روسيا تواصل قصفها المدنيين في الغوطة الشرقية على الرغم من بدء جيش الإسلام بإخراج عناصر تحرير الشام 

ريف دمشق ـ راديو الكل 

واصلت قوات النظام وإيران وروسيا قصف المناطق السكنية في الغوطة الشرقية على الرغم من توصّل جيش الإسلام إلى اتفاق مع الأمم المتحدة على إخراج عناصر هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً” من الغوطة، والذين لا يتجاوز عددهم الـ 200 شخص، وتتخذ روسيا من وجودهم ذريعةً لتدمير الغوطة تحت عنوان محاربة الإرهاب.

وقال جيش الإسلام: إنه اتفق مع الأمم المتحدة على إخراج الدّفعة الأولى من عناصر هيئة تحرير الشام من الغوطة إلى إدلب بناءً على رغبتهم.

وأوضح جيش الإسلام في بيان وصل راديو الكل نسخة منه، أنه تم التوصل إلى الاتفاق بناءً على المشاورات التي جرت بين قيادة جيش الإسلام والأمم المتحدة وعدد من الأطراف الدولية الفاعلة وبمشاركة ممثلي المجتمع المدني في الغوطة انطلاقاً من التزامه بتنفيذ مبادرته بإخراج عناصر هيئة تحرير الشام.

وأشار، إلى أنه سيتم إجلاء الدّفعة الأولى من عناصر هيئة تحرير الشام الموجودين في سجون جيش الإسلام والذين تم اعتقالهم خلال العملية الأمنية التي أطلقها جيش الإسلام في نيسان العام الماضي والتي كان هدفها اجتثاث هذا التنظيم.

وتتخذ روسيا وإيران والنظام من وجود عناصر هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” في الغوطة ذريعةً من أجل استمرار قصف الغوطة الشرقية، بينما استثنى قرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول الهدنة تنظيمي داعش والنصرة من الدعوة لتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا.

وبعد صدور قرار مجلس الأمن، بعثت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، جيش الاسلام وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام، برسالة أبدت فيها التزامها “بإخراج مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة وكلّ من ينتمي لهم وذويهم” من الغوطة الشرقية خلال 15 يوماً من بدء دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي.

وأكد محمد علوش، مسؤول الهيئة السياسية في جيش الإسلام في تصريحات صحفية، أن سيناريو حلب لن يتكرر في الغوطة، مشيراً إلى أن عدد مقاتلي جبهة “تحرير الشام” في الغوطة الشرقية لا يتجاوز بضع مئات.

وبالتزامن مع ذلك، روّجت وسائل إعلام النظام بأن عدداً من المسلحين وأسرهم بدؤوا يغادرون منطقة الغوطة الشرقية من دون أن تحدّد هويتهم.

وعرض تلفزيون النظام لقطات لأشخاص يصعدون إلى حافلة. وأشار مراسل التلفزيون، إلى أنّ المسلحين خرجوا من الغوطة الشرقية عبر معبر الوافدين إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام.

وقالت وكالة إعلام النظام: “إن عدداً من المسلحين خرجوا من الغوطة الشرقية عبر ممر مخيم الوافدين”.

وعلى الرغم من ضمانات قدّمتها روسيا بعد خروج الدّفعة الأولى من عناصر هيئة تحرير الشام ودخول قافلة مساعدات برفقة وفد من الأمم المتحدة، فإن القصف تواصل على مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

وقال الممثل المقوّم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا ومنسق الشؤون الإنسانية علي الزعتري في بيان مقتضب: “يعرّض القصف قرب دوما في الغوطة الشرقية اليوم قافلة المساعدات المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري للخطر، على رغم ضمانات السلامة من الأطراف ومن بينها روسيا”.

وتشن قوات النظام منذ 18 فبراير/شباط هجوماً عنيفاً على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، أدى إلى مقتل أكثر من 930 مدنياً من بينهم نحو 200 طفل.

وبموازاة القصف الذي تشارك فيه طائرات روسية، كثفت قوات النظام هجومها البري وتمكنت من السيطرة على مناطق في الغوطة الشرقية.

وكان مجلس الأمن الدولي تبنى القرار رقم 2401 في نهاية شباط الماضي، يدعو إلى وقف إطلاق النار من دون تأخير مدة 30 يوماً، لإفساح المجال أمام “إيصال المساعدات الانسانية بشكل منتظم وإجلاء طبيّ للمرضى والمصابين بجروح بالغة”.

ويستثني القرار تنظيمي داعش والقاعدة وجبهة النصرة في إشارة إلى هيئة تحرير الشام وجميع المجموعات والأشخاص المرتبطين بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى