ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

فلاديمير بوتين لم يزل يتحسر على سقوط جدار برلين، ويرغب في رد الاعتبار لروسيا العظمى، مراهناً على قدرته على تجاوز أخطاء أسلافه السوفيات القاتلة كما يقول مصطفى فحص في الشرق الأوسط. وفي العربي الجديد كتب عمار ديوب مقالاً تحت عنوان “القتل الروسي باسم قرار مجلس الأمن”. ومن جانبها نشرت مجلة نيوستيسمان مقالاً للكاتب البريطاني شيراز ماهر تحدث فيه عن عدم جدوى القرار 2401 في ظل استمرار سقوط سكان الغوطة ضحايا لقصف لا ينقطع.

وفي الشرق الأوسط كتب مصطفى فحص تحت عنوان “القيصر وأعباء الهيبة النووية”.. على مدى 40 دقيقة؛ من أصل أكثر من ساعتين هي مدة الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً أمام النخب الروسية، تحدث عن الأسلحة الروسية الجديدة التي ستمكن بلاده من العودة إلى توازن القطبين.

ورغم هزيمة السوفيات في الحرب الباردة، فإن فلاديمير بوتين لم يزل يتحسر على سقوط جدار برلين، ويرغب في رد الاعتبار لروسيا العظمى، مراهناً على قدرته على تجاوز أخطاء أسلافه السوفيات القاتلة، الذين بالغوا في الإنفاق العسكري من أجل الوصول إلى توازن استراتيجي مع الولايات المتحدة، وعدم الوقوع في فخ سباق تسلح جديد، من خلال الوصول إلى تفوق نوعيّ يعوض الهوة التّقنية بينه وبين الغرب، الذي لم يستخدم أسلحته الاستراتيجية من أجل الانتصار في الحرب الباردة؛ بل اكتفى بجرّ السوفيات إلى سباق تسلح وهمي، أدى إلى إفلاس الخزينة، ودفعهم إلى خوض حروب إقليمية أدت إلى استنزافهم مادياً وبشرياً، وهو الدرس الذي لم يتجنبه بوتين حتى اللحظة في سوريا وأوكرانيا، إضافة إلى إهمال التنمية البشرية وإصلاح الاقتصاد وتطوير الخدمات، الذي تعاني منه الدولة الروسية، لصالح المجهود الحربي والإنفاق على التسلح الذي بات هاجس بوتين وعنواناً لسلامة نظامه.

في العربي الجديد كتب عمار ديوب يكتب تحت عنوان “القتل الروسي باسم قرار مجلس الأمن”.. لم يشأ الروس تمرير قرار مجلس الأمن الدولي 2401، إلّا حينما أصبح تشريعاً لاستباحة جميع مناطق سوريا، التي دخلت ضمن مناطق خفض التصعيد، أو سواها.

ترد في البند الثاني للقرار جملة “وجميع الجماعات الأخرى”، أي أن هذه الجماعات مع تنظيم داعش وجبهة النصرة ليست مشمولةً ضمن إيقاف النار، ثم يقول وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف: إن جيش الإسلام وحركة أحرار الشام أيضاً منظمتان إرهابيتان، وهو بذلك يتفق مع رأي النظام والإيرانيين. ولذا، يصبح القرار لاغياً، في الغوطة خصوصاً، باعتبار القوى السابقة من أقوى الجماعات هناك.

لم يهتم الروس لبيانات أصدرها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وترحب بالهدنة وبتصريحات صدرت عنهم، وتؤكد استعدادهم لترحيل الأعضاء المئتين من جبهة النصرة في الغوطة إلى خارجها.

حينما يصدر قرار دوليّ، ولا تلتزم به دولة واحدة، ولا يتضمن أيّ ملحقات تنفيذية، يكون من أجل الاستهلاك المحلي العالمي. سبب القرار كما يبدو هو الهمجية الروسية على الغوطة، والتي قتلت أكثر من 550 شخصاً في الغوطة، ودمرت جميع المشافي، وكان معظم القتلى من الأطفال والنساء، وقد لاقت تغطيةً دوليةً كبيرة؛ ولذا كان لا بد من إسكات الاحتجاج الدولي الواسع والرافض للهمجية. إذاً، ليس القرار الأممي لإيقاف الروس، بل لتشريع الهمجية الروسية والإيرانية والنظامية.

السوريون وأينما كانوا، وحدهم المعنيون بممارسة جميع أنواع التصعيد، لإيقاف همجية الروس وحلفائهم، ولإظهار تفاهة القرارات الدولية، وأن سوريا أصبحت محتلةً بالكامل، وأن تلك القرارات لا معنى لها، طالما لا تنتقل بالوضع السوري نحو الحلّ النهائي، وتمكين السوريين من مصيرهم وتطبيق مبادئ جنيف1.

من جانبها قالت مجلة نيوستيسمان في مقال للكاتب البريطاني شيراز ماهر: إن قرار الأمم المتحدة الداعي إلى وقف مدته 30 يوماً لإطلاق النار عبر سوريا قد أثبت عدم جدوى ذلك في ظل استمرار سقوط سكان الغوطة ضحايا لقصف لا ينقطع.

ورأى، أن استعادة الغوطة تمثل دعماً عملياً وسيكولوجياً لنظام الأسد؛ فمن الناحية العملية، سيتمكن الأسد بعد استعادة الغوطة من تأمين العاصمة دمشق التي لا تزال عرضةً لقذائف الهاون من المعارضة المتمركزة في الغوطة؛ فضلا عن أنه باستعادتها سيستعيد الاتصال بين دمشق وحمص.

ومن الناحية السيكولوجية، نبّه الكاتب إلى أن نظام الأسد -بعد أن أحكم قبضته على حلب وبعد تقهقر داعش شرقيّ البلاد- بات أكثر جرأةً على تصوّر تحقيق نصر نهائيّ مهما كان ثمنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى