ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

ما يحدث في سوريا اليوم هو أكبر عملية استئثار سياسيّ عرفتها المنطقة في محاولة للانفراد بالكعكة في سوريا التي تحولت إلى مسرح لجرائم أنظمة تتدخل على أراضيها بدوافع سياسية ذاتية كما يقول يوسف الديني في الشرق الأوسط. وفي صحيفة الحياة يكتب جورج سمعان عن الوجود الأمريكي في سوريا. وفي صحيفة يديعوت أحرنوت تقرير يقول: إن المشروع الروسيّ الإيراني لإنقاذ نظام بشار الأسد، أصبح في خطر.

وفي الشرق الأوسط كتب يوسف الديني تحت عنوان “الاحتراب على سوريا والمقامرة بالسوريين”.. جزء من أزمة سوريا التي تحولت إلى مسرح لجرائم أنظمة تتدخل على أراضيها بدوافع سياسية ذاتية تحت شعار الدفاع عن السيادة والأمن القومي، هو حالة الإهمال من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة تحديداً التي لا تزال تتحدث كثيراً عن التصدي للتوسع الإيراني، لكنها في الوقت ذاته لا تلقي أيّ بال للانتهاكات الروسية، ومن هنا يمكن قراءة التحرّك المنفرد لإسرائيل للدخول في هذا السباق نحو تحويل سوريا إلى ساحة تصفية لمعاركها.

ما يحدث في سوريا اليوم هو أكبر عملية استئثار سياسيّ عرفتها المنطقة، في محاولة للانفراد بالكعكة الذي وإن بدا واضحاً في الحالة العراقية والسودانية سابقاً، فإنه يتجلى في المشهد السوري اليوم بشكل غير مسبوق، فالمعطيات الجديدة التي أفرزتها لنا الأزمة السورية والتي لعب فيها صمت المجتمع الدولي وتباطؤه وتقاعسه عن طرح حلول جادة أو التفكير خارج صندوق المصالح الضيقة تبدو كارثيةً جداً، ويوماً تلو آخر تزداد الفجوة بين الداخل السوري الذي يحكمه منطق القوة والغنيمة، والخارج الذي يحاول استثمار التقدم على الأرض في سبيل أجندته السياسية الخاصة.

في صحيفة الحياة كتب جورج سمعان تحت عنوان “رسالة أمريكية حازمة من دير الزور إلى ثلاثي أستانة”.. إنّ الولايات المتحدة أكدت مجدداً الخطوط الحمر في سوريا، وهو يثبت جدية سياستها في هذا البلد بحيث لم يعد هناك مجال للتشكيك. عنوانها لا يحتاج إلى اجتهاد: لا يمكن تغيير قواعد الاشتباك. وممنوع التعرض لـ «قوات سوريا الديموقراطية» التي تدعمها واشنطن شرقيّ البلاد وشماليّها.

وأضاف: لم تكن العملية الأولى من نوعها. سبق أن ضربت قوات للتحالف الدولي في خريف عام 2016 قوات النظام وكبدته خسائر فادحة، لكن واشنطن اعترفت يومذاك بأن الضربة كانت «خطأً»، وتمثل الضربة الأخيرة إصراراً أمريكياً على حماية منطقة تشكل نحو أربعين في المئة من بلاد الشام. هذه «حصتها» التي لا يمكن لدمشق أن تقترب منها. ولا يمكن لطهران، مهما توعدت بتحرير جميع سوريا، أن تتقدم إليها. ولا يمكن لموسكو مهما أقلقتها سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب أن تتعرض لما تعتبره هذه الإدارة المصالح الاستراتيجية الأمريكية. ولا يمكن لأنقرة أن توجه عملية «غصن الزيتون»، مهما أعلت الصوت متوعدةً بالتقدم إلى مواقع الكرد في منبج وغيرها من مناطق تحت «إدارتهم الذاتية» شرق الفرات.

الولايات المتحدة حاضرة بقوة الآن في بلاد الشام، وحاضرة أيضاً في العراق. ويمكن القول: إن قواعدها العسكرية في الإقليم كلّه تشكل طوقاً محكماً على الحضور الروسي الميداني المستجدّ على الساحل السوري. فهي موجودة أيضاً في المنطقة الجنوبية المحاذية لحدود الأردن. هذا من دون الحديث عن سياسة حليفتها إسرائيل التي باتت غاراتها شبه اعتيادية على مواقع للنظام في دمشق وحلفائه من ميلشيات ترعاها إيران. من هنا، أهمية الضربة الأمريكية في منطقة دير الزور. فهذه تشكل موقعاً استراتيجياً على الحدود مع العراق. ويمكن الانطلاق منه لاحقاً لقطع الطريق التي تستميت طهران للحفاظ عليها سالكةً إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

من جانبها نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس “معهد أبحاث الأمن القومي، الجنرال عاموس يدلين، قوله: إن المشروع الروسيّ الإيرانيّ لإنقاذ نظام بشار الأسد، أصبح في خطر، ملمحاً إلى خطوات إسرائيلية قد تؤدي إلى إسقاطه.

وأوضح، أن “التصميم الاستراتيجيّ الإيرانيّ على بناء قوة عسكرية متطورة في سوريا ولبنان، اصطدم بعزم إسرائيلي على وقف الميل الإيراني”، مضيفاً: “لم تكن هذه مفاجأةً استراتيجية، ولكنّ التوقيت التكتيكيّ حدّده الإيرانيون هذه المرة”.

 ونوّه، أن التقدير الإيراني يؤكد أن “حسم الحرب السورية لمصلحة نظام بشار الأسد، سيسمح بتغيير قواعد اللعبة في سماء سوريا وعلى أرضها، في حين رأت إيران وحزب الله بعيون تعبة هجمات متكررةً من سلاح الجو الإسرائيلي بهدف إحباط بناء قوتها”.

وشدد على أهمية، أن “يهدد الردّ الإسرائيليّ المقبل مباشرةً نظام الأسد ونظام الدفاع الجويّ بأكمله، إضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل أن تعمل على إنشاء تحالف مضادّ للمحور الشيعي، جنباً إلى جنب مع جميع الدول التي لن تذرف دمعةً إذا انتهى نظامه القاتل مثل؛ الولايات المتحدة وتركيا والسعودية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى