّ جواب، واكتفى بالقول: إن الأجوبة ستأتي في فيينا.

وكان موضوع «الإصلاح الدستوري» ملفاً أساسياً في رسالة من غوتيريش إلى لافروف والاتفاق الموقّع بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في تشرين الثاني؛ إذ إنّ دولاً غربية والأمم المتحدة تتمسك بأن «يلتزم بشار الأسد بالتوصل إلى دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف الأمم المتحدة بموجب القرار 2254». ولم ينجح ألكسندر لافرنتييف، مبعوث الرئيس الروسي، في الحصول من النظام على تعهد كهذا.

وأقصى ما حصل عليه، هو بيان رئاسيّ مفاده استعداد لـ«إصلاح دستوري (في دستور عام 2012) وإجراء انتخابات برلمانية» من دون ذكر الرئاسية والقرار 2254 وعملية جنيف. وقام لافرنتييف بـ«ملء الفراغ» عندما أعلن بنفسه في أستانة التعهد الذي كان «مطلوباً من الأسد»، بحسب وعود موسكو.

مردّ التمسك الغربي والدولي بـ«معايير غوتيريش»، يتعلق بمتطلبات المشاركة في مؤتمر سوتشي، خاصةً أن الجانب الروسي وجّه دعوات إلى الدول الأربع دائمة العضوية في مجلس الأمن (باعتبار أن روسيا هي الخامسة) والدول الإقليمية البارزة والمجاورة لسوريا و«ضامني» عملية أستانة؛ أي إيران وتركيا (وروسيا) بصفة «مراقبين». ولن يقرر مسؤولو الدول الغربية المشاركة أو المقاطعة في انتظار قرار «الهيئة التفاوضية» ونتائج مفاوضات فيينا.

في الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “حرب عفرين أحد فصول تقاسم النفوذ في سوريا”.. استخدمت تركيا معظم أوراقها لحمل الولايات المتحدة وروسيا على إعطائها الضوء الأخضر لعملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين، شمال غربيّ سوريا.

إذا لم تدخل القوات التركية عفرين ومنبج وتجعلهما جزءاً من منطقة نفوذها فلن يكون هناك انتصار حقيقيّ يمكن لرجب طيب أردوغان أن يعلنه، خاصةً إذا اضطر إلى وقف الهجوم من دون أن يتمكّن من إخراج المقاتلين الأكراد من عفرين، وقد تردد أن ثمة ممراً فتح ليسلكه المنسحبون شرقاً.

من الواضح، أن واشنطن أعلنت أن عفرين لا تعنيها لأنها تقع خارج نطاق عمليات قواتها، وفهمت أنقرة أنها تستطيع التحرّك نحو عفرين، فالأمريكيون لن يساعدوها ولن يعرقلوها لكنهم لن يسكتوا طويلاً. وهذا أقلّ بكثير مما طمحت إليه.

 ولعل اللافت أن تعود واشنطن فجأةً إلى طرح إقامة «منطقة آمنة» شمالية بالتعاون مع تركيا. عدا أن إحياء هذه الفكرة يأتي متأخراً ويحتاج إلى تفاهم غير مضمون مع روسيا، فمن المؤكّد أنها لن تحظى بترحيب تركيّ إذا كانت تتطلّب تعاوناً مع قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الجزء الأكبر منها.

نظام بشار الأسد وعلى رغم أن بوصلته الوحيدة الحفاظ على نفسه والمراهنة الدائمة على الوقت معتقداً أن الجميع سيحتاجون إليه في نهاية المطاف، إلا أنه محبط حالياً بالتفاهمات الروسية – التركية بشأن عفرين وإدلب، وكذلك بالإصرار الروسي على مؤتمر سوتشي.

اضطر إلى السكوت بعدما أطلق تهديدات لتركيا بقصف قواتها وإسقاط طائراتها، وأبلغه الروس أن تقدّمه مع الإيرانيين في إدلب سيقتصر على استعادة مطار أبو الظهور. والأكيد أن إحباطه تضاعف بعد المواقف الأمريكية الأخيرة، كما أن الاتصالات الأوروبية به انقطعت تماماً.

من جانب آخر، تناول تقرير للباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية، علي حسين باكير، في صحيفة القبس الكويتية، حقيقة المزاعم التي طرحت مؤخراً بشأن عملية “غصن الزيتون”.

ونقل باكير عن مصادر في الخارجية التركية قولها: “إن أنقرة لم تقم بتقديم أيّ تنازلات على أي مستوى، لا فيما يتعلق بمؤتمر سوتشي المرتقب، ولا في أيّ شيء آخر”، مشيرةً إلى أن “سيطرة روسيا على المجال الجوي السوري تطلّب تنسيقاً مسبقاً معها بهذا الشأن لضمان عدم حصول احتكاك، خاصة في ظلّ الغطاء الذي يقدمه سلاح الجوّ التركي للعملية البرية، وأن إبلاغ النظام هو رسالة إخطار مراعاة لقطع الطريق على أي جهة تحاول تقويض المبررات القانونيّة للعملية العسكرية أو الطابع الدفاعي لها والذي تكفله المادة 51 من ميثاق الأمم المتّحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى