بعد تسريبات عن مقتل عشرات المرتزقة الروس في دير الزور على يد الأمريكيين.. مرشح رئاسي يطالب بوتين بكشف تفاصيل الهجوم

موسكو – وكالات

قال الكرملين يوم الثلاثاء: إنه لا يملك معلومات عن مواطنين روس قتلوا في سوريا، وإن لديه فقط معطيات عن العسكريين الروس الموجودين هناك، ويأتي ذلك بعد ما ذكر عن ضجة كبرى في روسيا ونقاشات غاضبة أطلقتها تسريبات عن تعرض وحدات من «المرتزقة الروس» الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات النظام، لضربة عنيفة في ليلة الثامن من فبراير (شباط) الحالي قرب دير الزور من جانب القوات الأمريكية أسفرت عن مقتل عدد كبير منهم.

ودعا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إلى عدم الاعتماد على أنباء وسائل الإعلام مصدراً للمعلومات، موضحاً أنه يوجد مواطنون روس في دول كثيرة، ومن الصعب أن تكون لدينا معلومات دقيقة عنهم.

وجاء تصريح الكرملين بعد أن تفجّرت نقاشات واسعة في روسيا، على مواقع التواصل الاجتماعي طالبت وزارة الدفاع بتقديم توضيحات حول الهجوم الذي تعرّض له مرتزقة روس على يد قوات التحالف في دير الزور يوم السبت الماضي.

وقال بيسكوف: “مثلما تعرفون، في مثل هذه الحالات نعتمد فقط على معطيات تخصّ العسكريين الروس، الذين يشاركون في العمليات العسكرية الجوية، دعماً للنظام”.

وكانت مصادر صحفية تحدثت عن تسجيلات لمكالمات هاتفية أجراها ناجون من «المجزرة» التي وقعت في دير الزور على أيدي قوات التحالف، وفقاً لوصف بعضهم، تحدثوا فيها عن تفاصيل الهجوم المفاجئ ونتائجه، وانتقدوا فيها بقوة السلطات الروسية «التي تجنبت حتى الإشارة إلى الكارثة وكأننا لسنا بشراً». بحسب تعبيرهم.

وأعلن السياسي “غريغوري يافلينيسكي” الذي ينافس الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة المقبلة، تفاصيل الهجوم على الروس قرب دير الزور ليكون أول شخصية سياسية تتحدث بشكل مباشر وعلنيّ عن الموضوع.

وطالب يافلينيسكي المرشح عن حزب «يابلوكا» اليميني بوتين بكشف «تفاصيل عملية القتل الجماعيّ لمواطنين روس في سوريا». وشدد على ضرورة أن «يعلن الكرملين حقيقة ما يجري»، معلناً أن «من حقّ كلّ مواطن روسيّ أن يعرف بعد مرور سنتين على التدخل الروسي في سوريا، تعداد القوات الروسية العاملة هناك؛ في شقّيها النظامي أو المتعاقدين مع الشركات الخاصة».

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإن تسجيلات مكالمات الناجين سرّبت من أوكرانيا، حيث ينشط «زملاء» لـ«المرتزقة الروس» في المعارك الدائرة هناك في شرقي البلاد، في إطار ما يعرف بـ«جيش فاغنر»، وهو يضم تشكيلات مسلحةً غير نظامية تدفع رواتب مجزيةً للمتعاقدين معها في مقابل تنفيذ عمليات عسكرية خاصة. ونشرت على نطاق واسع تفاصيل عن مشاركة هذا الجيش إلى جانب قوات النظام في معارك استهدفت السيطرة على مواقع نفطية في سوريا. ونشط بقوة قبل ذلك في الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المدعومين من جانب موسكو، لكنّ الحكومة الروسية لا تعترف رسمياً بوجود «الجيش الخاصّ» في سوريا، ولا تدرج عادةً خسائره ضمن الخسائر العسكرية الروسية المعلنة.

ومن بين الاتصالات التي أوردتها الصحيفة تسجيل يقول فيه المتصل: «إن المعلومات التي نشرت في وسائل إعلام عن أن الضربة استهدفت قوات النظام كاذبة، جماعتنا تعرضوا لهجوم عنيف». مضيفاً: «الوحدة الخامسة دمّرت بالكامل… 200 من 900 (قتلوا). كنّا محاصرين وأغلقوا الطريق أمامنا، 4 مروحيات شاركت في الهجوم المباشر. لم يكن معنا إلا بنادق… لا مضادات».

وهناك تسجيل آخر يقول: «كانوا يعرفون (الأمريكيون) أننا روس… انهمر القصف بشكل جنوني، كثير من الجثث، الضربات المكثفة استمرت عدة دقائق ولم ينج أحد، جماعتنا لا يسألون عنا، تجنبوا حتى إعلان الحادثة، لا يتعاملون معنا باعتبارنا بشراً».

وقالت الصحيفة: إن اللافت أنه قبل تسريب التسجيلات الصوتية مباشرة، أثار متطوعون روس في أوكرانيا ضجةً حول «المأساة» التي تعرّض لها رفاقهم في سوريا، مما دفع بالناشط البارز في الحرب الأوكرانية “إيغور ستيرلوف” الذي شغل سابقاً منصب «وزير الدفاع» في «جمهورية دونيتسك» التي أعلنت انفصالاً من جانب واحد عن أوكرانيا، إلى إصدار بيان ساخط، انتقد فيه بقوة «الصمت الرسمي» تجاه الحادثة، وأكد أنه «تم تدمير وحدتين في (جيش فاغنر) بشكل كامل، وتم تحميل جثث القتلى في شاحنتي (كاماز)»، منبّهاً من يتعاقد لـ«العمل في سوريا» بأنه سيواجه «الإهمال والتجاهل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى