ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

أخطر من الجنرالات الأمريكيين هناك جنرال اسمه الوقت يعمل ضد روسيا التي لم تستطع إرفاق إنقاذ النظام بفرض حلّ سياسي كما يقول غسان شربل في صحيفة الشرق الأوسط. وفي صحيفة الحياة كتب خالد غزال: إن أمريكا هي عملياً اللاعب الأقوى والمقرّر في سوريا، لجهة التصعيد أو التهدئة. وفي في صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدرخان مقالاً تحت عنوان “إيران وإسرائيل عند شفير الهاوية”.

وفي الشرق الأوسط كتب غسان شربل تحت عنوان “هذا يحدث للمرة الأولى”.. ما أبعد المسافة بين المشهد السوريّ السابق والمشهد الحالي. الجيش الروسي هو من أنقذ النظام السوري من الانهيار على حدّ ما أعلنت موسكو. لروسيا قواعد شرعية ومعلنة على الأرض السورية. ولأمريكا قواعد ومطارات في شرق الفرات.

أخطر من الجنرالات الأمريكيين هناك جنرال اسمه الوقت يعمل ضد روسيا التي لم تستطع إرفاق إنقاذ النظام بفرض حلّ سياسي. الأيام الماضية شهدت سلسلة انتكاسات روسية. إسقاط الطائرة الروسية وتعثر سوتشي والتباين المتزايد بين روسيا وإيران وتركيا، فضلاً عن فضيحة المرتزقة الروس الذين سقطوا بنيران أمريكية، تتضاعف الإثارة في قصة المرتزقة الروس حين نقرأ أن سيدهم ومرجعهم هو من يطلق عليه لقب «طباخ الكرملين»، وأن همّهم الأساسيّ تأمين حقول الغاز أو النفط وتقاضي عمولة مرتفعة في مقابل هذا الدور. وأن هذا الطمع هو ما حرك هجومهم الأخير الذي وفّر لأمريكا فرصة تأديبهم وفضح دورهم في سوريا.

تجاوزت أخطار الحريق السوري أخطار جميع الحرائق الأخرى، المأساة السورية مفتوحة على أخطر الاحتمالات. والسوري هو اللاعب الأضعف في اللعبة الحالية على أرضه، والقرارات الخطيرة تتخذ في غيابه. هذا يحدث للمرة الأولى.

في صحيفة الحياة كتب خالد غزال تحت عنوان “تغيير قواعد الاشتباك وضوابطه”.. لم يكن لإسقاط الطائرة الإسرائيلية أن يمر لولا الموافقة الروسية على إطلاق زخات الصواريخ على المعتدين. افتقد نظام بشار الأسد منذ زمن سلطة اتخاذ مثل هذه القرارات، ولم يكن القرار الروسي بعيداً من ردّ موجّه الى الإدارة الأمريكية التي تشكل اليوم إزعاجات كثيرةً للروس، وتمنع الحلول السياسية التي يريدها الروس للأزمة السورية علّها تتيح لهم الخروج من الوحول السورية. صديق روسيا يتصدى لصديق أمريكا في معركة لا يريد الروس والأمريكيون المواجهة المباشرة فيها. قبل ذلك، تسمح أمريكا لتركيا بإسقاط طائرة سوخوي تابعة لسلاح الجوّ الروسي، مدركةً حدود الردّ الروسي الذي لن يتجاوز الاستنكار والتهديد.

أما إيران، التي تحتل حيزاً واسعاً من القرار السوري والأرض السورية، فقد وجدت الضوء الأخضر الروسي مناسبةً لتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل عبر احتضانها قرار الرد، والإيحاء بأن منظومتها الدفاعية لم تكن بعيدةً من التصدي للغارات. وهي احتفلت بإسقاط الطائرة، ومعها معسكرها في شكل يتجاوز بكثير الاحتفالية السورية، مما أوحى بتنسيب «النصر» إليها.

لا شكّ في أن أمريكا هي عملياً اللاعب الأقوى والمقرّر في سوريا، لجهة التصعيد أو التهدئة. بعد انتقالها إلى مرحلة نوعية من التدخل في الحرب السورية، وقصف القوى الموالية لروسيا، سواء أكانت إيرانية أو سوريّة، وإرسالها رسائل إلى روسيا بأن قواتها ليست بعيدةً من مرمى النيران الأمريكية، وهي ترجمت ذلك عملياً، أمريكا هذه تقف بقوة إلى الجانب الإسرائيلي وتمنحه التأييد المطلق في الغارات التي ينفذها. قد تكون الولايات المتحدة قد شعرت بأن إسقاط الطائرة الإسرائيلية يصيبها كما يصيب إسرائيل، وأن روسيا وإيران ترغبان بإبلاغها بأن اللعبة في سوريا يشارك فيها غير اللاعب الأمريكي، لذا تصرفت أمريكا من موقع المتوعّد بالرد في غير مجال مستقبلي، واكتفت بذلك في سعيها إلى منع تدهور الأمور.

في صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “إيران وإسرائيل عند شفير الهاوية”.. إن روسيا اضطرّت أخيراً إلى إجراء بعض التغيير في الامتيازات التي توزّعها على الأطراف الإقليمية المتصارعة تحت مظلّتها، إذ إن إجازتها العملية التركية في«عفرين» أثارت الإيرانيين الذين كانوا غاضبين أصلاً على التسهيلات المعطاة للإسرائيليين، وأرادوا حماية منظومات دفاعية واستخبارية فرغوا لتوّهم من إنشائها.

وأضاف: ربما تعتقد روسيا أن هذه الإدارة للصراعات تمنحها مكاسب ولا تكلّفها شيئاً، لكنها باتت طريقةً لتعقيد الأزمة وإطالتها في سوريا. روسيا تقدّم نفسها كحاملة مفاتيح إنهاء الحرب والحلّ السياسي، ولا بد أنها تعرف الآن أنّ الوجود الإيرانيّ بما فيه «حزب الله» ليس عنصراً مساعداً في هاتين المهمّتين، لأنه مرفوض دولياً. عندما دافعت طهران عن «عدم وجودها» في سوريا أرادت التركيز على أن التصعيد الإسرائيليّ لا علاقة لها به، إلا أن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد ما لبث أن صرّح بأن الوجود الإيراني في سوريا «دائم»، بعدما قال قبل ذلك: إنه وجود حتميّ في الشرق الأوسط. هذه هي الوصفة لعدم حلّ أيّ من الأزمات في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى