ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

ليس مستبعداً أن تكون إيران تريد حرباً في المنطقة لتقول للعالم: إنّ ثمن خروجها من سوريا سيكون غالياً، بل غالياً جدّاً، وإنّ إسرائيل غير قادرة على دفع هذا الثمن، لا هي ولا غيرها، بما في ذلك روسيا كما يقول خير الله خير الله في صحيفة العرب. وفي الحياة اللندنية مقال لحازم الأمين تحت عنوان “الأسد عدوّ لعدوّ السوريين”. وفي الشرق الأوسط تحدثت سوسن الشاعر عن التنظيمات الإرهابية الشيعية.

وفي صحيفة العرب كتب خير الله خير الله تحت عنوان “مسألة أكبر من طائرة وصاروخ”.. يندرج إسقاط طائرة إسرائيلية بصاروخ أرض ـ جو أطلق من الأراضي السورية في سياق مواجهات مستمرّة منذ سنوات عدة لا يمكن إلا أن تنتهي بحرب واسعة في يوم ما، قد يكون قريباً. عنوان هذه المواجهة التي يحتمل أن تقود إلى حرب هو الوجود العسكريّ الإيراني في سوريا.

ليس مستبعداً أن تكون إيران تريد حرباً في المنطقة لتقول للعالم: إنّ ثمن خروجها من سوريا سيكون غالياً، بل غالياً جدّاً، وإنّ إسرائيل غير قادرة على دفع هذا الثمن، لا هي ولا غيرها، بما في ذلك روسيا.

هناك بكل بساطة رهان إيراني على أنّ إسرائيل عاجزة عن خوض مثل هذه المغامرة التي ستكلّفها مقتل المئات من جنودها وستخضع، هي وغيرها، في نهاية المطاف لواقع يتمثّل في أن إيران وجدت في سوريا لتبقى فيها، وأنّ مليارات الدولارات التي صرفتها لحماية نظام بشّار الأسد كانت أموالاً صرفت في المكان المناسب لغرض واضح يصبّ في حماية النظام في طهران قبل أيّ شيء آخر.

إنّها مسألة أكبر بكثير من صاروخ روسيّ أطلقه الإيرانيون أو النظام وأسقط طائرةً إسرائيلية. هل تخرج إيران من سوريا أم لا، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات على الداخل الإيراني وطرح لمصير النظام؟

في صحيفة الحياة اللندنية كتب حازم الأمين تحت عنوان “الأسد عدوّ لعدوّ السوريين”.. النظام جعل من قضية صراعه مع إسرائيل ديدن حكمه وموضوع تسلّطه على السوريين. علّق المجتمع وقضى على أي خصم في الداخل مستحضراً هذا الصراع، وعاش الناس في سوريا حال طوارئ منذ خمسة عقود، منتظرين حرباً لم تقع على هذا العدو. لكنّ النظام، وفي سياق مساعيه المتواصلة لقتل أيّ رغبة لدى السوريين في أن يكون بلدهم طبيعياً، أنشأ حالاً من العداء الواقعي المعلّق مع إسرائيل، سقط خصومه في الداخل ضحيته. فالنظام مثلاً قاتل الإسرائيليين في لبنان عبر مساعدة «حزب الله» على قتالهم، وهذا كان جزءاً من رعايته مصالحه في لبنان وفي سوريا. في حرب تموز (يوليو) 2006 كان للنظام في سوريا دور في تحصين موقع من يقاتلون إسرائيل.

المأساة السورية أكبر من هذه المعضلة. جريمة النظام أكبر من جريمة إسرائيل. الإحصاءات تقول ذلك، والحقائق وحجم الدمار وعدد النازحين. والقضية السورية اختبار أخلاقيّ يفوق بحجمه أيّ اختبار في المنطقة. وما لم يؤمن السوريون بذلك، فإن قدرة النظام على اجتراح شرعية من خارج سوريا ستبقى قائمة، وسيجدد البعث حكمه لهم، ودليله على «حقه» بحكمهم أنه عدوّ لعدوهم.

في الشرق الأوسط كتبت سوسن الشاعر تحت عنوان “مراكز الأبحاث والإرهاب الإيراني”.. قد يكون حزب الله الوحيد من تلك التنظيمات الإرهابية التابعة لإيران، الذي حظي بالاهتمام البحثي، وربما يعود السبب لضلوعه بالهجوم على المارينز الأمريكيين في بيروت في الثمانينيات، وضلوعه بهجوم على المارينز في مدينة الخبر في التسعينيات، أما غيره من الميلشيات التي تمولها إيران، وبخاصة تلك التي تنشط في العراق وفي دول الخليج العربي فستجد صعوبةً في العثور على ما يربطها بالإرهاب في مراكزهم البحثية.

فهناك مراكز أبحاث أجنبية تصنّف الإرهاب على أنه «سنيّ» الطابع، كما توجد آلاف الأبحاث والدراسات بالإنجليزية تتعلق بتنظيمات مثل «القاعدة» ومن ظهر من تحت عباءتها، وسنرى حجم المعلومات التفصيلية لباحثين اهتموا منذ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001 بدراسة مثل هذه التنظيمات والغوص في عقيدة مؤسسيها، لكننا سنجد صعوبةً في العثور على دراسة أو بحث أو حتى مقالات تتناول الميلشيات المسلحة ذات الطابع «الشيعي» مدرجةً تحت بند الإرهاب.

ومع الأسف، لا يوجد إلا عدد محدود من المراكز البحثية المتخصصة الأمنية في منطقتنا، ومركز متخصص واحد في منطقتنا لدراسة الشؤون الإيرانية هو «مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى