ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

عاجلاً أم آجلاً سيحتفل السوريون بجلاء النظام عن دمشق كما يقول خير الله خير الله في صحيفة العرب، ويضيف أن ذلك سيحصل بعد تدمير الغوطة الشرقية وتهجير أهلها من منطلق مذهبيّ ليس إلّا تلبيةً لرغبات إيران. ومن جانبها تحدّثت صحيفة الشرق الأوسط عن احتفال شعراء سوريين وإيرانيين بما أسموه بالانتصار في الوقت الذي كانت قذائف النابلم والفوسفور تنهمر على الغوطة الشرقية لتحوّلها إلى جحيم على الأرض. وفي صحيفة نيويورك تايمز مقال يتحدث عن أزمة التدخل الروسي في سوريا.

وفي صحيفة العرب كتب خير الله خير الله تحت عنوان “عندما يحتفل النظام السوري بذكرى كارثة”. لا يستطيع النظام في الوقت الراهن استيعاب أنّ الخيار الوحيد الذي بقي أمامه هو الرحيل من دمشق. عاجلاً أم آجلاً سيحتفل السوريون بجلاء النظام عن دمشق. سيحصل ذلك بعد تدمير الغوطة الشرقية وتهجير أهلها من منطلق مذهبي ليس إلّا تلبيةً لرغبات إيران.

عاجلاً أم آجلاً أيضاً، سيجد النظام نفسه أمام حائط مسدود. يعود ذلك إلى أن الجانب الروسيّ الذي يعاونه في الخلاص من الغوطة الشرقية يريده ورقة ضغط في مفاوضات مع الأمريكيين تتجاوز سوريا. تكمن مشكلة موسكو في أنّ إدارة ترامب ليست في وارد إعطاء شيء لفلاديمير بوتين في مقابل رأس بشار الأسد.

يعرف النظام ذلك وهو يمتلك ما يكفي من الدهاء لتوريط الجانب الروسي في لعبة لا أفق لها ما دام في وضع يستطيع فيه الرّهان على منافسة بين موسكو وطهران وعلى تجاذب بين العاصمتين عنوانه لمن ستكون الكلمة الأخيرة في دمشق في مرحلة ما بعد رحيل بشّار الأسد.

في انتظار الرحيل عن دمشق والمعركة الكبيرة التي سيشهدها الجنوب السوري في حال إصرار إيران على البقاء فيه وعلى أن تكون دولةً متوسطية، ليس أمام النظام سوى متابعة ممارسة لعبة الهروب إلى أمام.

دور النظام لن ينتهي قبل الانتهاء من سوريا. السيناريو اليوغوسلافي صار مجهزاً. قد يكون هذا السيناريو الوحيد الذي يصلح لسوريا ما بعد المراحل التي مرّت فيها منذ استيلاء البعث على السلطة قبل 55 عاماً…

ونشرت الشرق الأوسط تحت عنوان “شعراء سوريون وإيرانيون يحتفلون بـ«الانتصار»”..  في الوقت الذي كانت قذائف النابلم والفوسفور تنهمر على الغوطة الشرقية لتحوّلها إلى «جحيم على الأرض»، كان اتحاد الكتاب العرب بدمشق منغمساً مع المركز الثقافي الإيراني بدمشق في مباريات شعرية، بدأت من الساعة الواحدة ظهراً وإلى 5 مساءً على مدى يومين (7 – 8 مارس (آذار) الحالي) ألقى خلالها نحو عشرين شاعراً؛ عشرة منهم من سوريا وأربعة من إيران وشعراء من العراق واليمن ولبنان وفلسطين، نصوصاً شعريةً مستلهمةً من «ثقافة المقاومة»، لأنه «اليوم جاء دور الشعراء كي يعبّروا عن الانتصار» وفق ما قاله عضو الهيئة التنظيمية للمهرجان وممثل المركز الثقافي الإيراني في دمشق مرتضى حيدري، وذلك بينما يواجه النظام السوري مدعوماً من حليفيه الإيراني والروسي اتهامات من قبل المفوّض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بالتخطيط لما يشبه «نهاية العالم»، في إشارة إلى تصعيد العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، مطالباً بتحويل «ملفّ سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية».

يصحّ على ما قيل من «الشعر» في هذا المهرجان بأنّ أبلغ الشعر أكذبه، إذ لم يعد في الواقع أثر لسوريا الواردة في قصائدهم سوى البوط العسكري الموغل بالدماء، ولا أثر لدمشق تلك، سوى مدينة منتهكة كتمت أنفاسها روائح الصرف الصحي المتدفق إلى نهر بردى شريانها الرئيس، ويعمي بصيرتها دخان البارود والحرائق وأصوات طيران تحيل غوطتها إلى صحراء من رماد، حين تتساءل سيدة دمشقية متحسرة: كنا في الأمس نغني «عالغوطة يالله عالغوطة، عروسة الشام الحلوة بدها زلغوطة» اليوم ماذا سنغني بعد أن أحرقت الغوطة؟

من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز: بعد عامين ونصف تقريباً من التدخل العسكريّ الروسي لدعم بشار، يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه عالقاً في الأزمة السورية وعاجزاً تماماً عن إيجاد حل؛ بالرغم من إعلانه أن مهمته هناك أنجزت، قالها في ثلاث مناسبات على الأقل، وبالرغم من أن التدخل الروسيّ أفاد الكرملين وجعله مشاركاً رئيساً في الشرق الأوسط لأول مرة منذ عقود؛ فالخلاص من الوضع في سوريا أصعب مما تصوّره بوتين.

مشكلة روسيا أنها ربطت فوائد تدخلها بانتصار الأسد، بجانب مساحة محدودة للغاية من المناورة، فبوتين لا يستطيع سحب أو دفع أيّ تغيير سياسيّ حقيقيّ في سوريا من دون المخاطرة بانهيار حكومة الأسد؛ ما سيعرّض جميع جهودها المبذولة لتقويض النفوذ الأمريكيّ هناك إلى الخطر. لذا؛ يحاول بوتين التوصل إلى حلول وسطى مع المعارضة السورية.

وفي ظل هذه المحاولات، تستمر الحرب السورية بلا هوادة، بجانب الاتهامات المتزايدة لروسيا بالتسبب في معاناة المدنيين هناك؛ إذ ربطت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، ولأول مرة، سلاح الجوّ الروسي بجرائم حرب؛ بعد إطلاق هجمات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي غربيّ حلب أسفرت عن مقتل 84 شخصاً وإصابة 150 آخرين.

كما ساهم المرتزقة الروس، الذين جلبهم بوتين من بقاع مختلفة، في تعميق العنف. وفي المقابل، منافسة إيران لها على عقود إعادة الإعمار، تخاطر بتآكل فوائد تحالف روسيا مع بشار؛ ففي اجتماع عقد في موسكو مؤخراً، برزت خلافات واضحة بينها وبين أمريكا بشأن الوجود الإيراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى