ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

لم يكن ثمة بد من مشهد سوتشي لكي يكتمل سيناريو المسرحية الهزلية التي يضع الروس المسألة السورية في إطاره، تحت سمع وبصر النظامين الإقليمي والدولي، وبقبولهما، كما يقول وائل ميرزا في صحيفة الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتب راجح خوري تحت عنوان  “سوق الحميدية في سوتشي”.. احتفالية الصخب الروسية من أستانة إلى سوتشي ليست أكثر من محطات على درب الآلام السورية، وفي صحيفة نيويورك تايمز تقرير يحذر من اندلاع حرب في “الملتقى الحدودي، السوري-اللبناني-الإسرائيلي”.

وفي الحياة اللندنية كتب وائل ميرزا .. الثورة لا تشبه أي ظاهرةٍ أخرى في حياة الناس. إذ لا تسري عليها العادات والأعراف والقوانين التي يتآلفون عليها في أيامهم العادية. وحين نتحدث عن الثورة السورية تحديداً فإننا نحاول ملامسة ظاهرةٍ جديدة كلياً، خاصة إذا أخذنا بالاعتبار كل ما فيها من خصوصيات سياسية وثقافية واجتماعية وجغرافية.

من هنا، لا يكون معيباً إذا تواضعت المعارضة السورية واعترفت بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقها. فهذا الاعتراف علامةٌ صحيةٌ يمكن أن تكون أول خطوةٍ فعلية في تشكيل قدرتها على أداء دورها المطلوب لا حاجة للمكابرة والادّعاء في مقامٍ لا يحتاج لمثل هذه الممارسات. وسيكون الشعب السوري أول من يتفهّم هذه الحقيقة، ويحترم القائلين بها، ويعود لإعطائهم المشروعية المطلوبة.

قد يكون مطلوباً زيادة جرعة الرقابة الشعبية الخارجية على أجسام المعارضة بأشكال مختلفة، ليس فقط من قبل الإعلاميين والمثقفين والنشطاء والساسة خارجها، وإنما أيضاً من السوريين جميعاً، لأنهم أصحاب الحق قبل غيرهم في طرح الأسئلة والحصول على الإجابات.

ولن تعدمَ ثورةٌ أظهرت إبداعَ أهلها في كثيرٍ من المجالات القدرةَ على ابتكار إطار لرقابة شعبية عامة على أجسام المعارضة تصحح مسارها، لتؤدي دورها المطلوب، ولا تصبح لعنة على البلاد وأهلها وثورتهم نهاية المطاف.

في الشرق الأوسط كتب راجح خوري تحت عنوان  “سوق الحميدية في سوتشي”.. كل ما أنتجته سوتشي هو الحديث عن تشكيل لجنة دستورية ليس من الواضح أين تبدأ وأين تنتهي مهماتها كما قلنا، بدليل أن مؤيدي النظام يعتبرون أن الأمر يقف عند حدود المناقشة دون التطرّق إلى التعديل أو الإصلاح؛ ولهذا يبدو ديمستورا أمام مهمة مقفلة سلفاً بعدما دعاه البيان الختامي إلى المساعدة في إنجاز أعمال هذه اللجنة في جنيف!

لكن العودة إلى جنيف لن تكون وفق دفتر شروط سوتشي وستكون على أي حال عودة مباشرة إلى «عقدة عملية الانتقال السياسي» التي نجح لافروف في دسها ونسف «جنيف – 1» عام 2012 عندما اختلف مع هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، على مبدأ خروج بشار الأسد من السلطة، وعلى التفسير السياسي العملي والواضح لشعار الانتقال السياسي الذي يرفضه النظام منذ مهمة كوفي أنان ونقاطه الست، إلى الأخضر الإبراهيمي ومهمته المستحيلة، إلى ديمستورا الذي وصل حاملاً خريطة تقترح وقفاً تدريجياً للنار يبدأ من حلب… لكن يا حصرماً رأيته في حلب!

ويختم راجح خوري مقاله بالقول: إن احتفالية الصخب الروسية من أستانة إلى سوتشي ليست أكثر من محطات على درب الآلام السورية.

وتحت عنوان “مثلث لبنان – سوريا – إسرائيل ثاني أخطر منطقة في العالم” نشرت صحيفة نيويورك تايمز.. حذّرت من أنّ “الملتقى الحدودي، السوري-اللبناني-الإسرائيلي”، الذي يمثّل ثاني أخطر منطقة في العالم بعد شبه الجزيرة الكورية، قد ينفجر في أي لحظة”، متسائلة “إذا كان سيظل الهدوء سيّد الموقف بين طهران وتل أبيب”.

وأكدت، أنّ “اندلاع حرب في هذه المنطقة سيتصدّر عناوين الأخبار في العام 2018″، قائلة: “إنّ ما بين الـ1500 و 2000 مستشار إيراني يديرون منذ سنتين من بيروت ودمشق آلاف المقاتلين اللبنانيين المنتمين إلى “حزب الله” وقوات النظام المموّل إيرانياً، وما يقارب الـ 10 آلاف مقاتل شيعي أفغاني وباكستاني تدعمهم طهران، لقتال المعارضة المسلحة وداعش في سوريا”.

وتساءلت عن “سبب الوجود الإيراني في هذه المنطقة وعن تأثيره في الديمقراطية في لبنان وتقاسم السلطة في سوريا وتهديده لإسرائيل من جهة، وعن الطريقة التي ستستخدم فيها روسيا، حليفة إيران التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، منظومة ال”أس-400″، التي تغطي سوريا ولبنان، لحماية إيران و”حزب الله”، من جهة ثانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى