بعد الضربة الأمريكية لمرتزقة روس في دير الزور.. لافروف وظريف ينتقدان الوجود الأمريكيّ في سوريا

عواصم ـ راديو الكل

شن وزيرا خارجية كلّ من روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف هجوماً عنيفاً على الوجود الأمريكي في سوريا، في وقت ما زالت فيه تتكشف خفايا الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لميلشيات تتبع الجانبين حاولت شنّ هجوم شرق الفرات، وقتل فيها المئات بحسب مصادر صحفية ومسؤولين وناجين.

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من محاولات تقسيم سوريا، داعياً الولايات المتحدة إلى عدم اللعب بالنار على الساحة السورية. بحسب تعبيره.

وقال لافروف في جلسة لمنتدى “فالداي” الدولي للحوار المنعقد في موسكو اليوم: “أدعو زملاءنا الأمريكيين مرة أخرى لتجنب اللعب بالنار، وتحديد خطواتهم ليس انطلاقاً من احتياجات الحالة السياسية العابرة، بل انطلاقاً من مصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة، بمن فيها الأكراد”.

وأعرب لافروف، عن قلق موسكو إزاء محاولات تقسيم سوريا، وأضاف: “مثل هذه المخاوف سببها المخططات التي بدأت الولايات المتحدة بترجمتها على أرض الواقع، وخاصة شرق الفرات، في الأراضي الممتدة بين النهر وحدود سوريا مع العراق وتركيا”.

وقال لافروف: “الولايات المتحدة جرّت إلى مسارها الهادف لتقويض وحدة الأراضي السورية فصائل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ما أدى إلى توتير العلاقات مع تركيا، بما ترتب على ذلك من أحداث في عفرين”.

وعد لافروف تأكيدات واشنطن أن هدفها هو محاربة الإرهاب، متناقضةً مع تصرفاتها العملية.

وقال: “أعتقد أن تصريحات الزملاء الأمريكيين بأن هدفهم الوحيد هو محاربة داعش والحفاظ على وحدة الأراضي السورية بحاجة إلى إثبات بأفعال ملموسة”.

ودعا لافروف، إلى إزالة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” التي أعلنتها الولايات المتحدة قرب بلدة التنف على حدود سوريا مع الأردن، مشيراً إلى ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مخيم الربكان لللاجئين هناك.

وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا أن نحو 100 من القوات الموالية للنظام قتلوا في ضربات أمريكية لصد هجوم 7 من فبراير/شباط.

وأبلغ ضباط بالجيش الروسي الولايات المتحدة خلال الواقعة أن موسكو ليست ضالعةً في الأمر. ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” التعليق على التشكيل الدقيق للقوات التي نفّذت الهجوم.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس: إن الولايات المتحدة لم تتأكد بعد من الجهة التي نفّذت هجوماً في 7 فبراير/شباط على القوات الأمريكية والقوات المدعومة من الولايات المتحدة. لكنه أقر بوجود روايات عن ضلوع متعاقدين روس مدنيين في الحادث.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن طهران ليس لها خيار سوى مواجهة واشنطن وإيقاف تدخلاتها في سوريا.

وقال ظريف على هامش منتدى فالداي في موسكو: “نعتقد أن سياسة واشنطن ووجود قواتها على الأرض بسوريا واستغلال السكان المحليين لتحقيق أهدافها خطير جداً، ولا بد من مواجهة واشنطن وإيقاف تصرفاتها هناك”.

وأشار، إلى أن التدخل العسكري في الأراضي السورية ليس هو الطريق المقبول لمعالجة تلك المشكلات، موضحاً أن أحسن الوسائل لذلك هو من خلال “اتخاذ خطوات مناسبة من قبل النظام وجيشه.. ونحن واثقون بأن هذا هو السبيل القانوني وهو الأفضل في الوقت الراهن”.

وأضاف: “نرى موجةً جديدةً من الاحتلال والتدخل الأجنبي وخاصة من الولايات المتحدة”، متهماً الولايات المتحدة بمحاولة الاستيلاء على أراضي سوريا.

وأكد، أنه يمكن تفهم قلق تركيا تجاه تصرفات الولايات المتحدة في سوريا ويجب الاهتمام بالمخاوف التركية.

وكان عدد من الخبراء وضعوا وثيقةً كورقة أساسية لـ«منتدى فالداي» تحذر من «نية أمريكا البقاء ونشر وحدات خاصة في مناطق الأكراد، ستؤدي إلى تقوية العناصر الناشئة للدولة الكردية التي ستعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254»، كما تحذر من أن بعض «النخبة» لدى النظام تراهن فقط على «الانتصار العسكري» أكثر من التسوية السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى