ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

مع كلّ طفل يموت ومع كلّ عمل وحشيّ يمضي بلا عقاب تبدو الغوطة الشرقية مثل جريمة سربرنيتشا التي وقعت في البوسنة، والتي وصفها الأمين العامّ السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بأنها أسوأ جريمة ارتكبت على الأراضي الأوروبية منذ عام 1945″ كما يقول سايمون تيسدال في الغارديان البريطانية. وفي العربي الجديد مقال لغازي دحمان تحت عنوان “روسيا تسترد هيبتها بقتل السوريين وفي صحيفة جيرون الإلكترونية مقال يتحدث عن أوراق بيد الغرب تمنع موسكو من “فرض” حل في سوريا يكون لمصلحتها.

وفي الغارديان البريطانية كتب سايمون تيسدال مقالاً تحت عنوان “ما الذي يجعل الغوطة الشرقية سربرنيتشا سوريا؟”، تساءل فيه عن عدد الأطفال الذين سيقتلون في الغوطة الشرقية، قبل أن يتحرك العالم لينقذهم من القصف الجويّ والمدفعيّ والبراميل المتفجرة.

 وقارن تيسدال في مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، بين مصير مسلمي البلدة البوسنية سربرنيتشا، الذين صمت العالم على قتلهم على يد ميلشيا العقارب وقوات صرب البوسنة والجنرال راتكو ميلاديتش، وبين مصير الغوطة الشرقية.

ويذهب الكاتب، إلى أنه “مع كل طفل يموت ومع كلّ عمل وحشيّ يمضي بلا عقاب تبدو الغوطة الشرقية مثل الجريمة التي وصفها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بأنها أسوأ جريمة ارتكبت على الأراضي الأوروبية منذ عام 1945”.

ويضيف تيسدال، أن “سربرنيتشا مثل الغوطة، لم تكن تبعد إلا قليلاً عن سراييفو، وتعرضت للحصار مثل الغوطة، التي فرض عليها النظام الحصار منذ بداية الحرب عام 2011”.

ويشير الكاتب، إلى أن “الغوطة مثل سربرنيتشا، فإن النظام منع وصول الموادّ الغذائية والطبية إليها، وفي عام 1993 اعتبرت الأمم المتحدة سربرنيتشا (منطقةً آمنة)، تماماً كما تم اعتبار الغوطة العام الماضي بأنها منطقة (خفض توتر)”.

ويقول تيسدال: “لم يفد هذا لا سربرنيتشا ولا الغوطة، ولم يحاول أحد حمايتها عندما قام النظام في كانون الأول/ ديسمبر بالقصف الجوي والمدفعي، حيث إن القوى الكبرى والإقليمية منشغلة بدلاً من ذلك في تشكيل حصتها من سوريا بعد الحرب، وتتنافس على جثث نصف مليون سوري أو أكثر قتلوا في الحرب”.

 ويلفت المعلق إلى أنه “فيما يتعلق بأهل الغوطة الشرقية فإن الأمر كلّه يتعلق بالبقاء والنجاة، ذلك أن عدداً قياسياً منهم ماتوا خلال الـ 36 ساعة الماضية، حيث يزيد عدد القتلى منذ عام 2011 على الآلاف، والحصيلة الأخيرة تزيد على 200 قتيل ومئات الجرحى في وحشية لا ترحم”.

ويرى تيسدال، أن “بشار الأسد يبدو في الوقت الحالي مثل ميلاديتش عام 1995، غير مهتمّ بالمنطقة، وليس عليه ضغط من الخارج، فالأدلة التي تدين الأسد بجرائم حرب كثيرة، ولم يتم حتى الآن توجيه أيّ إدانة له”.

ويخلص الكاتب إلى القول: “إن الغوطة الشرقية اليوم مثل سربرنيتشا عام 1995، ترتكب فيها جرائم فظيعة وتشكّل إبادةً جماعية، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر حكم أخيراً على ميلاديتش بالإبادة في لاهاي، واستغرق ذلك 22 عاماً، فكم عدد الأطفال الذين سيقتلون قبل تحقيق العدالة في سوريا؟”.

في العربي الجديد كتب غازي دحمان تحت عنوان “روسيا تسترد هيبتها بقتل السوريين”..  من التنبيهات التي أرسلتها روسيا إلى إسرائيل في أعقاب غارات الأخيرة على مواقع قرب دمشق، تأكيدها أن هذا الفعل يضر بما أسمته موسكو تصفية الجيب الإسلامي شرقي العاصمة، ما يوضح مخططاً روسياً لإنهاء عملية خفض التصعيد التي رعتها مع تركيا وإيران في أستانة بعد السيطرة على حلب.

وأضاف، أنه من الواضح أن النية معقودة على إخراج الغوطة الشرقية وشمالي حمص وجنوبي حماة بالدرجة الأولى من قائمة خفض التصعيد، وهي مناطق ليس لها ظهير إقليمي، ولا طرف دوليّ ضامن. وفيما يتعلق بروسيا، تجاوزت الوقائع عملية أستانة، كما أن الأهداف التكتيكية التي جرى من أجلها إبرام اتفاق خفض التصعيد تحققت، ولاسيما هدف تفريغ جزء كبير من الميلشيات للمشاركة في معارك دير الزور، ولم يعد في شمال شرقيّ سوريا ما يستدعي بقاء مزيد من القوات، بعد أن تأكدت روسيا، بعد المذبحة التي تعرّضت لها قواتها والميلشيات المشتركة، أن أمريكا جادة في حماية مناطقها ومستعدة للذهاب بعيداً، ولا داعي لإعادة اختبارها.

ومن جانبها تنقل صحيفة جيرون الإلكترونية في مقال عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها: إن هناك أوراقاً بيد “الغرب”، يمكن تشغيلها لمنع موسكو من “فرض” حلّ في سوريا يكون “100% لمصلحتها ثم لمصلحة النظام”، معتبرة أن حلّاً من هذا النوع “لن ينهي الحرب فقط بل سيخلّ بالتوازنات الاستراتيجية، إذا كانت إيران أحد المستفيدين منه”.

ووفق المصادر، فإن “الورقة الأهمّ بأيدي الغربيين هي الانخراط الأمريكيّ المستجد، وأن قرار واشنطن الإبقاء على قواتها في الشمال والشمال الشرقي في سوريا مع ما يرافقها من قواعد، والسيطرة من خلال (وحدات حماية الشعب) الكردية على 24% من الأراضي السورية وعلى جزء مهمّ من ثروة البلاد النفطية والغازية، يعطي واشنطن (والغرب بشكل عام) ورقة ضغط قويةً على موسكو؛ إذ لا أحد يمكن أن يفرض على الطرف الأمريكي سحب قواته، لا سياسياً ولا عسكرياً”. بحسب صحيفة (الشرق الأوسط).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى