هيئة التفاوض تلتقي وفد المبعوث الدولي إلى سوريا

تواصل هيئة التفاوض اجتماعها الدوريّ في العاصمة السعودية الرياض لمتابعة جدول أعمالها الذي تضمّن التصعيد العسكريّ لقوات النظام وروسيا والترتيبات المتعلقة بمفاوضات جنيف القادمة، في حين أجرت سلسلة لقاءات مع المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا وعدد من مساعديه، تناولت تشكيل اللجنة الدستورية التي أقرّها مؤتمر سوتشي.

وبحثت هيئة التفاوض في اجتماع دورتها العادية في الرياض الترتيبات المتعلقة بجولة جنيف القادمة، والتصعيد العسكريّ للنظام، وتفاقم الوضع الميداني في مختلف مناطق سوريا وخاصة في الغوطة الشرقية وإدلب وريفها.

كما عقدت هيئة المفاوضات السورية على هامش اجتماعها في مقر الهيئة لقاءً موسعاً مع وفد المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا، تم خلاله بحث العديد من النقاط المتعلقة بمناقشة الوضع الإنساني الكارثي في سوريا، وسبل تفعيل تطبيق بيان «جنيف1» وقرار مجلس الأمن 2254 والعملية التفاوضية عموماً.

وأوضح المكتب الإعلامي للهيئة، أنه تم طرح العديد من الأسئلة من قبل أعضاء الهيئة على أعضاء وفد المبعوث الدولي «كارستن ويلاند وعمر الحمدي وأليس شو»، وتم تبادل وجهات النظر حول النقاط التي تحتاج إلى توضيح، كاللجنة الدستورية وآلية تشكيلها وتسمية أعضائها وصلاحياتها، ومدى مساهمتها في دفع عجلة الانتقال السياسي في سوريا، وانتهى اللقاء بتحميل الوفد رسائل واضحةً للمبعوث الدولي ستيفان ديمستورا.

وتتجه هيئة التفاوض إلى عدم اتخاذ قرار نهائي في اجتماع الرياض حول اللجنة الدستورية بانتظار الحصول على التوضيحات حول تفاصيلها.

وتؤكد الأمم المتحدة، أن اللجنة ستعنى بالإصلاح الدستوري، في حين تشير المعارضة إلى أن مخرجات مؤتمر سوتشي، وضعت بيد الأمم المتحدة، معتبرةً إياه لا يعني الشعب السوريّ بكل ما صدر عنه.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة يحيى العريضي: إن الاجتماع ناقش التطورات الميدانية، ومستجدات العملية السياسية، ومسار المفاوضات الجارية تحت مظلة الأمم المتحدة، ومخرجات مؤتمر سوتشي، ومدى توافقها مع توصيات “جنيف1” والقرار الدولي 2254.

وكان رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري أكد أن اللقاء مع المبعوث الأممي يأتي في إطار الاستعداد لجولة جنيف المقبلة، موضحاً أن الهيئة تدرس الورقة التي تقدمت بها مجموعة الدول الخمس المتعلقة بتفعيل العملية السياسية، في ظل جهود لضم ألمانيا وتركيا ومصر إلى هذه المجموعة.

وأوضح، أن رؤية هيئة التفاوض للحل السياسي هي في إخراج القوات الأجنبية كافةً من سوريا، خصوصاً القوات الإيرانية التي تحارب تحت مشروع توسعيّ طائفيّ في المنطقة.

وعبّر الحريري عن ترحيبه بالحراك الأمريكي مع مجموعة دول من أجل إيجاد بعض الآليات التي تدفع العملية السياسية في جنيف، مع قدر من الحذر، وذلك لأن الوعود من الإدارة الأمريكية السابقة لم تتحقق، بل انقلبت إلى واقع كرّس انعكاسات سلبيةً على المشهد السوري.

وتحدثت مصادر صحفية، عن أن الدول الخمس (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن) التي اجتمعت في باريس في 23 كانون الثاني، وتبنّت ما وصف بـ”ورقة الدول الخمس” في شأن الملف السوري، تريد أن تؤكد لموسكو، ضرورة الاستناد عليها من أجل الحل في سوريا، وكذلك أن يعمل ديمستورا لاعتمادها منطلقاً لخريطة عمله في المرحلة المقبلة.

ولفتت المصادر، إلى أن المجموعة ستطلب من المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان ديمستورا الحزم بمتطلّباته فيما يتعلق بمفاوضات جنيف، والعمل بشكل مكثّف على هذا الصعيد خاصةً أنها أعلنت منذ البداية أنها ترى سوتشي لا يحظى بشرعية دولية حقيقية”.

وتوقع دبلوماسي في مجلس الأمن أن يواجه ديمستورا صعوبات في تشكيل لجنة صوغ الدستور، لجهة اختيار الأسماء التي تحظى بالدعم الكافي. في الوقت نفسه، لم تحقق الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة مدة شهر أيّ اختراق، ولاسيما في ظل رفض روسي للاقتراح الذي قدمته الأمم المتحدة.

وكان ديمستورا، شدد على أن القرار النهائي حول وضع حدّ للمسألة السورية، يجب أن يتخذ بإطار العملية الجارية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن اللجنة الدستورية التي تم الاتفاق على تشكيلها خلال سوتشي ستعنى بالإصلاح الدستوري.

الرياض ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى