ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

التفاعلات المتشابكة للقضية السورية حوّلتها إلى صراع دولي واسع النطاق، وجاذب للقوى المتنافسة على قيادة المنطقة والهيمنة على النظام العالمي وحرصت القوى المنخرطة فيه على إخفاء أهدافها الحقيقية وراء شعارات برّاقة كما يقول حسن نافعة في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة الشرق الأوسط مقال لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان “أبعاد حرب سوريا الإقليمية”. وتتحدث صحيفة هآرتس الإسرائيلية من جانبها عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع السبت الماضي حداً لما وصفته مواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا. باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب حسن نافعة تحت عنوان “الأزمة السورية ترسم نظاماً عالمياً جديداً”.. كان الصراع الدائر في سوريا وعليها منذ ما يقرب من 7 سنوات، قد أخذ في البداية شكل أزمة داخلية أفرزتها ثورة شعب في مواجهة نظامه المستبد. غير أن التفاعلات المتشابكة لتلك الأزمة ما لبثت أن حوّلته إلى صراع دوليّ واسع النطاق، وجاذب للقوى المتنافسة على قيادة المنطقة والهيمنة على النظام العالمي، حرصت القوى المنخرطة فيه على إخفاء أهدافها الحقيقية وراء شعارات برّاقة اختلطت فيها الأوراق، وسقطت الحواجز والحدود، واستحال فيها التمييز بين الطيب والخبيث، الأمر الذي أدى إلى تحول سوريا تدريجياً إلى ساحة لتصفية الحسابات المتعلقة بأنواع الصراعات القديمة والمستجدة كافة، على خلفية من ثورات «الربيع العربي».

وأضاف، أن التدخل الروسيّ في الأزمة لم يبدأ إلا في الثلث الأخير من الولاية الثانية لأوباما، وأنّ روسيا راهنت على ترامب أملاً في أن يؤدي وصوله إلى البيت الأبيض إلى اتفاق على آليات تضمن تنسيق المواقف والسياسات بين البلدين، ليس فقط بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا تأخذ في اعتبارها مصالح الأطراف كافة، وإنما أيضاً لضبط تفاعلات النظام العالمي من خلال قيادة ثنائية أو جماعية. لكن يبدو أن بعض الأوساط المتطرفة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة تعتقد أن الأزمة السورية لا تزال قابلةً للاستخدام كأداة لاستنزاف ليس فقط إيران و «حزب الله» وإنما روسيا أيضاً. ولأنني على قناعة تامة بأن سوريا لن تهدأ إلا إذا تمكّنت من تفكيك التحالف بين إيران وسوريا و«حزب الله»، تبدو لي الأزمة السورية بمنزلة معمل التفريخ لنظام عالميّ جديد أظن أنه يشهد الآن ولادةً متعثرة.

من جانبها تناقش آنا سبارو، الأستاذة في معهد الصحة الدولية بمدرسة الطب إيكان التابعة لمستشفى ماونت سيناي الأمريكية في تقرير لها في مجلة “فورين بوليسي” مساهمة المنظمات الدولية بدعم نظام بشار الأسد في حربه ضد شعبه. وبدأته بالحديث عن الغوطة الشرقية التي وصفتها مرةً بسلة غذاء سوريا ومنطقة زراعية يسكنها مواطنون من أصحاب العقلية الليبرالية وساسةٌ ميالون للديمقراطية والتجار المستقلون ولهذه الأسباب يكرهها النظام.

وقالت: إن نظام الأسد يستخدم الحصار وسيلةً لتركيع المدنيين وعقابهم بشكل جماعي، وهذه جريمة حرب. فالقانون الإنسانيّ الدولي يدعو إلى حرية حركة المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية لهم. وتقول: إن المسؤولية تقع على كاهل النظام إلا أن وكالات الأمم المتحدة التي تواجه وضعاً لا تحسد عليه في التفاوض مع النظام لعبت في الغالب لعبته. ومن هنا تبنّى المسؤولون البارزون في الأمم المتحدة موقفاً يرى أن الخير الذي يحاولون عمله يبرر في النهاية الغطاء الذي يمنحونه لاستمرار الحصار وتعويق النظام لوصول المساعدات الإنسانية.

وفي صحيفة الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “أبعاد حرب سوريا الإقليمية”.. لا يمكن أن نتحدث عن ارتدادات الصراع في سوريا من دون أن نقول: إن إيران نفسها معرّضةٌ للخطر، والتي تبدو بيتاً من زجاج، بعد المظاهرات التي عمّت عشرات المدن الإيرانية ورفعت فيها دعوات الخروج من سوريا ووقف الدعم الماديّ والعسكري لحليفي النظام، حزب الله اللبناني وحركة حماس في غزة. توسّع الحرب في سوريا يهدد نظام خامنئي في طهران لأنه سيستهلك المزيد من الدماء والمال والهزائم.

من جانبها قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: إن الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين وضع السبت حداً لما وصفته مواجهةً بين إسرائيل وإيران في سوريا، باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأشارت الصحيفة في تقرير، إلى أن القيادة الإسرائيلية كانت تتهيأ على الأرجح لاتخاذ خطوات عسكرية جديدة في الأراضي السورية حتى تلك المكالمة المصيرية، التي أوقفت التصعيد فوراً .

ورجحت الصحيفة، أن الزعيم الروسي اقترح على طرفي النزاع حلاً مقبولاً لكليهما، مشيرةً إلى أن هذا هو استنتاجٌ واضحٌ يمكن استخلاصه من تسلسل أحداث السبت الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى