ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

روسيا هي أكبر المستفيدين من مناطق النفوذ في سوريا كما يقول عدنان كريمة في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية، ويضيف أن استثمارات روسيا تتركز على مجال النفط والغاز. وفي الشرق الأوسط تساءلت لينا الخطيب في مقال لها: هل «ربح» النظام السوري الحرب؟. ومن جانبها تقترح صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تدخل العرب وليس ترمب لوقف مذبحة الغوطة.

وفي الحياة اللندنية كتب عدنان كريمة تحت عنوان “اقتسام النفوذ في سوريا وموقع النفط”.. روسيا هي أكبر المستفيدين، وتمثل سوريا قاعدة مهمة لمصالحها الاقتصادية والعسكرية، ويتجاوز حجم استثماراتها في مختلف المناطق السورية 20 بليون دولار، تتركز بشكل أساسي في الصناعات المتعلقة بالطاقة ومجال النفط والغاز.

وتبرز في هذا المجال أهمية صفقة عقد التنقيب المبرم مع شركة «سيوز نفط غاز» الروسية، وهي أول شركة أجنبية تحصل على حق التنقيب والإنتاج في الجرف القاري التابع لسوريا، ويشمل المنطقة الممتدة من جنوبيّ شاطئ مدينة طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس، وبعمق عن الشاطئ يقدر بنحو 70 كيلومترا، مع الإشارة إلى أنها وقّعت اتفاقات تسمح ببقاء روسيا في سوريا مدة 50 سنة، وربما تمتد إلى 100 سنة.

وتعد إيران الحليف الثاني، وهي تكثف جهودها للحصول على أكبر حصة من خلال «تعاونها الاستراتيجي» مع النظام، وتضمن مصالحها الاقتصادية بموجب اتفاقات موثّقة ومبرمة مدة طويلة تزيد على 25 سنة، وربما تمتد إلى 50. ويأتي استثمار طهران في إنشاء مصفاة نفط كبرى قرب مدينة حمص بطاقة تكرير 140 ألف برميل يوميا، في إطار اتفاق بين البلدين يشمل قطاع الطاقة، وتعيد بموجبه بناء مصفاتي حمص وبانياس وتجهيزهما. كذلك حصلت إيران على ترخيص باستثمار نحو خمسة آلاف هكتار، لإنشاء خزانات للنفط في الساحل السوري.

وتسيطر الولايات المتحدة على منطقتي دير الزور والحسكة اللتين توجد فيهما آبار للنفط بطاقة إنتاجية تقدر بـ 400 ألف برميل يوميا، إضافة إلى حقول لإنتاج الغاز، وذلك بدعم مستمر مدة طويلة وغير محددة لقوات سوريا الديموقراطية. مع العلم أن مناطق النفط والغاز تمتد إلى تدمر وريف حمص، والتي تسيطر عليها القوات الروسية مع الفيلق الخامس التابع للنظام، وهناك ثلاثة حقول غاز متوسطة الحجم شماليّ تدمر، تكفي لتزويد سوريا كاملة بالطاقة الكهربائية (24 ساعة يوميا) مدة 19 سنة.

وهكذا تبرز أهمية الصراع الاستراتيجي الإقليمي والدولي في سوريا، ومدى خطورته وتداعياته، وهو صراع مصالح اقتصادية، ونفوذ «جيوسياسي» وعسكري، في منطقة الشرق الأوسط.

في الشرق الأوسط كتبت لينا الخطيب تحت عنوان “هل «ربح» النظام السوري الحرب؟”..  نجح النظام السوري في تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاث مناطق، في تكتيك يهدف إلى منع التنسيق بين الفصائل، وينظر إلى هذا التطور على نطاق واسع بوصفها خطوة أخرى إلى الأمام للنظام، في جهوده لاستعادة السيطرة في جميع أنحاء سوريا. كما بدأ كثيرون في الغرب يعتبرون أن النظام السوري يقترب من «النصر» في الصراع، وأن صانعي السياسة والوكالات الدولية يجب أن يجهزوا أنفسهم على هذا الأساس.

وأضافت.. قد يستولي في نهاية المطاف على الغوطة الشرقية بعد معركة دموية شرسة، لكنّ هذا لن يؤدي بالضرورة إلى توفير الخدمات من قبل الدولة لهذه المنطقة. إذا تم أخذ حالة حلب الشرقية مثالا قابلا للمقارنة، فمن المرجح أن يستمر حرمان الغوطة الشرقية من الخدمات الحيوية، وستديرها الميليشيات الموالية للنظام التي تشارك في نهب وابتزاز السكان المحليين.

وحتى في المناطق التي ظلت تحت رقابة النظام، فإن هذه الميلشيات الموالية تقوم بالفعل بنشاطات اقتصادية قائمة على النهب والابتزاز من دون تدخل من النظام، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن النظام قلّت قدرة مؤسساته الأمنية والعسكرية، وأصبحت تعتمد على هذه الميلشيات من أجل البقاء، ولكن أيضا لأنها غير قادرة تماما على التحكم بأنشطة تلك الميلشيات. إضافة إلى ذلك، كانت العناصر الموالية للنظام مثل بعض النخب التجارية تعمل في تسهيل تهريب وبيع الوقود المنتج في المناطق الواقعة تحت حكم «داعش» إلى إيران.

على مستوى الدولة، يعرض النظام عقودا تجارية واستثمارية على روسيا وإيران، والتي تستند أحيانا إلى وعود بتقديم المصدر نفسه لكليهما، ولكن حجم الموارد المعروضة أصغر من أن يتم تسليمها على مستوى عال لأكثر من لاعب أجنبي واحد.

ما تبينه هذه الديناميكيات هو أن تفسير أيّ استيلاء عسكري على المساحات الجغرافية في سوريا بأنه «نصر» شامل لأي طرف، هو تبسيط غير دقيق.

من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إنه ومع فتور العلاقات بين واشنطن وموسكو، فإن أفضل ما يمكن أن يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف نزيف الدم في سوريا هو أن يطلب من القادة العرب الذين سيلتقيهم هذا الشهر استخدام نفوذهم لدى روسيا بأن تتحرك لتحقيق ذلك.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها، أن ترمب ظل صامتا بشأن المذابح التي ترتكب في الغوطة الشرقية، رغم زعمه السابق أن علاقاته الوثيقة بروسيا -رغم تدخلها في الشؤون الأمريكية- هي جزء من نهج جديد للعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الأمن القومي الأمريكي.

عواصم ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى