ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع:

تطمح الولايات المتحدة في أن تكون العودة المباشرة لها بمنزلة المحرّك الأساسي من جديد للسياسة في الشرق الأوسط وذلك بعد العودة الروسية القوية كما يقول خطار أبو دياب في صحيفة العرب. وفي صحيفة الشرق الأوسط مقال لـ ليونيد بيرشيدسكي تحت عنوان “الأزمة السورية… محادثات إلى الأبد”. وفي الاتحاد الإماراتية يرجح عبد الوهاب بدرخان تصعيد المواجهة “الأمريكية الإسرائيلية” لإيران.

وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب تحت عنوان “مآلات المنعطف الجديد في الاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا”.. إن واشنطن تأمل في منع استفراد روسيا بالنفوذ وفرض ‘الحل الروسي” في سوريا، وعدم السماح لها بتحقيق نصر منفرد في أزمة دولية كالأزمة السورية.

ويتمثل طموح الولايات المتحدة في أن تكون العودة المباشرة لها بمنزلة المحرك الأساسي من جديد للسياسة في الشرق الأوسط ونقطة التوازن فيه وذلك بعد العودة الروسية القوية وتداعياتها.

وأضاف، أن واشنطن تأمل في منع استفراد روسيا بالنفوذ، لكن ذلك لا يعني وجود رغبة أمريكية بتقويض كلّ الجهد الروسي في الملف السوري، وإنما إلزام موسكو باحترام الجهد الدولي للحل السياسي المتمثل بمسار جنيف.

وقال: إن التعامل مع موسكو سيتوقف على المراحل القادمة للعملية السياسية، إذ إن الاكتفاء بالنتائج المحدودة لسوتشي سيؤدي إلى المزيد من التباعد بين واشنطـن وموسكو، وعلى الأرجح سيبقى التجاذب هو القاعدة لأن الحل في سوريا يرتبط بملفات أخرى دولية وإقليمية.

وتملك واشنطن ومجموعة الخمس أوراقاً عدة، منها: العلاقة مع المعارضات السورية الفاعلة، والوجود الأمريكي المباشر على الأراضي السورية، وعدم الإسهام في إعادة الإعمار من دون حلّ سياسي ملائم، علماً أن منطقة الانتشار العسكري الأمريكي شرق الفرات تؤمّن سيطرة الولايات المتحدة على الموارد الأساسية للاقتصاد السوري بشكل يجعل من المستحيل تطبيق أيّ حلّ بعيداً عن الرؤية الأمريكية.

وتعدّ أوساط واشنطن، أن إقامة منطقة خاضعة للنفوذ الأمريكي فوق ما يقارب 25 في المئة من الأراضي السورية في الشمال والشرق، تضمن دوراً مؤثراً للولايات المتحدة في أي تسوية سياسية وفي مستقبل البلاد ما بعد الحرب.

وفي الشرق الأوسط كتب ليونيد بيرشيدسكي تحت عنوان “الأزمة السورية… محادثات إلى الأبد”.. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بالندم على الخطوات التي اتخذها في وقت سابق نحو تقليص الوجود العسكري الروسي بالخارج، ومن الواضح أن القاعدتين السوريتين تشكلان أهميةً كبرى بالنسبة له باعتبارهما المعقلين الوحيدين لروسيا على مستوى الشرق الأوسط.

وبغضّ النظر عما يقوله مسؤولون روس، بما في ذلك بوتين، حول التوصّل لحل سياسي، فإن هدفهم الحقيقيّ يتمثل في استمرار المحادثات حول دستور سوريّ مدة 49 عاماً، ثم مدة 25 عاماً أخرى.

أما الولايات المتحدة، فلها موقف مختلف تماماً من سوريا التي يتمركز بها نحو 2000 جندي، وهي تملك بالفعل ما يكفي من قواعد داخل الشرق الأوسط. ومن شأن إقرار حلّ سياسيّ داخل سوريا.

يبدو التقسيم الفعلي وتجميد الصراع بصورة جزئية (مثلما الحال في شرقي أوكرانيا، حيث يمارس الناس حياتهم اليومية بصورة طبيعية، ولا يوجد عمل عسكريّ ضخم يجري على الأرض) يبدو الخيار الوحيد المقبول بالنسبة لروسيا، والأمثل بالنسبة لإيران، لأنه يمكنها من إبقاء نفوذها على الأسد، وثاني أفضل سيناريو بالنسبة لتركيا ومصدر إزعاج لا داعي له بالنسبة للولايات المتحدة. ونظراً لأنه من غير المحتمل أن تصدق روسيا أيّ ضمانات غربية بخصوص إمكانية احتفاظها بقواعدها لأجل غير مسمى، في ظل أيّ ترتيبات بديلة، فإنه لا تبدو أيّ من البدائل الأخرى مقبولة.

ويضع هذا ديمستورا في موقف لا يحسد عليه، ذلك أنه سيضطر إلى حضور مزيد من حفلات السيرك التي تنظمها روسيا، في الوقت الذي يعوّق جانب الأسد إجراء مزيد من المحادثات.

في الاتحاد الإماراتية كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “إيران في لحظة التأزّمين الداخلي والخارجي”.. الأرجح أن هذه السنة لن تمضي من دون تصعيد في المواجهة الأمريكية – الإسرائيلية لإيران، فالمؤشّرات تتزايد في مختلف الساحات السورية واللبنانية والعراقية.

ويبدو أن مثلث الجولان -جنوبي لبنان- غزّة كان مرشحاً دائماً لتصعيد عسكري، ولكن الإدارة الأمريكية السابقة استبعدته لمصلحة إيران على رغم دعمها إسرائيل في حرب غزة (2014)، أما الإدارة الحالية فاعتمدت استراتيجيةً لتقليص النفوذ الإيراني، ويعدّ ضرب «حزب الله» والميلشيات في سوريا وإضعاف «حماس» من خطواتها التنفيذية، ولذلك فهي لا تخفي دعمها لإسرائيل. ومع أن واشنطن لم تفصح صراحةً عن استراتيجية مواجهة مع روسيا، إلا أن الإجراءات التي تتخذها في شماليّ سوريا وكذلك في العراق، فضلاً عن ملفّ التدخّل الروسي في الانتخابات الأمريكية، تشكّل في بعض ملامحها اختباراً لثبات «الشراكة» بين روسيا وإيران.

عواصم ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى