ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

أخيراً، شرب ما يسمى “الجيش العربيّ السوري”، وهو ليس جيشاً أو عربياً أو سورياً، حليب السباع، وتصدّى بعد قرابة نصف قرن لطائرات إسرائيل التي أغارت آلاف المرات على سوريا، بما في ذلك بيت بشار الأسد، ورشق حزمة صواريخ عليها بأسلوب “يا ربي تيجي في عينه”، فأصاب بالخطأ واحدةً منها كما يقول ميشيل كيلو في العربي الجديد. وفي الحياة اللندنية تكتب مرح البقاعي مقالاً حول الموضوع نفسه تحت عنوان “موسكو بين اختيارين: طهران أم تل أبيب؟”. وفي الشرق الأوسط يكتب ميشال دوكلو مقالاً يدعو فيه إلى اتفاق لوقف الحرب في سوريا على غرار اتفاق “دايتون”.

وفي العربي الجديد كتب ميشيل كيلو تحت عنوان “طائرة كلّ نصف قرن”..   أخيراً، شرب ما يسمى “الجيش العربي السوري”، وهو ليس جيشاً أو عربياً أو سورياً، حليب السباع، وتصدّى بعد قرابة نصف قرن لطائرات إسرائيل التي أغارت آلاف المرات على سوريا، بما في ذلك بيت بشار الأسد، ورشق حزمة صواريخ عليها بأسلوب “يا ربي تيجي في عينه”، فأصاب بالخطأ واحدةً منها، كانت تضرب مواقع لقوات الاحتلال الإيراني.

وأضاف: عندئذ، قرّر جنرالات إيران و”استراتيجيون” عرب، أطلّوا علينا من تلفزيونات تحولت فجأةً إلى ما يشبه تلفاز “المنار” الإيراني في بيروت، أن قواعد اللعبة بين النظام المقاوم وإسرائيل قد تغيرت، وتناسوا أن طائراتها هاجمت 14 موقعاً لجيش العدوان الأسدي على السوريين، وأن إسقاط الطائرة حدث بالخطأ، ولو أن قواعد الاشتباك تبدّلت، لكانت قواعد الصواريخ التي دمّرتها الغارات قد أطلقت بعض قذائفها، ولما تم تدميرها بالكامل بين دمشق ودرعا، وإخراج مطارات التيفور والمزة وخلخلة من الخدمة، وإحراق معسكرات لـ”حرس الطائفية الجمهوري”.

اعتبر هؤلاء إسقاط طائرة إسرائيلية خلال قرابة نصف قرن “انتصاراً للمقاومة”، بدّل موازين القوى بين نظام سلّمه حافظ الأسد عام 1967 محافظةً سوريةً اسمها الجولان، ثم سامحه بها في مقابل تسليمه السلطة، شريطة أن يحكم سوريا بلداً محتلاً. وهكذا كان، فحكمها مثل مندوب سام صهيونيّ في رئاسة الجمهورية، وفعل الأفاعيل بالسوريين، قبل أن يتولى ابنه الحكم، ويكمل مهمة أبيه في القضاء على “شعب الإرهابيين السوري”.

من المفهوم أن “يفوش” جنرالات طهران بعد إسقاط طائرة إسرائيلية، أمّا أن يغرق “خبراؤنا الاستراتيجيون” في شبر ماء فهذا ما ليس مفهوماً أو مقبولاً.

في صحيفة الحياة اللندنية كتبت مرح البقاعي تحت عنوان “موسكو بين اختيارين: طهران أم تل أبيب؟”.. لم يكن التحرّش الإيراني عن طريق طائرة «درون» بلا طيار انطلقت من الأراضي السورية نحو شمال إسرائيل، إلا صرخة المكتوم في ضوضاء تعالي الأصوات الدولية، صاحبة النفاذ والرجاحة السياسية والعسكرية على الأرض السورية، وفي مقدّمها روسيا.

ومن المضحك والمبكي في آن، أن السفير الإيراني في دمشق ظهر على شاشة تلفزيون النظام إثر سقوط الطائرة الإسرائيلية ليبارك العملية ويهنئ الشعب السوريّ بهذا الانتصار الجوي على إسرائيل، بينما لم يظهر وزير دفاع النظام أو رئيس أركانه على أقلّ تقدير لإعلان التصدي للاعتداء الإسرائيلي على الأجواء السورية.

في الشرق الأوسط ميشال دوكلو يكتب: حان الوقت لـ«دايتون سوري».. من شأن وجود نوع من الاتفاق بين القوى العالمية والإقليمية أن يكون حاسماً بصورة كبيرة، للتوصل إلى أي حل سلمي في سوريا. وكان ينبغي لذلك أن يكون واضحاً منذ بداية الصراع.

وأضاف: سواء كان العالم مروّعاً، أو متعاطفاً، أو غير عابئ، شهدنا جميعاً انتفاضة الشعب المسالم ضد الديكتاتورية الشرسة. وأيضاً من الصحيح كذلك أن الصراع في سوريا كان يدور دوماً حول مخاوف القوى السّنية الإقليمية في المنطقة، وصعود النفوذ الإيراني فيها، والمصالح التركية الخاصة، ومخاوف إسرائيل، واستعداد روسيا لتسجيل النقاط على حساب العالم الغربي، وتردد الولايات المتحدة المزري.

وقال: ينبغي للتقارب بين روسيا والولايات المتحدة وقوًى دولية وإقليمية أخرى عند مرحلة من المراحل، أن يسفر عن عقد مؤتمر على غرار «دايتون» بشأن سوريا. وكان اتفاق “دايتون” قد وضع حدّ النهاية في عام 1995، للحروب المندلعة في الاتحاد اليوغوسلافي السابق، لكنّ هذا المؤتمر المقترح، ولجملة من الأسباب، ليس النموذج المثاليّ لإنهاء حالة الحرب اللانهائية في سوريا. ولكن ما يمكن الاحتفاظ به من عملية دايتون، في الوقت المناسب بالطبع؛ أي: بعد التحضير الدقيق للأمر، هو الأسلوب؛ أي: الاجتماع الذي يجمع جميع أصحاب المصالح على مائدة واحدة والمكوث في الغرفة نفسها أطول مدة ممكنة، ما دامت الحاجة دعت إلى إبرام اتفاق؛ أي: اتفاق سلام لسوريا ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى