7 سنوات على الثورة.. والقبعات البيضاء مستمرون بالبحث عن الحياة تحت الأنقاض

راديو الكل

يقصف النظام، وكلّ يبحث عن مكان ينجيه، إلا هم وحدهم يقبلون على الموت بحثا عن حياة تحت الأنقاض وبين الأشلاء، مجرّدين إلا من خوذهم البيضاء، ثلاثة آلاف متطوع ومتطوعة، بعضهم آباء وبعضهم نساء، أنقذوا في سوريا بحسب منظمات عالمية أكثر من مئة ألف من الأبرياء، منذ عام 2013 حتى الآن.

بشعار “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، يعمل عناصر الدفاع المدني في سوريا على خدمة وإسعاف المدنيين في مختلف المناطق المحررة التي يقصفها النظام وروسيا يوميا.

بقلوب بيضاء وخوذ بيضاء، يهرعون إلى أماكن القصف، عساهم يسعفون طفلا، أو ينقذون شيخا، أوقع القصف منزله فوق رأسه.

لجهودهم هذه كرّمهم العالم بجوائز عالمية، من أبرزها جائزة نوبل للسلام البديلة في عام 2016، في حين حصد فلم “الخوذ البيضاء” بمشاهد حقيقة، جائزة الأوسكار عن أفضل فلم وثائقيّ في العام ذاته، رغم محاولات النظام المستمرة لتشويه سمعتهم، فقال عنهم الأسد: إنهم إرهابيون بينما وصفهم بوقه الجعفري بــ “الزّعران”.

محاولات سياسية فشلت في تشويه صورتهم الجميلة في عيون العالم، ما دفع رجل النظام نجدة أنزور إلى الاستعانة بالسينما لتحقيق الغرض ذاته، فصنع فلما أسماه رجل الثورة علّه يساعد رئيسه في الوصول إلى مبتغاه.

تعرّض الفلم لانتقادات واسعة أيضا لتشويهه صورة فئة تقف بحيادية إلى جانب المستضعفين، كما انتقده بشار السبيعي شقيق الممثل المشارك في الفلم سيف الدين السبيعي.

بين التكريم ذاك وتشويه الصورة هذا، يقول عناصر الدفاع المدني: إن إخراج طفل من تحت الأنقاض هو جائزتهم الكبرى.

يتجدد القصف فيختبئ الجميع، إلا هم يهرعون إلى مكانه، في هذه اللحظة تتساوى فرص الحياة والموت بين الضحية ومنقذها، إذا عاد القصف على المكان ذاته، بهذا القصف يقول الدفاع المدني: إنه فقد أكثر من مئتي عنصر من متطوعيه، قضوْا بغارات ازدواجية أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني لإنقاذ آخرين، كما تتعرض سيارات الإسعاف الخاصة بهم ومقراتهم لاستهداف مباشر بصواريخ روسيا والنظام.

هم من هذا الشعب، يخرجون لإسعاف أبنائه، مودّعين عائلاتهم عسى ألا يكون هذا وداعهم الأخير.

سليم متطوع خرج إلى إسعاف المدنيين يوما، فوجد نفسه عاجزا عن إنقاذ والدته بعد ما أوقعت غارات الطيران الحربي منزلها فوق رأسها.

أبطال صنعتهم الحرب، بإمكانيات بسيطة، وبجهود خاصة، كانوا ذراع الثورة الأبيض، فإلى جانب إسعافهم الجرحى، يطفئون الحرائق التي يشعلها القصف، ويديرون الملاجئ، ويصلحون المرافق العامة، إضافة إلى إخلائهم سكان المناطق التي تقترب منها الحرب.

في ظل صمت المجتمع الدولي عن جرائم الحرب التي يرتكبها الأسد بحق الشعب السوري، وعجز منظماته عن تقديم رعاية طبية بحجم الحاجة إليها، كانوا هم سنده.

بعد مضي ست سنوات على عملهم، يتمنى عناصر الدفاع المدني انتهاء هذه الحرب سريعا ليعودوا إلى منازلهم من دون وداع آخر لعائلاتهم وأطفالهم، فهل تتحقق أمنياتهم البسيطة قريبا؟

وبالحديث عن دور الدفاع المدني أجرى راديو الكل مقابلات مع:

 

“رائد الصالح” مدير الدفاع المدني في سوريا.

 

و”إبراهيم أبو الليث” مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب.

و”زياد عبود” قائد قطاع خان شيخون بالدفاع المدني بريف إدلب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى