ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

من الصعب تخيل بشار الأسد حاكماً سوريا على نحو ما كان يحكمها قبل عام 2011، ومناسبة هذا الاستنتاج تسجيله مزيداً من «الانتصارات» في سياق سحقه المدن السورية هو وحلفاؤه الروس والإيرانيون كما يقول حازم الأمين في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدر خان حول “الحوار الغربي مع كلّ من طهران وبيونج يانج”. وفي صحيفة العرب كتب ماجد كيالي تحت عنوان “لا خيارات للمعارضة السورية”.

وفي الحياة اللندنية كتب حازم الأمين تحت عنوان “الجريمة الممكنة”.. من الصعب تخيل بشار الأسد حاكماً سوريا على نحو ما كان يحكمها قبل عام 2011، ومناسبة هذا الاستنتاج تسجيله مزيداً من «الانتصارات» في سياق سحقه المدن السورية هو وحلفاؤه الروس والإيرانيون. فها هو اليوم مع حلفائه على أبواب مدينة جديدة ستدخل دباباتهم على ركامها بعد أن حوّلتها طائراتهم إلى مقبرة جماعية.

الأسد سيعود رئيساً لدولة قتل أكثر من 500 ألف من مواطنيها! وستكون عصب سلطته فيها طائفة صغيرة قتل أكثر من 80 ألفاً من شبانها في سياق دفاعهم عنه. وستمتد سلطته إلى أكثر من عشر مدن مدمرة جزئياً أو شبه كليّ! وسيكون شريكه في حكمها دولتان (روسيا وإيران) لكل منهما مشاريع وأحلاف وطموحات متفاوتة! ولدولة ثالثة (تركيا) حصة يبدو أن شريكيه قد اعترفا لها بها!

الأرجح أن بشار الأسد يعرف أن أيّ خروج من القصر سيكون خروجاً إلى القبر، وهو قرّر أن يرسل السوريين إلى القبر قبله. هذا الاستنتاج الوحيد الذي يمكن لواحدنا أن يخلص إليه طالما أنه يدرك أن الرئيس على قناعة في أنه لن يكون بعد «نصره» أكثر من صدام حسين في سنواته العشر الأخيرة. وبهذا المعنى فإن الرجل يرتكب جرائم لمصلحة غيره، ويتقاضى أثماناً ليست زهيدةً فحسب، إنما مسمومة أيضاً، فهو يدرك أن حسابات من يخوضون الحرب ويرتكبون الجريمة باسمه ستتعداه إذا ما حانت ساعة الحساب، وسيكون «دجاجة» صلح ما في مناسبة ليست بعيدة.

ومرة أخرى تلوح الجريمة على نحو مضاعف بصفتها خيار الرئيس الضعيف والمنتهك. وحين تصبح الجريمة على هذا القدر من السهولة، فهذا يعني أن الخلل لا يقتصر على أن هناك رئيساً قرّر أن يقدم عليها، وأن له حلفاء ارتكبوها باسمه، إنما الخلل الفعلي يكمن في أن جريمةً من هذا النوع ما زالت ممكنة، وهو خلل لا تقتصر المسؤولية عنه على المرتكبين المباشرين. فكل متفرّج مشارك، وجميعنا يتفرج.

في صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “الحوار مع طهران وبيونج يانج”.. ما لم يكن متصوّراً أصبح محتملاً. فاللقاء بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون ممكن في مايو/أيار المقبل، أمّا هل يثمر أم لا فمجال التكهّنات مفتوح.

كوريا الشمالية تموّن إيران والنظام السوري بما لديها من منتجات الدمار الشامل، ومع ذلك بات الحوار معها ممكناً، خلافاً لإيران التي استقبلت أخيراً وزير الخارجية الفرنسي الذي شاء إجراء حوار «صريح وعميق» معها، غير أنّ كلّ إجاباتها عن أسئلته كانت سلبية، والأرجح أن «جان إيف لودريان» غادر طهران بما كان يتوقّعه قبل أن يزورها، وربما بصورة أكثر تعقيداً مما كان يعتقده.

في صحيفة العرب كتب ماجد كيالي تحت عنوان “لا خيارات للمعارضة السورية”.. بعد 7 سنوات على اندلاع الثورة السورية ثمّة أسئلة على غاية في الأهمية تطرح نفسها، ومثلاً، فهل كان مقدّراً لهذه الثورة أن تستمرّ على هذا النحو، أو أن تصل إلى هذه المآلات المأساوية والكارثية؟ وهل كان بإمكان قوى المعارضة المتصدّرة لهذه الثورة فرض مسار آخر، أو خيارات أخرى، تجنّبها ما وصلت إليه؟ ثم ما العوامل التي أوصلت إلى هذه النتيجة؟

في واقع اليوم، وبعد هذه التجربة الطويلة والمضنية والصعبة والمعقّدة، فإن المعارضة السورية تبدو وكأنها لم تعد تمتلك مصيرها، ولا مصير الصراع السوري، كما لم تعد تمتلك خياراتها المفترضة، المنبثقة من مصالح شعبها، بعد أن أضحت بكياناتها السياسية والعسكرية المسيطرة أكثر خضوعاً لأجندات الأطراف الخارجية الداعمة أو الحاضنة لها، في حين خرج الصراع السوريّ من بين يديها ومن يدي النظام، بعد أن أضحى محكوماً بأهواء وإرادات الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، أي الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا (إضافة إلى القطبة المخفية أي إسرائيل)، علماً أن كلّ واحدة من هذه الدول تشتغل تبعاً لأجنداتها الخاصة بمعزل عن مصالح وعذابات السوريين.

من جانبها كشفت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، أن رحلة “البروباغندا” للسياسيين السبعة للحزب اليميني الشعبوي المتطرف “البديل من أجل ألمانيا” إلى سوريا، تم التحضير لها بمساعدة من موسكو.
وذكرت الصحيفة، استناداً إلى معلومات أمنية، أن الاتصال والتنسيق بخصوص الزيارة حصل أوائل شهر فبراير/شباط خلال رحلة قام بها وفد من البديل إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلّها روسيا.

وكان خبير الاستخبارات باتريك سينسبيرغ، المؤيد لحزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والذي ينتمي إلى هيئة الرّقابة البرلمانية في البوندستاغ التي تشرف على عمل أجهزة الاستخبارات الفدرالية، شجّع في حديث مع صحيفة “هاندلسبلات”، الجمعة الماضي، جهاز الاستخبارات الفيدرالي على مراقبة الاتصالات الخارجية لحزب البديل، بعدما تبين أن الأخير أصبح أحد أذرع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى