ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

بشار الأسد يدمّر البلاد بدلاً من تسليم السلطة والأمر منوط بالروس لوقف ذلك كما يقول “دينس روس” مساعد الرئيس الأمريكي السابق في صحيفة الشرق الأوسط. وفي صحيفة الحياة يقول محمد بدر الدين زايد في مقال له تحت عنوان “من يملك أوراق إدارة الأزمة في سوريا؟”: نظراً لتعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين لا يستطيع طرف واحد أن يمسك بخيوط اللعبة. ومن جانبها تتحدث نيويورك تايمز في مقال لها عما تسمّيه مأزق أمريكا في سوريا.

وفي الشرق الأوسط كتب “دينس روس” مساعد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لشؤون الشرق الأوسط، تحت عنوان “المشكلة التي جاءتنا من الجحيم.. سوريا هي المأساة الإنسانية الحقيقية”.

عودة الاستقرار أمر ضروري لإدارة الدولة، لكنّ المهمة تتطلب إعادة البناء، ويتطلب ذلك كثيراً من المال، وهو ما لا تظهر إدارة ترمب حماسةً كبيرةً في تقديمه. وحرمان الأسد من فرصة استعادة قدراته القديمة، أو منع الإيرانيين من تعزيز وضعهم في سوريا، يتطلب ما هو أكثر من الكلمات.

وقد أثبت الأسد بالفعل أنه مستعد لتدمير البلاد، بدلاً من تسليم السلطة. والآن، بفضل الروس والإيرانيين، بات الرجل آمناً في مكانه على رأس السلطة، وقد استعاد مناطق في البلاد بعد أن فقدها. فهل يتخلى الروس عنه؟ الإشارات الدالة على ذلك ضئيلة. فتطلّعنا، نحن والأوروبيون، لأن نقدم المال اللازم لإعادة الإعمار في وقت وجود الأسد في الحكم لن يكون له سوى تأثير بسيط، سواء على الأسد أو بوتين. فالشيء الوحيد الذي سيؤثر في بوتين هو رؤية كلفة تأييد الأسد، وتأييد التمدد الإيراني الشيعي في سوريا، وهو ما لن يحدث حتى يرى بوتين أن الولايات المتحدة مهيّأة لاستخدام سلاحها الجوي القوي لمنع نموّ البنية التحتية العسكرية الإيرانية، أو الوجود العسكريّ الشيعي.

ومن الممكن أيضاً إقناع بوتين باستخدام نفوذه للحد من الوجود الإيراني، إذا فهم أن ذلك قد يصعّد الأمور بدرجة كبيرة بعد أن يدخل الإسرائيليون على الخط، وإذا تضخمت البنية التحتية العسكرية الإيرانية لتشكل تهديداً كبيراً حقيقياً.

وفي صحيفة الحياة كتب محمد بدر الدين زايد تحت عنوان “من يملك أوراق إدارة الأزمة في سوريا؟”..  لم يكن من غير المتوقع أن ينتهي مؤتمر سوتشي بفشل واضح، إذ لازم الفشل المؤتمر قبل انعقاده بعدم مشاركة غالبية فصائل المعارضة، ثم في بدايته بمقاطعة عدد من الحضور السوري كلمة راعي المؤتمر الرئيس الروسي التي ألقاها نيابةً عنه وزير الخارجية لافروف.

روسيا لم تحقق أهدافها في سوتشي، وعلى رغم البيان الإيجابي عن الاتصال بين بوتين وأردوغان، فإن هذا لم يمنع بعض فصائل المعارضة السورية المحسوبة على تركيا من مهاجمة موسكو في المؤتمر، والأطراف الثلاثة المتوافقة حالياً بشأن سوريا، أي روسيا وإيران وتركيا مصالحها غير متطابقة بل ومتناقضة أحياناً ويجمعها الملفّ الكردي بالأساس، وبالنهاية في كلمة واحدة لا يمكن اعتبار أن روسيا تملك حتى الآن ما يكفي للسيطرة على إدارة هذا الملفّ المعقّد.

وأنه بدرجة كبيرة، فإن مصير عفرين هو الذي سيحدّد في الأجل القصير اللاعبين الأكثر قوةً ونفوذاً. والأرجح أن الأطراف الثلاثة ستواصل دوراً رئيساً، ولكن تركيا إذا انتصرت ستخسر أكثر استراتيجياً في علاقاتها بالغرب وستجد نفسها في مواقف متناقضة في مضمون رسالاتها السياسية الداخلية والخارجية. وهو ما يمكن أن يلعب لمصلحة روسيا والنظام إذا نجحت تركيا في إضعاف شوكة الأكراد وقدرتهم على تحقيق الانفصال، لكنها تصطدم بموقف دولي عامّ ما قد يجبرها لاحقاً على سحب قواتها. وعموماً؛ لا بد من تسجيل أبرز دروس هذه الأزمة الأخيرة في مسار المسألة السورية، وهي أنها أكدت مجدداً أنه نظراً لتعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين – وفي ظل حالة السيولة والتحول في الأوضاع الدولية الراهنة، لا يستطيع طرف واحد أن يمسك بخيوط اللعبة.

ومن جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها تحت عنوان “كيف تخرج أمريكا من مأزقها في سوريا؟”..  إن نجاحات الأمريكيين ضد تنظيم داعش مهددة الآن بالهجمات التي تقوم بها تركيا على الوحدات الكردية، فالهجوم الذي كان متوقعاً منذ مدة قد يؤدي إلى حرب واسعة، وإلى تقسيم سوريا إلى مناطق تأثير، ويحتاج وقفها إلى التزام دبلوماسي من الأطراف كلّها، وهو أمر غائب في الوقت الحالي.

وينتقد المقال المواقف المتناقضة القائمة على إرضاء الأتراك ودعم الأكراد، ويرى أن تركيا باقتصادها القوي، وجيشها الكبير، وقاعدتها العسكرية (إنجرليك) يجب أن تكون قريبةً من الغرب لا التخلي عنها.

وتختم “نيويورك تايمز” مقالها بالقول: استفاد النظام من المواجهة بين حلفاء أمريكا، ويدفع باتجاه السيطرة على مناطق للمعارضة، وفي الوقت ذاته تعمل روسيا وإيران على تعزيز وجود دائم لهما، والتأثير في مستقبل سوريا، فماذا تفعل أمريكا؟.

عواصم ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى