ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

لم تغير مشاركة النظام بوفد من نحو 1200 شخص ولا مقاطعة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة لـ«الحوار الوطني السوري» في سوتشي من نتائج المؤتمر، ذلك أن التفاوض الفعليّ كان يجري في غرف وممرات جانبية بغياب السوريين كما يقول إبراهيم حميدي في الشرق الأوسط. وفي صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تحدث إيغور سوبوتين أن حلف روسيا مع المحور الشيعي قابل للانفجار. وفي واشنطن بوست يدعو جوش روغين إدارة ترامب لأن تقرن القول بالعمل فيما يتعلق بسوريا.

وفي الشرق الأوسط كتب إبراهيم حميدي تحت عنوان “محاصصة الضامنين للدستور السوري.. وغضب في دمشق من سوتشي”.. لم تغيّر مشاركة النظام بوفد من نحو 1200 شخص ولا مقاطعة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة لـ«الحوار الوطني السوري» في سوتشي من نتائج المؤتمر، ذلك أن التفاوض الفعليّ كان يجري في غرف وممرات جانبية بغياب السوريين، إذ إنّ الدول «الضامنة» الثلاث، روسيا وإيران وتركيا، اتفقت مع الأمم المتحدة على صيغة البيان الختامي، وعلى أن تقوم كلّ دولة بترشيح 50 عضواً إلى اللجنة الدستورية على أن يباركها زيادةً أو نقصاناً المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا، الأمر الذي هو أشبه بـ«محاصصة ثلاثية» للدستور السوري المستقبلي.

المفاجأة الإيجابية، كانت أنّ ما تم الاتفاق عليه بين الأمم المتحدة وموسكو تحقّق. جرت محاولات لتغيير مسودة البيان المتفق عليه لكنها لم تنجح، خاصةً عندما لوّح ديمستورا بالانسحاب صباح الافتتاح. لهذا، لم تؤثر عملياً الاعتراضات والمطالبات من أعضاء الوفد القادمين من دمشق، ومقاطعة ممثلي الفصائل المسلحة وعودتهم من مطار سوتشي إلى أنقرة، إذ إن الوفد التركي تكلف الحديث باسم المعارضة، في حين تحدثت طهران وموسكو باسم دمشق.

وبدأت عواصم غربية تبحث طريقة المواءمة بين «الوثيقة الخماسية» التي صاغتها واشنطن وحلفاؤها، وتضمنت تفاصيل المرجعية السياسية للعملية الدستورية، وصلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء، وطابع النظام السياسيّ السوريّ من جهة، ووثيقة سوتشي التي رعتها موسكو و«الضامنون» التركي والإيراني من جهة ثانية، على أن تكون الورقة المبنية الجديدة من الوثيقتين مرجعيةً سياسيةً لعمل اللجنة الدستورية.

في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تحدث إيغور سوبوتين في مقال له تحت عنوان “حلف روسيا مع المحور الشيعي قابل للانفجار”.. عن رغبة روسية في تقليل النفوذ الإيراني المفرط في سوريا، وإمكانية تحالف موسكو مع واشنطن وتل أبيب لتحقيق ذلك.

ونقل الكاتب عن كيريل سيمونوف، مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، والخبير في مجلس الشؤون الخارجية الروسي، قوله: إن هناك بالفعل مخاوف محددةً بين الزعماء الشيعة فيما يتعلق بتصرفات روسيا في سوريا. وبدأت أساساً بعد أن تم التوصل إلى اتفاق في عمان (وهو الاتفاق على منطقة خفض التصعيد في جنوبي سوريا بمشاركة روسيا والأردن والولايات المتحدة).

ووفقاً لبعض المصادر، أخذت المفاوضات في الاعتبار موقف الجانب الإسرائيلي. وكان الهدف من الاتفاق ضمان مصالح إسرائيل في جنوبي سوريا، وإبعاد القوات الموالية لإيران عن حدودها، بما في ذلك “حزب الله”. وعلى هذه الخلفية، ظهرت عند مجموعات “المحور الشيعي”، بما في ذلك فيلق الحرس الثوريّ الإيراني، مخاوف من أن روسيا مستعدة إلى حد ما للتقيد بمصالح الجانب الإسرائيلي، وأن هذا قد يؤدي إلى التعدي على مصالح الجماعات الشيعية في سوريا”.

ويقول سيمونوف: “إن موسكو مهتمة بأن يبتعد النظام عن إيران حيث تعتقد روسيا أن تأثير إيران في نظام الأسد مفرط، وتحاول الحدّ من هذا التأثير. هذه مهمة صعبة، ولكنّ موسكو لديها مثل هذه النوايا. وتخشى المجموعات الشيعية وقيادة الحرس الثوري الإيراني من أن الجانب الروسي، بطريقة أو بأخرى، سيحاول إزاحة إيران، ويمكن أن يتعاون في ذلك مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل”.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً للمعلق جوش روغين، يدعو فيه إدارة دونالد ترامب لأن تقرن القول بالعمل فيما يتعلق بسوريا ويلخص الكاتب تلك الخيارات بالنّقاط الآتية:

أولاً: يجب عدم التخلي عن الأكراد السوريين، وهو ما سيدفعهم لعقد صفقة مع الأسد أو الروس.

ثانياً: يجب على الولايات المتحدة لعب ورقة التأثير في الجماعات العربية السنية التي لا تزال تحتل السكان هناك، وهذا يعني استئناف الدعم للجماعات المعارضة لنظام الأسد، ويقتضي هذا زيادة عدد العناصر العربية لقوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد.

ثالثاً: يجب على إدارة ترامب زيادة الضغوط على نظام الأسد والروس والإيرانيين، من خلال العقوبات، وكذلك التهديد باستخدام القوة، وإقناعهم باحترام مناطق خفض التوتر والتفاوض بحسن نية.

ويختم روغين مقاله بالقول: إنه “بعد عام من حكم ترامب، فإن إدارته تقول: إن لديها مصالح طويلة الأمد في سوريا، والخطوة القادمة هي اقتران الكلام بالفعل”.

عواصم ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى