ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

الأسابيع القليلة الماضية شهدت تصعيداً كبيراً في الصراع بين القوى الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع المحتدم في سوريا منذ سبعة أعوام، أو ما يمكن اعتباره بمنزلة حرب عالمية مصغّرة على أراضيها كما يقول ماجد كيالي في الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط مقال لمصطفى فحص بعنوان “ولايتي يحكي من بغداد ليسمع النجف”. وفي صحيفة هآرتس مقال لـ تسفي برئيل يتحدث عن مقتل المرتزقة الروس في دير الزور.

وفي الحياة اللندنية كتب ماجد كيالي تحت عنوان “كأنها حرب عالمية في سوريا”.. إن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تصعيداً كبيراً في الصراع بين القوى الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع المحتدم في سوريا، منذ 7 أعوام، أو ما يمكن اعتباره بمنزلة حرب عالمية مصغّرة على أراضيها، الأمر الذي ينذر إما بتصعيد عسكري كبير في هذا البلد، أو باحتمال أن يكون ذلك تسخيناً للتمهيد لفرض حلّ ما، وثمة احتمال ثالث مفاده الاستمرار بالاستراتيجية المتبعة؛ أي: الحفاظ على ديمومة الصراع بين الأطراف المعنية.

واحتدام الصراع العسكري جاء بعد احتدام الأجندات السياسية لحل الصراع السوري، فمقابل مؤتمر سوتشي (الروسي) أعلنت الولايات المتحدة منتصف الشهر الماضي استراتيجيتها للحل، ودعمتها بما أسمته «اللّاورقة»، التي توافقت عليها مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا والأردن والسعودية (ويحتمل أن تنضم دول أخرى إليها)، وقوامها تعزيز التدخل السياسي والدبلوماسي والعسكري في الصراع السوري (للولايات المتحدة 8 قواعد عسكرية شرق الفرات)، وفرض حل يتأسس على تغيير النظام، بتغيير قواعد اللعبة التفاوضية العقيمة، بصوغ دستور يتأسس على تقليص صلاحيات الرئيس، والفصل بين السلطات، وإقامة نظام برلماني، وتداول السلطة، وضمان حقوق المواطنين، وإعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية، وإجراء انتخابات، وفقاً لمعايير وضمانات دولية.

الفكرة، ربما، أن التوكيل الروسي انتهى، وأن المهمة الإيرانية في تخريب المشرق العربي انتهت، وأنه آن الأوان لفعل شيء آخر، وهو ما يفترض معرفته في قادم هذه الأيام الساخنة.

وتحت عنوان “ولايتي يحكي من بغداد ليسمع النجف” كتب مصطفى فحص في الشرق الأوسط..  يعاني نظام ولاية الفقيه من معضلتين لهما تأثير تلقائي في مستقبله، الأولى خليفة المرشد الذي لن يحظى بإجماع داخلي وبمكانة خارجية، والثانية الشارع الإيراني الذي تجاوز الخطاب العقائديّ للنظام ودعا علانيةً لإسقاطه، في المقابل مرجعية نجفية تؤمن بولاية الأمة على نفسها أسّست لعلاقة متوازنة مع التيارات المدنية العراقية، وهذا ما يجعلها النموذج الفقهيّ الذي يطالب به الرأي العامّ الإيراني، الذي يخضع تحت سلطة الاستبداد الديني، والذي يرفض جميع دعوات الانفتاح والحوار، لذلك يمكن اعتبار أن النجف هي المستهدفة في خطاب ولايتي وليس الشيوعيين، وفقاً للمثل الشعبي العراقي «احجيج جارتي واسمعك يا جنتي».

وفي صحيفة هآرتس كتب تسفي برئيل تحت عنوان “بعد مقتل المرتزقة الروس ما الهدف فعلاً من الوجود الأمريكي في سوريا؟”..  في 7 شباط كان يبدو أن هذه الساحة الثانوية من شأنها إشعال حرب حقيقية بين الولايات المتحدة والنظام بل وأن تتوسع إلى حرب بين موسكو وواشنطن. هاجمت مدافع ودبابات النظام ومرتزقة «فاغنر» بالنار الثقيلة قيادة الميلشيات الكردية المجاورة لدير الزور بهدف السيطرة على أجزاء من المدينة ونقلها إلى سيطرة جيش النظام. ردّت الولايات المتحدة بقصف ثقيل من الجو، وفي نهاية يوم المعارك تم إحصاء 200 قتيل (هناك من يقدرون أن العدد 300) وبضع مئات من المصابين، من بينهم مقاتلون روس وأوكرانيون كثيرون. تركت قوات النظام بسرعة الساحة، وأدانت روسيا بشدة العملية «غير القانونية» ووصفها الأسد بجريمة حرب، أما الميلشيات الكردية، كما هو متوقع، فقد باركت الهجوم. ولكن منعت حرباً بين الدول.

يبدو أن الولايات المتحدة تعمل في دير الزور في إطار حربها ضد داعش، كما أوضح وزير الخارجية تلرسون في محاضرة ألقاها في جامعة ستانفورد؛ ستواصل القوات الأمريكية البقاء في سوريا «من أجل ألا يظهر داعش من جديد». ولكن تلرسون لم يحدد مدةً زمنية، وقبل بضعة أسابيع قالت شخصيات رفيعة في واشنطن: إن الولايات المتحدة تنوي البقاء في سوريا إلى حين إيجاد حلّ سياسيّ للأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى