ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

لا يريد النظام استعادة أيّ منطقة مع أهلها، لذلك يفضّل إنزال الدمار الشامل بها وجعلها أرضاً محروقةً ليضمن تفريغها من السكان وتسليمها إلى الإيرانيين كما يقول عبد الوهاب بدر خان في صحيفة الحياة اللندنية. وفي العربي الجديد كتب سلامة كيلة: إن روسيا لن تستطيع حصد ما يحقق مصالحها. وتحدثت “التايمز” البريطانية عن استعراض بوتين لمنظومات أسلحته النووية الجديدة. وفي القدس العربي كتب محمد زاهد غول: إن أمريكا ستخسر صراعها الدوليّ في سوريا إذا تخلت عن حليفها الاستراتيجي التركي.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “روسيا تقود الإبادة في الغوطة أم يقودها الأسد”.. لا يريد النظام استعادة أيّ منطقة مع أهلها، لذلك يفضّل إنزال الدمار الشامل بها وجعلها أرضاً محروقةً ليضمن تفريغها من السكان وتسليمها إلى الإيرانيين ليستولوا على «أملاك الغائبين». ليس في الغوطة مقاتلون أجانب ولا لاجئون أو غرباء، فجميع الـ(الأربعمئة) ألف الذين بقوا فيها هم من أهلها ويملكون بيوتهم وأراضيهم، لذلك فإن مطاردة المدنيين وضرب المستشفيات والأسواق والأحياء السكنية تعني أن «الحسم العسكريّ» الذي يسعى إليه الثلاثيّ الإجرامي، الروسي – الإيراني – الأسدي، هو قرار مسبق بالإبادة الجماعية لأهل الغوطة.

في العربي الجديد كتب سلامة كيلة تحت عنوان “روسيا كإمبريالية مجرمة”.. قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو: إن بلاده كسرت الثورات في الشرق الأوسط وأفريقيا. وهو يعترف بأن وحشية روسيا في سوريا هي التي كسرت الثورات العربية، ولا شك في أن سوريا كانت المكان الذي كان يجب أن تكسر الثورات فيه.

يعيد التذكير بهذا التصريح، وبما يعنيه، القصف الوحشيّ الذي تقوم به الطائرات الروسية في الغوطة الشرقية، وبالقرار الروسي باستسلام “المسلحين”، وبتكرار ما جرى في حلب، حيث أدت الوحشية إلى تهجير الشعب، وترحيل المقاتلين.

روسيا إمبريالية غبية، لكنها لا تستطيع أن تحصد النتائج لصالحها، تعمل على سحق الثورة، وكسر المسار الثوري العربي، لكنها لن تستطيع حصد ما يحقق مصالحها، وربما تغرق في مواجهة تفرض انسحاقها.

من جانبها قالت صحيفة “التايمز” البريطانية في افتتاحية لها: إن تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن في مقدوره “تدمير العالم” إذا ما تعرض لاستفزاز، هو في حقيقة الأمر ما دأب عليه كلّ زعيم روسي منذ عهد جوزيف ستالين، مشيرةً إلى أن استعراض بوتين لمنظومات أسلحته النووية الجديدة لا يمكن اعتباره ببساطة من قبيل “التبجّح”.

وجاءت الافتتاحية تعليقاً على تصريحات بوتين في خطابه السنوي أمس الخميس للأمة أمام الجمعية الاتحادية (تضمّ غرفتي البرلمان الروسي)، التي أكد فيها أن بلاده تطوّر أسلحةً استراتيجيةً رداً على أمريكا التي خرجت بشكل منفرد من الاتفاقات بشأن الدرع الصاروخية.

وتوعّد بوتين بالرد القوي على أي اعتداء نووي على بلاده أو أيّ من حلفائها، مشيراً إلى أنه سيعتبر عدواناً على روسيا. وقال: إن بلاده أصبحت تمتلك أسلحةً فائقة السرعة قادرةً على الوصول إلى أيّ بقعة في العالم.

ورأت الصحيفة البريطانية، أن الولايات المتحدة وروسيا -أعداء الحرب الباردة- انخرطا مرةً أخرى في سباق للتسلح ينطوي على مخاطر حريق ما يلبث أن يتجاوز منافع الردع المشترك، وأن تلك المخاطر تشمل انتشار الموادّ والتّقنية النووية ووصولها إلى دول مارقة وإرهابيين، وتقويض معاهدات خفض الأسلحة التي قلّصت ترسانات الأسلحة النووية الأمريكية والروسية.

ومضت التايمز إلى القول: إن بوتين بلجوئه إلى لغة التهديد والوعيد ينمّ عن “حنين” إلى نمط التفكير الذي كان سائداً أيام الاتحاد السوفياتي السابق، الأمر الذي يعميه عن الدرس الحقيقي لتلك الحقبة والمتمثل في أن هذا النوع من سباق التسلح لا يمكن لروسيا أن تخرج منه ظافرة.

وفي القدس العربي كتب محمد زاهد غول تحت عنوان “الصراع الدوليّ في سوريا بين الفشل والفشل”..  إن أمريكا ستخسر صراعها الدولي في سوريا إذا تخلت عن حليفها الاستراتيجي التركي، وسوريا لن تبقى لأحد الأطراف المتصارعة دولياً إلى الأبد، لأنها ستبقى لأهلها إلى الأبد، فالصراع الدوليّ في سوريا سيكون مصيره الفشل وراء الفشل، والصراع الدولي بين روسيا وأمريكا في سوريا لن يزيد الشعب السوريّ إلا قوة، وسيرحل الغزاة خائبين كما رحل الذين من قبلهم، ولو بعد حين.

وفي صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية كتب ألكسندر شاركوفسكي تحت عنوان “أمريكا تمهد الأرضية لضرب سوريا بصواريخ توماهوك”.. إنّ النصر الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي تأجّل إلى أجل غير مسمى. وما زال تحت إشارة استفهام كبيرة إلى جانب من سيكون النصر. فلا يمكن استبعاد ضربة عالمية مصغّرة على الأهداف العسكرية التابعة للنظام باستخدام صواريخ أمريكية مجنّحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى