
أدلة جديدة على استخدام النظام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية
أكد خبراء ودبلوماسيون، أن النظام مازال يستخدم السلاح الكيميائي في مناطق مختلفة من البلاد، في ظل غياب آلية للتحقيق الأممي بعد أن توقفت لجنة التحقيق المشتركة عن العمل بسبب استخدام روسيا الفيتو لتمديد عملها. في حين قالت الولايات المتحدة: إنها ستخصص 350 ألف دولار، لتمويل آلية مستقلة دولية للتحقيق في الجرائم في سوريا.
وكشف دبلوماسيون وخبراء لوكالة رويترز، عن اختبارات معملية جديدة تؤكد ارتباط نظام الأسد بهجمات كيميائية على الغوطة الشرقية ومناطق أخرى في سوريا.
وأجرت معامل تعمل لحساب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مقارنات أخدت عيناتها من مناطق متفرقة في سوريا تم استهدافها بالسلاح الكيميائي، وجاء في تقرير أعدته آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول، أن نظام الأسد هو المسؤول عن هجوم خان شيخون الذي سقط فيه عشرات القتلى من المدنيين.
وقال مصدر للوكالة: إن نتائج التحليل أثارت إمكانية تأكيد وجود رابط بين الهجوم على الغوطة الشرقية، وبين الهجومين الأخيرين بغاز السارين، حيث أظهرت الاختبارات تطابق عنصرين من العناصر الموجودة في العيّنة المأخوذة من الغوطة، مع العينات المأخوذة من خان شيخون، إذ تكوّنت إحداهما من غاز السارين وعنصر الهكسامين المثبّت، والآخر من الفلوروفوسفات المميّز الذي يظهر خلال إنتاج السارين .
من جانبها، أكدت إيمي سميثون الخبيرة الأمريكية في الحد من “انتشار الأسلحة الكيميائية”، أنّ “تطابق العيّنات من هجمات الغوطة عام 2013 مع اختبارات الكيميائيات في مخزون النظام يعادل دليل الحمض النووي؛ أي: أنه دليل قاطع”.
وأضافت، أن اكتشاف الهكسامين ”يمثل بصفة خاصة تطابقاً له أهميته“ لأنه مادة كيميائية تمثل علامةً فريدةً في عملية إنتاج السارين في سوريا. وقالت: “هذا التطابق يدعم جبل الأدلة المادية الذي يشير بشكل قاطع ومن دون أي شكّ إلى دور النظام”.
ونفت موسكو، أن يكون نظام الأسد الذي تدعمه سياسياً وعسكرياً قد استخدم السلاح الكيميائي، واتهمت المعارضة بتنفيذ هذه الهجمات التي استهدفت حاضنتها الشعبية.
وتوقفت الآلية المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة التي تحقق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، عن العمل في 18 تشرين الثاني الماضي، بعد أن فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على تمديد عمل الخبراء الذين حققوا في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بسبب استخدام روسيا الفيتو.
وفي سياق متصل، ذكرت البعثة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة مؤخراً، أن واشنطن ستخصص 350 ألف دولار، لتمويل آلية مستقلة دولية للتحقيق في الجرائم في سوريا، وتأمل في أنها ستسمح للتحقيق، بما في ذلك الهجمات الكيميائية.
واستضافت فرنسا مؤخراً مؤتمراً بمشاركة نحو 30 دولةً وبحضور وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، بشأن التحقيق في الجرائم المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وفرضت السلطات الفرنسية عقوبات على 25 كياناً وفرداً من سوريا وفرنسا وكندا ولبنان، تشتبه بهم في التورط ببرنامج الأسلحة الكيميائية للنظام.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية، أن حزمة العقوبات تقضي بفرض قيود على مزاولة النشاط التجاري وتجميد أصول تابعة لـ 25 شخصاً وشركةً من الدول المذكورة، وكذلك على رجل أعمال صيني، مشيرةً إلى أن العقوبات الجديدة لم تستهدف أيّ مسؤول في النظام بسبب نقص المعلومات.
نيويورك ـ راديو الكل