اليونيسف: الغوطة الشرقية تحولت إلى “جحيم على الأرض” بالنسبة للأطفال

راديو الكل – وكالة رويترز

قالت “هنرييتا فور” المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أمس الخميس، إن “منطقة غوطة دمشق الشرقية المحاصرة أصبحت جحيماً على الأرض للأطفال، وإن المساعدة مطلوبة بشكل عاجل”.

وقالت “فور” لوكالة رويترز للأنباء، إن “القصف لا يتوقف مطلقاً تقريباً، وحجم العنف يعني أن الطفل يرى العنف ويرى الموت ويرى بتر الأطراف”، مؤكدة أن نقص المياه والغذاء سيؤدي إلى انتشار الأمراض.

وأضافت: “نحتاج في منظمات الإغاثة إلى فرصة لإيصال المساعدات.. هناك حاجة لدخول قوافل الغذاء والإمدادات”، مشيرة إلى أن القافلة الماضية لم تتمكن من تفريغ سوى نصف حمولتها.

وفي وقتٍ سابق أمس، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إرجاء قافلة المساعدات الإنسانية التي كان من المفترض أن تدخل أمس إلى الغوطة الشرقية نظراً لتعرضها لقصف عنيف من قبل النظام. بحسب وكالة “فرانس برس” للأنباء.

وقالت “إنجي صدقي” المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشارك الأمم المتحدة في إرسال المساعدات: إن “قافلة المساعدات أرجئت”، مضيفة أن “تطور الوضع على الأرض لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب”. في حين لم تحدد المتحدثة موعدأ جديداً لدخول المساعدات.

وأرغم النظام وروسيا، الاثنين الماضي، قافلة المساعدات الأممية التي دخلت الغوطة الشرقية للخروج منها مع بقاء 9 من أصل 46 شاحنة دون تفريغ.

وعمدت قوات النظام على سحب اللوازم الطبية والجراحية من قافلة الإغاثة، قبل دخولها إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية عبر معبر الوافدين.

وقالت فور: إن “الحرب شردت نحو 5.8 مليون سوري وأصبحوا إما لاجئين في الخارج أو نازحين في الداخل”، وأكدت أن نصف هذا العدد من الأطفال وبالتالي هم أكثر المتضررين.

وأشارت إلى أن الوضع في الغوطة الشرقية صعب بشكل خاص، وتابعت: “ليست لدينا سبل كافية للوصول إلى الناس.. هذا وقت عصيب جداً على الأطفال”.

وتشن قوات النظام مؤخراً مدعومة بالمليشيات الإيرانية والطائرات الروسية، حملة عسكرية عنيفة على الغوطة الشرقية أسفرت عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، وخروج مرافق حيوية عن الخدمة، فضلاً عن حركة نزوح واسعة للمدنيين خاصة من القطاع الأوسط نحو المناطق الأخرى، في ظل التقدم الذي أحرزه النظام في الجبهات الشرقية للغوطة.

وفي 24 شباط الماضي، أقر مجلس الأمن، القرار 2401، الذي طالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يومًا على الأقل في سوريا، ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام عن الغوطة الشرقية والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان.

وفي 26 من الشهر ذاته، أعلنت روسيا “هدنة إنسانية يومية” في الغوطة الشرقية، بدءًا من الثلاثاء 27 شباط وتمتد 5 ساعات فقط يومياً، وتشمل “وقفًا لإطلاق النار يمتد بين الساعة التاسعة صباحاً والثانية من بعد الظهر للمساعدة في إجلاء المدنيين من المنطقة”، حسب بيان لوزارة الدفاع الروسية.

ويعاني المدنيون في الغوطة المحاصرة منذ نحو 5 سنوات من شح كبير في الغذاء والدواء، حيث شهدت الفترة الأخيرة وفاة عدد من الأطفال جراء سوء التغذية، بعد أن ضيّق النظام حصاره المفروض عليها، عبر إحكام قبضته على طريق تهريب المواد الغذائية، ومنع بعض الوسطاء المحليين من إدخال أي مواد غذائية إلى المنطقة التي يقطن فيها نحو 400 ألف مدنياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى