خبراء أمميون يحققون باستخدام النظام غاز الكلور في إدلب والغوطة الشرقية

جنيف ـ راديو الكل

قال خبراء جرائم الحرب في الأمم المتحدة: إنهم يحققون في عدة تقارير بشأن استخدام قنابل تحوي غاز الكلور ضد المدنيين في بلدتي سراقب في إدلب ودوما في الغوطة الشرقية، في وقت فشل فيه مجلس الأمن في التوصل إلى بيان رئاسي أو قرار بشأن استمرار استخدام النظام السلاح الكيميائي ضد المدنيين.

وأعلن بول بينيرو رئيس اللجنة المستقلة للتحقیق بشأن سوریا، التي تعمل بتفویض من الأمم المتحدة، أن وتيرة الهجمات ارتفعت “خلال الیومین الماضیین، حيث ورد العدید من التقاریر بشأن سقوط ضحایا مدنیین ووقوع ضربات جویة من المحتمل أن تكون قد استھدفت 3 مستشفیات على الأقل، ولاسيما في معرة النعمان وكفرنبل ومردیخ”.

وقال بینیرو، في بيان: “إن ھذه التقاریر مقلقة للغایة، وتعدّ استھزاءً بما یسمى “مناطق خفض التصعید” التي تھدف إلى حمایة المدنیین من مثل ھذا القصف”، مشيراً إلى أنه “مما یبعث على القلق الشدید هو التقاریر الواردة، والتي تفید بأن قنابل تحتوي على غاز الكلور المستخدم سلاحاً قد استخدمت في مدینة سراقب بإدلب وفي دوما بالغوطة الشرقیة”.

وأشار، إلى أن ازدياد الھجمات في إدلب يأتي في وقت أدت فيه أعمال العنف في الغوطة الشرقیة إلى تعاظم الأزمة الإنسانیة الطویلة الأمد في ھذه المنطقة المحاصرة شمال شرق ضاحیة دمشق”، لافتاً إلى أن “الضربات الجویة والقصف الذي تتعرض له المناطق التي تسیطر علیھا المعارضة أدّیا إلى تفاقم عواقب حصار یدوم منذ 3 سنوات، ویمنح فرصاً ضئیلةً لنحو 400 ألف مدني، بمن فیھم الأطفال، في ظل نفاد الدعم الأساسي، بما في ذلك الموادّ الغذائیة والأدویة والمساعدة الطبیة التي تسمح بإنقاذ الأرواح”.

وتعرضت محافظة إدلب، خلال الـ48 ساعةً الماضية لهجمات عنيفة من جراء القصف الجوي المكثف من الطيران الروسي، في حين يواصل طيران النظام ارتكاب مجازر جديدة في الغوطة الشرقية لدمشق.

وقالت مصادر محلية: إنّ الهجمات الجوية الروسية التي أسقطت قتلى وجرحى مدنيين في إدلب، عادت لتقصف المستشفيات المهمة والحيوية في هذه المحافظة، إذ خرج المستشفى الجراحي التخصصي في مدينة كفرنبل عن الخدمة من جراء استهدافه بالغارات.

كما توقف جزئياً عمل المستشفى الوطني في معرة النعمان جنوبيّ المحافظة من جراء تضرره بالغارات التي استهدفته، مساء الأحد، بالتزامن مع توثيق “الدفاع المدني السوري” لـ12 حالة اختناق، بقصف مروحيات النظام براميل متفجرةً تحمل “الكلور” على سراقب شرقيّ محافظة إدلب.

وتحدّث الدفاع المدنيّ السوري في ريف دمشق، عن إصابة العشرات من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال ومتطوع من الدفاع المدني، بحالات اختناق، من جراء استهداف قوات النظام لأطراف مدينة دوما، بصواريخ أرض-أرض “جولان”، محمّلة بغاز الكلور السام.

وكانت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو أعلنت، يوم الاثنين الماضي، أن بعثة تقصّي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تواصل النظر في جميع الاتهامات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا.

ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، الاثنين الماضي، أن الولايات المتحدة تشعر “بقلق بالغ” إزاء تقارير عن استخدام النظام غاز الكلور في محافظة إدلب.

وقالت الخارجية الأمريكية: إن الحكومة الروسية “لم تف بالتزاماتها” بحمايتها للنظام من المحاسبة.

وكشف مسؤولون أمريكيون في وقت سابق، عن أن الإدارة الأمريكية مستعدة لشن عمل عسكريّ آخر ضد قوات النظام إذا اقتضت الضرورة لردعها عن استخدام الأسلحة الكيميائية.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا بتأخير إصدار إعلان عن مجلس الأمن الدولي يندد بهجمات كيميائية مفترضة وقعت خلال المدة الأخيرة في سوريا، وأوقعت عشرات الجرحى من بينهم أطفال.

وعقد مجلس الأمن، في وقت سابق الاثنين، اجتماعاً بشان الكيميائي السوري، شهد انقساماً بين الدول الأعضاء، حيث طالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بمحاسبة النظام السوري لاستخدامه السلاح الكيميائي، مشددين على معاقبته ومحاسبته، كما اتهموا روسيا بعرقلة الجهود الدولية لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية .

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، خلال اجتماع لمجلس الأمن حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا: “هناك أدلة واضحة” تؤكد استخدام الكلور في هذه الهجمات على الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق.

ووافق النظام في 2013 على تدمير ترسانته من الأسلحة الكيميائية في إطار اتفاق توسّطت روسيا والولايات المتحدة لإبرامه، لكن عاودت اتهامات دولية وجهات معارضة سوريّة للنظام باستخدام الكيميائي خلال هجماته في عدة مناطق خاضعة تحت سيطرة المعارضة، الأمر الذي ينفيه النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى