ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

في نهاية المطاف، برهنت القوى الدولية أنها لا تستطيع شيئاً أمام وحشية روسيا وإيران ونظام بشار الأسد كما يقول عبد الوهاب بدر خان في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة المدن كتب عمر قدور أنه إذا تجرأ الأسد وحلفاؤه على إعلان النصر انطلاقاً من تأمين العاصمة، فستكون فرصة ليصحو موالوه على الثمن المنتظر منهم. وتتحدث صحيفة معاريف عن مغادرة طائرات سوخوي 57 قاعدة حميميم بعد مكوثها فترة استعراضية قصيرة.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “العالم إذ يتفرّج على وحشية روسيا وحلفائها في الغوطة”.. في نهاية المطاف، برهنت القُوى الدوليةُ أنها لا تستطيعُ شيئاً أمام وحشيةِ روسيا وإيران ونظامِ بشار الأسد. قرارُ وقفِ إطلاقِ النار لم ينفَّذْ؛ لأن موسكو كانت ترفضُه مهدِّدةً بـ «الفيتو» واستمرّت ترفضُه بعدما وافقت عليه، بل أعطت الضوءَ الأخضرَ للبدء بالهجمات البرّية.

روسيا وحلفاؤها فهموا القرار 2401 كإقرار دولي ضمني بأن الغوطة باتت «ساقطةً عسكرياً» من جهة، طالما أنها مطوّقة، وبأن إفراغَها من السكان والمقاتلين قد يكون أهونَ الشرورِ من جهة أخرى. لا أهميةَ للخُطَبِ التي تُعلي من شأن القيمِ والمبادئِ والقوانينِ الدولية طالما أن دولةً «عظمى» تتحالف مع دولٍ مارقةٍ وتتماهى معها. لذلك تغطّي الدولُ الأخرى عجزَها أو لامبالاتِها بالاتصالات فيما بينها، بتصريحات الإدانةِ والاستنكار، بالسعي الى قرارٍ جديدٍ في مجلس الأمن للدعوة الى تنفيذ قرارٍ لم يُحترمْ ولا لحظة، أي أنها تخضع لموقعِ المتفرّج الذي فُرض عليها. وهي سبقت أن تفرّجت على التدمير الشاملِ لمواقعَ عدة، من شرقيِّ حلب الى حي الوعر إلى حي بابا عمرو إلى الزبداني ومضايا وداريا وصولاً إلى الغوطة الشرقية.

كان الروس أشاروا منذ بداية تدخّلهم الى أن لديهم مصلحةً في إنهاء الحرب، وفي منتصف 2017 راحوا يروّجون أن «مسارَ أستانة» أنهى العملياتِ القتاليةَ (اتفاقات مناطق خفض التصعيد) ثم ابتكروا «مسارَ سوتشي» لترجمته إلى «حلٍّ سياسي»، لكن تبيّن أنهم تعجّلوا في الحالَين وأخطؤوا تقديرَ «إنجازاتِهم». ومع تبنّيهم جرائمَ الحربِ الجاريةِ في الغوطة بات من الصعوبة بمكان تصوّرُ أيِّ عودةٍ إلى التفاوضِ بين النظامِ والمعارضة، أو حتى تصوّرُ نهايةٍ ما لهذه الحربِ من دون توافقٍ يبدو مستحيلاً بين اللاعبين الخارجيين واقتناعٍ أكثرَ استعصاءً بحصصهم من خريطةِ سوريا.

في المدن كتب عمر قدور تحت عنوان “لن ينجو أحد”.. منذ أيام يواصل مسؤولون أمميون إتحافَنا بتوقّعهم مصيراً للغوطة يشبه مصيرَ الأحياءِ الشرقيةِ من مدينة حلب قبل نحوِ خمسةَ عشرَ شهراً، والواقعُ أنّ ما يتكرر ليس سيناريو حلب وحدَه، وإنما أيضاً التصريحاتُ الأمميةُ المرافقةُ له والتي تعلنُ بصريح العبارةِ تخليَ المجتمعِ الدولي عن الحد الأدنى من واجباته الإنسانية. بعبارة أخرى؛ من ستُكتب له النجاةُ من الهجوم الوحشي على الغوطة سيكون محظوظاً فقط لا غير، بعد أن تكالبت جميعُ الظروفِ لتضعَه في مصافِّ القتلى.

وأضاف، أنه إذا تجرأَ الأسد وحلفاؤه على إعلان النصرِ انطلاقاً من تأمين العاصمة فستكون فرصةً ليصحوَ موالوه على الثمنِ المنتظَرِ منهم، حيث سيستمر الزجُّ بما تبقى من أبنائهم في معاركَ لاحقةٍ سقفُ الانتصارِ فيها لن يكونَ استعادةَ سوريا بأكملها، والأهمُّ أن وعيدَ الحلفاءِ باسترداد ديونِهم سيَحينُ موعدُه، وتنفيذُه سيعني انهياراً غيرَ مسبوقٍ سيجعل الحياةَ مطابِقةً للعبودية.

وقال: لقد اختبر السوريون من قبلُ آثارَ انتصارِ الأبِ على الإخوان المسلمين، وكانت نتيجتُها عقدين من تغولِ أجهزةِ المخابراتِ والشبيحة فضلاً عن انهيارٍ وتضخمٍ اقتصاديينِ شديدين، مع التنويه بأن تلك المواجهةَ لا تُقارن أبداً بالصراع الحالي. اليوم، بينما يشرع الأسد وحلفاؤه في إبادة الغوطةِ واقتحامِها، لا مبالغة في القول: إن أحداً لن ينجو، ولا يقِلُّ سوءاً عن ذلك أن مَن لم يتعلموا من الدروس السابقة لن يتعلموا من هذا الدرس.

من جانبها تحدثت صحيفة معاريف الإسرائيلية، عن أن الطائراتِ الحربيةَ الأكثرَ تطوراً لدى سلاحِ الجوِّ الروسي (سوخوي 57)، والتي تُعتبرُ أيضاً أنها الردُّ الروسيُّ للطائرات المراوِغةِ الأمريكية (إف 35) غادرت سوريا في الأيام الماضية.

وبحسب الصحيفة، فإنّ التقديراتِ الإسرائيليةَ تشير إلى أنّ الهدفَ من وضعِها كان على نحوٍ أساسيٍّ رسالةً إلى الأمريكيين، كجزءٍ من حملة الرئيسِ الروسي فلاديمير بوتين، الذي شدد أخيراً من خطِّه إزاءَ واشنطن، وليس رسالةً أو خطوةً موجهةً ضد اسرائيل.

ولفتت الصحيفة، إلى أنّه “يمكنُ رؤيةُ أنّ الطائراتِ المقاتلةَ الحديثةَ مكثت في سوريا مدةً زمنيةً قصيرةً جداً ووجودُها كان ظاهراً تماماً، لم تكن هناك محاولةٌ لإخفاء وصولِها إلى سوريا إنما العكس”.

وكان وزيرُ الدفاعِ الروسي سيرغي شويغو قال سابقاً: إنّ المعلوماتِ حول إرسالِ طائراتٍ من الجيل الخامس (سو 57) إلى سوريا صحيح، مضيفاً: “يمكنني التأكيدُ أن التجارِبَ جرت بشكل ناجح، وقد عادت الطائرتان إلى البلاد قبل أسبوع”.

وأكّد شويغو، على أن روسيا تعوّلُ على إكمالِ اختبارِ طائرة (سو 57) في العام الجاري، وأنّ ذلك سيكون “مفاجأةً أخرى لزملائنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى