ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

إيران تفاهمت مع أمريكا منذ عام 2013 على التدخل العسكري في سوريا لمنع إسقاط الأسد، إلى حين توفير الظروف لتقسيم سوريا نهائياً، فأمريكا لم تستخدم مؤتمر جنيف في منتصف 2012 لإسقاط الأسد، وإنما لمنع انتصار الثورة السورية، كما يقول محمد زاهد غول في القدس العربي. وفي الشرق الأوسط مقال لإبراهيم حميدي يتحدث عن استراتيجية أمريكية للبقاء في سوريا. وفي واشنطن بوست مقال يتحدث عن تحول الحرب الأمريكية في سوريا عن ملاحقة تنظيم داعش إلى دعم حلفائها من المقاتلين الأكراد.

وفي القدس العربي كتب محمد زاهد غول تحت عنوان “الموقف الإيراني من «غصن الزيتون» التركي في عفرين”.. لا تتوقف القيادات الإيرانية عن إدانة السياسات الأمريكية طوال عقود، ومهاجمة سياستها نحو إيران والمنطقة. وكذلك تقوم الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مهاجمة إيران ووصف قيادتها بالديكتاتورية واتهامها برعاية الإرهاب الدولي.

منذ بداية الثورة الإيرانية عام 1979 أطلقت إيران شعار «الشيطان الأكبر» على أمريكا، ولكنّ الكثير من الأخبار التي كشفها رؤساء ومسؤولون إيرانيون سابقون فضحت هذه العلاقات العدائية في الظاهر، والحميمية في الباطن.

إيران تفاهمت مع أمريكا منذ عام 2013 على التدخل العسكري في سوريا لمنع إسقاط الأسد، إلى حين توفير الظروف لتقسيم سوريا نهائياً، فأمريكا لم تستخدم مؤتمر جنيف في منتصف 2012 لإسقاط الأسد، وإنما لمنع انتصار الثورة السورية، وحين أوشكت إيران على الفشل بمنع سقوط الأسد منتصف 2015 تعاونت مع أمريكا على توريط الروس الطامعين بسوريا للتدخل العسكري، لتحقيق الأهداف نفسها، فأمريكا تريد من روسيا منع سقوط الأسد وتهيئة الأوضاع في سوريا للتقسيم، واستنزاف روسيا وسمعة بوتين، كما استنزفت الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

إيران كانت إحدى أدوات تعطيل عملية «درع الفرات» في مراحلها الأخيرة، وغير مستبعد أن تستخدم أمريكا أو روسيا، إيران في تعطيل «غصن الزيتون» في مراحلها الأخيرة أيضاً، لأن إيران لا تطمئن لسيطرة الجيش السوريّ الحر المدعوم من تركيا على مدنه وقراه في سوريا، وحصر التعاون الإيراني التركي بمنع سيطرة هذه الأحزاب الإرهابية على منبج والرقة بعدها.

وتحت عنوان “خطة أمريكية لإدارة شرق الفرات: تقليص نفوذ إيران وضغط على روسيا” كتب إبراهيم حميدي في الشرق الأوسط: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يبحث قائمةً من المرشحين لاختيار مبعوث رئاسي إلى سوريا، ضمن سلسلة من التغييرات في الإدارة الأمريكية ترمي إلى الاستجابة للاستراتيجية الجديدة القائمة على «البقاء العسكري المفتوح» شرق نهر الفرات لاستعمال ذلك لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة والتفاوض مع موسكو على حلّ وانتقال سياسيّ في دمشق.

وبعد نقاش طويل داخل الإدارة، تقرر بقاء القوات الأمريكية وحلفائها في التحالف الدولي ضد «داعش» في المناطق التي سيطرت عليها. ويعتقد مسؤولون غربيون أن واشنطن تريد من ذلك تحقيق 3 أهداف: تقليص النفوذ الإيراني، وعرقلة طريق الإمداد البري من إيران إلى العراق وسوريا، والضغط على موسكو ودمشق للوصول إلى حل سياسي وتنفيذ القرار 2254، إضافة إلى منع ظهور «داعش». وبدأت مؤسسات أمريكية، بحسب دبلوماسيين، ترجمة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة إلى عناصر ملموسة.

من جانبها نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً لمراسلتها ليز سلاي، تتحدث فيه عن العملية التي قتل فيها الطيران الأمريكي 100 من المقاتلين التابعين للنظام، وتجد الكاتبة أن هذه العملية تشير إلى تحول الحرب الأمريكية في سوريا من ملاحقة تنظيم داعش إلى دعم حلفائها من مقاتلي سوريا الديمقراطية.

وتقول سلاي: إن هذا الاشتباك كان الأخطر بين القوات الأمريكية وقوات النظام منذ بدء انتشار القوات الأمريكية في شمال شرقيّ سوريا، لافتة إلى أن تعقيدات المعركة تشير إلى أن الحرب الأمريكية ضد تنظيم داعش قد توسعت، تاركةً واشنطن تسيطر على ربع الأراضي السورية.

وتنقل الكاتبة عن السفير الأمريكي السابق في دمشق والزميل في معهد الشرق الأوسط روبرت فورد، قوله: إن الولايات المتحدة “في مهمة زاحفة”، وأضاف، أن “الأمريكيين تمكنوا من خلال استراتيجيتهم الدبلوماسية من عزل أنفسهم، إلى درجة أن تركيا وإيران والنظام تتفق على أن ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا سيئ”.

وتبين الصحيفة، أنه إذا استمر التوتر، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها ستجد نفسها في حرب على ثلاث جبهات: ضد تركيا وتنظيم داعش والنظام. ولكن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية غابرييل كينو قال: إنه واثق من وجود العدد الكافي من القوات لصد التوغل التركي، والحفاظ على المواقع في دير الزور، ويضيف أن الهجوم على موقعهم هناك قامت به قوات الدفاع الوطني، وهي ميلشيا موالية للنظام، درّبها حزب الله، وموّلتها إيران.

وتختم “واشنطن بوست” تقريرها بالإشارة إلى قول غابرييل: إن الهدف هو منع تقدم قوات سوريا الديمقراطية شرقاً، قرب الحدود مع العراق، حيث لا تزال في هذه المناطق بعض الجيوب التابعة لتنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى