
روسيا تنفي للمرة الثانية مقتل مئتين من مرتزقتها في هجوم للتحالف في دير الزور السبت الماضي
عواصم ـ راديو الكل
أكدت مصادر صحفية ومسؤولون أن نحو مئتي روسي من المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب النظام قتلوا خلال محاولتهم الهجوم على موقع لقوات تابعة للتحالف الدولي في دير الزور السبت الماضي , في حين سارع الكرملين ووزارة الخارجية في روسيا إلى نفي تلك الأنباء خشية حصول تداعيات لها غير محسوبة في ضوء الأنباء التي تحدثت عن بدء تفاعل تلك القضية من خلال نقاشات غاضبة على مواقع التواصل الإجتماعي تطالب بالكشف عن مصير القتلى الروس ماحدا بالمرشح الرئاسي الروسي غريغوري يافلينيسكي إلى المطالبة علنا بالكشف عن تفاصيل الهجوم .
نقل موقع بلومبيرغ في تقرير عن مسؤولين أمريكيين وروس مطلعين على الموقع ، قولهم إن 200 مرتزق، معظمهم من الروس، كانوا من بين القتلى في العملية الفاشلة على منطقة قريبة من حقول النفط الغنية، التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
وقال الموقع إن الهجوم الروسي ربما كان دون ترتيب أو معرفة من القيادة الروسية، ما يؤكد تعقيد النزاع، الذي بدأ بتظاهرات محلية تطالب بإصلاحات محلية، ثم تحول إلى حروب بالوكالة بين دول المنطقة، اشتركت فيها الجماعات الإسلامية المتشددة والأكراد والقوى والإقليمية والدولية .
ولفت التقرير إلى أن حصيلة القتلى هي خمسة أضعاف خسائر الروس منذ تدخلهم العسكري في سوريا عام 2015، مشيرا إلى أن العدد يتزايد بحسب قائد مرتزق، الذي قال في مكالمة هاتفية إن عددا من مقاتليه يتلقون العلاج في مستشفى عسكري في سانت بطرسبرغ وموسكو .
وقال المتحدث باسم القوات الامريكية الجنرال توماس فيل، قوله إن “قوات التحالف كانت على اتصال مستمر مع النظراء الروس، قبل وأثناء وبعد الهجوم الذي أحبط ولم يكن له داع”.
وذكر الموقع أن الهجوم بدأ على بعد 8 كيلومترات من خط خفض التوتر شرق نهر الفرات في السابع من شباط/ فبراير، لافتا إلى قول فيل إن المهاجمين استخدموا الدبابات والمدفعية وراجمات صواريخ متعددة، وإن العربات التي رجعت نحو الغرب لم يتم استهدافها.
وينوه التقرير إلى أن هناك مصفاة نفط مهمة في دير الزور مولت عمليات تنظيم داعش ويريد نظام الأسد استخدامها في عمليات إعادة إعمار سوريا، وذلك بحسب المحلل في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية في موسكو يوري بارمين.
ويورد الموقع نقلا عن النائب والدبلوماسي السابق فلاديمير فرولوف، الذي يعمل حاليا محللا سياسيا في موسكو، قوله إن الهجوم يمثل أول اشتباك بين القوتين منذ حرب فيتنام، وأضاف: “هذه فضيحة كبرى وسبب لأزمة دولية حادة.. لكن روسيا ستتظاهر وكأن شيئا لم يحدث”.
ونفت وزارة الخارجية الروسية التقارير الإعلامية الغربية التي تحدثت عن مقتل مئات الروس، نتيجة ضربات وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، ووصفتها بأنها مضللة.
وقال مصدر بوزارة الخارجية الروسية للصحفيين “إن المعلومات عن مئات القتلى الروس هي معلومات كلاسيكية مضللة”.
وكانت صحيفة “بزنس إنسايدر” الأمريكية، قد نشرت شريط فيديو للغارة الجوية التي قام بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على موقع للنظام بمدينة دير الزور في ليلة 8 فبراير/شباط. وذكر التحالف أن سبب توجيهه هذه الضربة هو “هجوم غير مبرر” على مقر “لقوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من قبلها.
من جانبه أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما)، الجنرال فلاديمير شامانوف، عن وجود جهات تبالغ وتتحدث عن قصد عن سقوط ضحايا روس جراء ضربات أمريكية ليلة 8 فبراير/شباط الجاري، بالقرب من دير الزور بسوريا، مشيرا إلى عدم وجود معلومات مؤكدة عن ذلك.
وطالب المرشح الرئاسي الروسي غريغوري يافلينيسكي الرئيس الروسي بكشف «تفاصيل عملية القتل الجماعي لمواطنين روس في سوريا». وشدد على ضرورة أن «يعلن الكرملين حقيقة ما يجري»، معلنا أن «من حق كل مواطن روسي أن يعرف بعد مرور سنتين على التدخل الروسي في سوريا، تعداد القوات الروسية العاملة هناك؛ في شقيها النظامي أو المتعاقدين مع الشركات الخاصة».