موسكو تقول: إن واشنطن تدير حرباً مباشرة في سوريا وتحشد لشن هجمات ضد مواقع للنظام

موسكو ـ راديو الكل 

قالت وزارة الدفاع الروسية: إن الولايات المتحدة تحضّر لاستهداف مواقع للنظام بصواريخ مجنّحة، وإنها حشدت قوة بحرية ضاربة في المنطقة لتنفيذ هذه الهجمات، في وقت شنّ فيه وزير الخارجية الروسي هجوماً على الولايات المتحدة وحلفائها، وقال: إنهم يديرون حرباً مباشرة وليس بالوكالة.

وقال مدير إدارة العمليات في الوزارة سيرغي رودسكوي: إن ثمة إشارات تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحضّر لضربات محتملة بصواريخ مجنحة من أساطيلها البحرية، انطلاقاً من الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والبحر الأحمر.

وكان مسؤولون أمريكيون كشفوا في كانون الثاني الماضي، عن أن الإدارة الأمريكية مستعدة لشن عمل عسكريّ آخر ضد قوات النظام إذا اقتضت الضرورة لردعها عن استخدام الأسلحة الكيميائية.

وشن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هجوماً جديداً على الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا، وقال: «إنهم يديرون حرباً مباشرةً وليس بالوكالة».

وانتقد لافروف ما وصفه بالوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية، موضحاً أنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا يحظى بشرعية ويزيد من تعقيد الموقف.

وأضاف، أن روسيا رغم ذلك تتعامل بواقعية وتدرك أن محاربتها الأمريكيين أمر غير مطروح… لذلك فهي تنسق تحركاتها على الأقل فيما يتعلق بتجنب الصدامات غير المقصودة.

وقال: «إن العسكريين الروس على اتصال دائم مع القادة الأمريكيين، الذين يديرون العمليات على الأراضي السورية». ولفت لافروف إلى أن وجود وحدات عمليات خاصة تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على الأرض في سوريا، يجعل الوضع الحاليّ «ليس حرباً بالوكالة وإنما مشاركة مباشرة في الحرب».

وادعى لافروف، أن واشنطن «درّبت مسلحين في سوريا على تنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية»، وقال: «إن مسلحين موجودين في جنوبي البلاد حصلوا على مواد كيميائية لتصنيع الأسلحة، تحت غطاء حمولات من المساعدات الإنسانية»، وسيستخدمونها لاتهام النظام بها من أجل تبرير توجيه ضربات صاروخية ضده.

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع في بيان أنّ وحدات الجيش الأمريكي الموجودة في شرقي محافظة دير الزور تعرقل عودة هذه المناطق إلى سيطرة النظام وتمنع خروج المدنيين من الرقة.

وأفادت الوزارة، بأنّ النظام يعمل على مسار عودة السكان في المناطق الشرقية من محافظة دير الزور، التي تقع تحت سيطرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة إلا أن وحدات الجيش الأمريكي الموجودة في تلك المناطق تعرقل عودة النظام إليها.

كما لفتت الوزارة، إلى أن السلطات المحلية التي شكلتها الولايات المتحدة ترغم السكان على البقاء في الرقة وتمنعهم من المغادرة إلى مناطق سوريّة آمنة.

وكانت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، قالت في أواخر شباط الماضي: إن بلادها لا تستبعد استخدام القوة ضدّ القوات النظامية في سوريا، لافتة إلى أنّ الحلّ العسكريّ لا يستبعد في أي حال من الأحوال. لا نريد أن نكون في وسط النزاع السوري، لكننا نريد أن نعمل ما بوسعنا لحماية الناس من الأسلحة الكيميائية.

وقالت: “إن واشنطن مستعدة للتحرك في سوريا إذا تعين ذلك”، وأنه “عندما يتقاعس مجلس الأمن عن التحرك فهناك أوقات تضطر فيها الدول إلى التحرك بنفسها”.

ويرى مراقبون، بأنّ تصريحاً من هذا النوع يأتي من نيويورك وليس من واشنطن، يحمل دلالات سياسيةً تمثل محاولة ضغط سياسيةً على موسكو لعدم استخدام “الفيتو” ضد مشروعي القرار الأمريكيّين حيال سوريا، أحدهما متعلق بالغوطة الشرقية، والآخر بالسلاح الكيميائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى