ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

وثيقة الدول الخمس هي الوثيقة الدولية الثالثة بشأن حل الصراع السوري، بعد بيان جنيف1 ووثيقة فيينا والتي تبنّاها مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2254، وأصبحت تلك الوثيقة بمنزلة خارطة طريق دولية للحل كما يقول ماجد كيالي في صحيفة العرب. وفي صحيفة الشرق الأوسط كتب إياد أبو شقرا مقالاً تحت عنوان “سوريا ولبنان.. حسابات الكبار تربك اصطفافات الصغار”. في حين تحدثت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير لها، عن أن موسكو تسعى الآن للخروج مما أسمته بالمستنقع السوري.

وفي صحيفة العرب كتب ماجد كيالي تحت عنوان “خارطة طريق دولية لحل المسألة السورية”.. إنه بعد إعلان ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، مؤخراً، استراتيجية بلاده المتعلقة بطريقة وضع حدّ للصراع الجاري على سوريا، بات واضحاً أن الولايات المتحدة أضحت معنيّةً بالانخراط بصورة أكبر، سياسياً وعسكرياً، في هذا البلد، وأنه بات لديها رؤية سياسية معينة لذلك، بعد أن كانت تلك السياسة غير مفهومة طوال السنوات السبع الماضية.

وأضاف، أن الإعلان الأمريكي ترافق مع تصريحات تفيد بوجود ثماني قواعد عسكرية أمريكية في شمالي وشرقي سوريا، في منطقة شرق الفرات، وتخصيص الإدارة الأمريكية لـ400 مليون دولار لدعم فصائل المعارضة السورية العسكرية، وأن الولايات المتحدة ستركّز جهودها على تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، ومن ضمنه إغلاق “الكرادور” بين إيران ولبنان، وأن إبقاء وجودها ليس مرتهناً لمنع تنظيم داعش من الظهور مرة أخرى، فقط، وإنما لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا أيضاً، مع تأكيدها أن العملية السياسية الوحيدة لتحقيق هذا الانتقال ستكون في جنيف، أي ليس في أستانة ولا في سوتشي، وأن أي دعم لإعمار ما دمّرته الحرب في سوريا سيكون بعد الانتقال السياسي وليس قبله.

على أي حال، فإن الإعلان الأمريكي المذكور سرعان ما تحوّل، بعد أسبوع من إصداره، إلى “خارطة طريق” دولية، في اجتماع وزراء خارجية كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية والأردن، في باريس (24 يناير/ كانون الثاني)، حيث صدر في ختام هذا الاجتماع ما يمكن اعتباره الوثيقة الدولية الثالثة بشأن حلّ الصراع السوري، بعد بيان جنيف1 (2012) ووثيقة فيينا (2015)، والتي تبنّاها مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2254.

هكذا، نحن إزاء وثيقة دولية جديدة بخصوص سوريا، بعد 6 أعوام على بيان جنيف1، وبدء المسار التفاوضي بين النظام والمعارضة، برعاية الأمم المتحدة، تخللها 8 جولات تفاوضية لم تجد شيئاً البتّة، ضمنها 5 جولات في العام الماضي وحده، كما تخلّلها شقّ مسار تفاوضيّ آخر، في 8 جولات تفاوضية أخرى، في أستانة، العاصمة الكازاخية، منذ مطلع العام الماضي، إضافة إلى عقد روسيا مؤتمر سوتشي، الذي تمخّض عن فشل سياسي ودبلوماسي كبير لها.

في كل الأحوال فإن المعارضة السورية، ولاسيما في أوضاعها الصعبة، معنية بملاحظة هذا التغير المهم، الذي يسحب البساط من تحت أقدام النظام، واستثماره عبر تقاطعها مع هذا الموقف الدولي المهم، لترسيخه وتطويره، بدلاً من البقاء في مجرد الحديث عن الانتقال السياسي أولاً، لأن هذه النّقلة الدولية تفيد بأن الانتقال هو تحصيل حاصل، مع دستور جديد وعملية انتخابية جديدة تحت مظلة الأمم المتحدة.

في الشرق الأوسط كتب إياد أبو شقرا تحت عنوان “سوريا ولبنان.. حسابات الكبار تربك اصطفافات الصغار”.. أكثر من حدث في المنطقة العربية، خلال الأسبوع المنصرم، بيّن خطورة القراءات الخاطئة للمشهدين الإقليمي والدولي المتغيرين. وخاصةً، في سوريا ولبنان كانت قراءات اللاعبين المحليين واصطفافاتهم ترتبك… من سوتشي إلى بيروت.

وأضاف، أنه في ضوء «انقلاب» واشنطن على الانتفاضة السورية و«الجيش السوريّ الحر» مقابل حرص الروس على شقّ المعارضة وتفتيتها، ارتأت موسكو حسم المعركة وتصفية «القضية السورية» نهائياً في سوتشي.

إن تكرار الكلام عن «سيادة سوريا ووحدة أراضيها» بات عبثياً، ليس فقط في ظل التهجير و«الهندسة الديموغرافية» المطبّقة على الأرض، بل عبثياً أيضاً إذا ما لاحظ المراقب «تقاسم النفوذ» الفعلي لأراضي سوريا.

منطقة الساحل السوري تحت السيطرة الروسية، والمنطقة الحدودية شمال غرب نهر الفرات بين لواء الإسكندرون (هاتاي) ومدينة جرابلس على النهر تطمح تركيا لإحكام سيطرتها عليها.

وتتولى واشنطن الإشراف على منطقة شرق الفرات مع الميلشيات الانفصالية الكردية، في حين يسيطر النظام بدعم إيراني في المدن الكبرى، وتنتشر شراذم لـ«داعش» وتنظيمات أخرى متشددة ومشبوهة الغايات في مناطق متناثرة.

بناءً عليه، يبقى الجنوب السوري في «عين العاصفة»، وسط صمت لا تكسره سوى عمليات إسرائيلية أو مناوشات غريبة في توقيتها ومنطقها… وتلويح إسرائيل بأنها لن تسمح لإيران و«حزب الله» بتهديد أمنها.

من جانبها قالت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير لها تحت عنوان “هكذا تسعى موسكو للخروج من المستنقع السوري”.. إن روسيا تتعجل للتوصل إلى اتفاق سياسي بعد تدخلها العسكري في الحرب لدعم (بشار الأسد)، التدخل الذي جعل موسكو أهمّ لاعب أجنبي في سوريا. إلا أن محادثات سوتشي تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الكرملين في سوريا.

مشكلة روسيا في سوريا كانت معروضةً على الهواء في سوتشي. بعد دقائق من الإعلان النهائي، نددت قيادات المعارضة السورية بمخرجات المؤتمر والتي أعدت تفصيلاً على قياس الأسد، وأصروا أنها لا تمتّ للموضوع بصلة. مع ذلك، يقول المسؤولون الروس: إنه من المبكر جداً شطب الدبلوماسية الروسية من سوريا.

بالنسبة للمحللين الروس، فإن دفع (بوتين) للإسراع في المفاوضات السياسية هو، في جزء منه، عرض للاستهلاك المحلي.

ونقلت الصحيفة عن غريغوري لوكيانوف الخبير في النزاع في “مجلس الشؤون الدولية الروسي” قوله: “إن وجهة النظر التي قدّمت للجمهور الروسي هي أننا لسنا مع طرف النزاع، وأن سوريا هي ساحة صراع من الجغرافيا السياسية العالمية، وأن روسيا سادت حيث فشلت الولايات المتحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى