ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

“ما زال الحارس أمريكياً.. ولو غاب”.. إنه باستثناء أحداث الطبيعة، ما من فعل أساسيّ وذي شأن يتم في عالمنا، إلا ويكون للولايات المتحدة الأمريكية يد فيه، ترتيباً، تأثيراً، توجيهاً أو جني ثمار، كما يقول يحيى العريضي في العربي الجديد. ومن جانبها تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن فشل روسيا في إحراز تقدم سياسي، أو نصر حاسم، خلال سبع سنوات. وفي صحيفة الاتحاد مقال لرضوان السيد تحدث فيه عن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي إلى بيروت.

وفي العربي الجديد كتب يحيى العريضي تحت عنوان “ما زال الحارس أمريكياً.. ولو غاب”.. إنه باستثناء أحداث الطبيعة، ما من فعل أساسي وذي شأن يتم في عالمنا، إلا ويكون للولايات المتحدة الأمريكية يد فيه، ترتيباً، تأثيراً، توجيهاً أو جني ثمار.

إن وضع الولايات المتحدة يدها على شرق الفرات وهي الأهم من الجغرافيا السورية، ليس لمائها وغازها ونفطها وزراعتها، بل لأغراض تتقدمها رسالة لموسكو بأن هناك مقرراً أساسياً لمصير عالمنا، صغر أم كبر. مشيراً إلى أنه تلقين درس لروسيا بوتين أن القطب الواحد لا يزال هناك، والحلم الروسي في عودة الإمبراطورية ليس إلا وهماً؛ إنه تثبيت لمقولة أوباما: إن روسيا ليست إلا دولةً إقليميةً كبيرة. ومن هنا، يمكن القول: إن ذلك التأليب السياسيّ على ترامب، والتحريض الإعلاميّ عليه، وفزّاعة التدخل الروسي في انتخابه، ليست إلا أدوات لاستنفاره وتحريضه، لوضع حدّ للروس، وإعادة بوتين إلى حجمه الحقيقي.

وأضاف، أن الولايات المتحدة أنجزت أيضاً أهدافاً ثانوية، لا تقلّ وزناً عن هدفها الأكبر، فهي أراحت إسرائيل سنوات تساوي السنوات التي أراحها خلال حكم المنظومة الأسدية بهدوء جبهتها الشمالية الشرقية؛ وذلك بجعل سوريا حالةً لا تقوم لها قائمة عقوداً. من جانب آخر، كشفت القوة العسكرية الروسية الغاشمة إيران؛ وعرّت مخططاتها الطامحة، لكن العاجزة عن التمدّد، إلا في ظل يد باطشة، كاليد الروسية. وهنا فضحت أمريكا الجهتين معاً.

وختم العريضي بقوله: يبقى آخر اهتمامات لعب الكبار مصير الشعوب وعذاباتها، وتبقى التفاتة بسيطة، وتوافق شفويّ كفيلاً بحقن الدماء ولملمة الجراح؛ فمتى تتم تلك الالتفاتة التي تعيد أهل سوريا إلى سكة الحياة؟

ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً تحت عنوان “هل سجن بوتين الأسد في سوريا؟” نقلت فيه عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس جون بيير فيليو قوله: إن روسيا فشلت في إحراز تقدم سياسي أو نصر حاسم خلال سبع سنوات، في المقابل ترفض موسكو أيّ حلول انتقالية للسلطة.

وأوضح الباحث الفرنسيّ المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر، أنّ الكرملين يحاول تأكيد أنه في سوريا من الأسهل الانتصار في الحرب، ولكن لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، موضحاً أن التدخل العسكريّ الروسي المباشر في سوريا، منذ سبتمبر/أيلول عام 2015، في الواقع لا يمكن إنكار نجاحه منذ ذلك الحين.

وتابع، أن خسائر النظام تقتصر على عشرات القتلى فقط.

ولفت فيليو، إلى أن موسكو لم تتمكن من إنقاذ نظام الأسد، بل فازت بقلب المعادلة الإقليمية.

ومع ذلك، من الواضح أيضاً أن فلاديمير بوتين غير قادر على تحويل هذه المكاسب العسكرية إلى إنجاز سياسي، كلّ هذا العجز مرتبط أساساً بطبيعة نظام الأسد، وفي حقيقة الأمر فإن بوتين ورّط الأسد في الحرب السورية.

في صحيفة الاتحاد كتب رضوان السيد تحت عنوان “وزير الخارجية الأمريكي في بيروت”.. لا أمل في هذا الحكم التابع، ولا في هذه الحكومة لا لجهة إبعاد لبنان عن أزمات المنطقة بدعم دولي، ولا لجهة الخروج من الأزمة الاقتصادية على أيدي حكومة غارقة في الفساد! الإيرانيون يرتهنون لبنان ويحوّلونه إلى دولة فاشلة، كما فعلوا بالعراق وسوريا!

يوم الخميس الماضي جاء وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى بيروت، وقد استجدّت للبنان مشكلتان مع إسرائيل بسبب تصرفات حزب الله، بدأ الإسرائيليون يبنون جداراً فاصلاً يشبه ذلك الذي بنوه في الجولان، واعترضوا على الحدود البحرية الجنوبية معهم والذي يريد لبنان البحث عن النفط والغاز فيه، بينما تزعم إسرائيل أنّ لها حقاً فيه.

ماذا كان موقف تيلرسون، واللبنانيون يريدون وساطته في الأمرين؟ قال: إنّ الحزب تنظيم إرهابي، ولا فرق بين جناحيه العسكري والسياسي (وكان قد قال شيئاً مختلفاً في الأردن عن الموضوع!)، وإن حزب الله وإيران سبب التوتر في المنطقة، وهو الذي يجلب بتصرفاته مشكلات عدم الاستقرار في لبنان.

كلام عون وباسيل والحريري في الأوساط القريبة، أنّ لبنان لا يستطيع مجاراة الأمريكان، والظروف غير ملائمة، وعندنا انتخابات، وأمريكا في جميع الأحوال متحيزة لإسرائيل! وقد تأخر باسيل عن استقبال تيلرسون في المطار، وفي قصر بعبدا، فرأى الأمريكيون في ذلك رسالةً إيرانيةً بأنهم هم الذين يملكون السياسة الخارجية اللبنانية وليس عون ولا باسيل ولا الحريري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى