ملفات القضية السورية في الصحف العربية

عواصم ـ وكالات

جريمة كبرى تسجل باسم الدولة الروسية والدولة الأسدية، وكل من يشاركهم الجريمة في سوريا. والحجة كما قالوا: هو طرد الإرهابيين من الغوطة، لكن أي إرهاب أكبر من قتل الناس بالجملة وبطريقة عمياء؟ كما يقول مشاري الذايدي في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط. وفي صحفية الاتحاد يقول رياض نعسان آغا: إن إيران تخطط لإفراغ الغوطة من سكانها وتحويلها إلى معسكرات إيرانية تحيط بالعاصمة. وفي صحيفة الحياة قال وليد شقير: إن النتيجة واحدة، وهي أن الشعب السوري باق تحت المقصلة بسبب السلوك الجهنمي لروسيا وإيران والنظام.

وفي الشرق الأوسط كتب مشاري الذايدي تحت عنوان “جريمة الغوطة الشرقية… شكراً للمتحضرين!”..  جريمة كبرى تسجل باسم الدولة الروسية والدولة الأسدية، وكلّ من يشاركهم الجريمة في سوريا. والحجة كما قالوا: هو طرد الإرهابيين من الغوطة، لكن أيّ إرهاب أكبر من قتل الناس بالجملة وبطريقة عمياء؟

وأضاف: هناك نشاط لفصائل قاعدية مثل هيئة تحرير الشام أو متحالفة معها مثل فيلق الرحمن، مع أن الأخير، أعني الفيلق، وافق على اتفاقية خفض مناطق التصعيد الروسي، لكنه الآن يلقى حمم التصعيد من الطيران الروسي.

نعم هذه فصائل موجودة، لكن هناك أيضاً «جيش الإسلام» وهو تشكيل أسّسه زهران علوش عام 2013 الذي لقي حتفه بغارة روسية أواخر عام 2015 عام التدخل الروسي في سوريا.

هذا التشكيل «الإسلامي» الذي قوامه من سكان ريف دمشق، هو جزء الآن من المعارضة التي تفاوض في جنيف وغيرها. وشقيق زهران، محمد علوش، قياديّ سوري في وفد التفاوض، وفصائل علوش دخلت في معارك مع «داعش»، وكادت الأخيرة تغتاله أكثر من مرة، كما أن فصائل علوش على خلاف واضح مع هيئة تحرير الشام، والأخيرة هي «تحويرة» سوريّة لتنظيم القاعدة.

الهدف، روسيّاً، اجتثاث كلّ معارضة لبشار، وتمكينه من العباد والبلاد، فكلّ من يقاتل بشار، إرهابي، وكلّ من يقاتل معه، متحضر.

في صحفية الاتحاد كتب رياض نعسان آغا تحت عنوان “ماذا بعد الغوطة؟”.. إن إيران تخطط لإفراغ الغوطة من سكانها وتحويلها إلى معسكرات إيرانية تحيط بالعاصمة من كل اتجاه، وستوطّن “حزب الله” فيها، امتداداً إلى المناطق المقدسة، حيث مقام السيدة زينب التي يحرص الإيرانيون و”حزب الله” اللبناني ألّا تسبى هذه المناطق مرتين !

وتساءل آغا بقوله: هل ينجح المخطط الإيراني- الروسي في دعم النظام لاستعادة الغوطة وأرياف حمص وحماة ودرعا؟ وهل يتمكن النظام من استعادة ثلاث محافظات كبرى في الشمال والشرق السوري، وكم ستكون كلفة ذلك من الضحايا؟ وهل سيقبل الانفصاليون من الأكراد والمعارضون الكرد السوريون الوطنيون بالعودة إلى حضن النظام؟ وهل سيخرج الأتراك من إدلب ليسلّموها هديةً للأسد؟

وقال: لقد بدا واضحاً للعالم كلّه، أن الشعب السوريّ الذي تعرّض لأخطر محنة فاجعة في التاريخ المعاصر، يفضّل التشرد أو الموت غرقاً أو تحت الأنقاض على أن يعود إلى سلطة متوحشة دمّرته، وأخرجت ضده من عفن التاريخ أبشعه، وهي تمارس اليوم في الغوطة ما يجعل البشرية مدانةً على صمتها.

في صحيفة الحياة كتب وليد شقير: لا يقتصر تشبيه المجزرة المرتكبة في الغوطة الشرقية لدمشق بتلك التي ارتكبت في شرقيّ حلب، وأدت إلى دخول قوات النظام والميلشيات الإيرانية ووحدات روسية من الشرطة العسكرية إليها، على وجه واحد هو حملة الإبادة التي يرتكبها المثلث الجهنمي النظام- إيران- روسيا فقط. الأسلوب نفسه يعتمد على: قصف وحشيّ من الجو يطول المدنيين، وإخراج المستشفيات من الخدمة، ومنع وصول موادّ الإغاثة تمهيداً لإتعاب مئات الآلاف واستسلامهم أو نقل المقاتلين إلى منطقة أخرى، هي على الأرجح إدلب.

وأضاف، أن النتيجة واحدة وهي أن الشعب السوري باق تحت المقصلة نتيجة السلوك الجهنمي للمثلث، في حين أنّ المجتمع الدوليّ يتفرج أو يتواطأ، وبينما تأخذ هواجس رجب طيب أردوغان أنقرة نحو الانخراط في المقصلة مع دفن الرأس بالرمال.

ومع فارق الزمن بين كانون الأول (ديسمبر) 2016 تاريخ سقوط حلب الذي أنتج وقائع جديدة، وبين ما يجري في الغوطة اليوم، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يكرر الدعوة إلى الهدنة لعل اتفاقاً يقود إلى دخول الشرطة العسكرية الروسية الغوطة كما فعلت في حلب، ويكرر استخدام حجة القضاء على الإرهاب فيها بحجة وجود «جبهة النصرة»، في وقت تتألف القوى العسكرية المعارضة التي تتحصن في الغوطة من «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام» إضافة إلى مئات آلاف المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى