مجلس الأمن يلغي جلسةً كانت مخصصةً لمناقشة انتهاكات النظام

نيويورك ـ راديو الكل 

رفضت روسيا والصين عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة انتهاكات النظام لحقوق الإنسان في سوريا بناءً على طلب فرنسا وبريطانيا، بينما قال المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا: إن سوريا تتجه نحو “تقسيم كارثي”، في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا إلى بذل جهود من أجل وقف ما وصفه بالقتال الدائر في سوريا.

وألغى مجلس الأمن الدولي، جلسةً كان من المقرر عقدها مساء أمس لمناقشة ملف حقوق الإنسان في سوريا بطلب من عدة دول غربية، وذلك بعد اعتراض كلّ من روسيا والصين وكازاخستان وبوليفيا.

وكان من المزمع أن يقدم مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان “زيد رعد الحسين” تقريراً حول سوريا بناءً على طلب من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وبيرو إلا أن اعتراض نائب المندوب الروسيّ الدائم لدى الأمم المتحدة على عقد الجلسة، جعل رئيس المجلس المندوب الهولندي كيفن أوستروم يلجأ إلى التصويت على عقد الجلسة.

وقال الدبلوماسي الروسي، في بداية الجلسة: إن “بلاده تعترض على عقد هذه الجلسة التي لا مبرر لها، لأن مجلس الأمن لا يمثل الجهة المختصة لمناقشة مثل هذه الموضوعات أي حقوق الإنسان.

وعلّق مندوب النظام، بشار الجعفري، أنّ “إلغاء الجلسة رسالة سياسية مهمّة للدول الغربية التي تحاول التلاعب بمجلس الأمن”.

وقبل الجلسة الملغاة، دعا مندوبا فرنسا وبريطانيا الدائمان لدى الأمم المتحدة إلى ضرورة محاسبة النظام على جرائمه ضد المدنيين في السنوات السبع الماضية.

وقال المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر، اليوم: إن “نظام الأسد استخدم التجويع والاغتصاب أداتي حرب، في خرق فاضح لقوانين حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”.

ونوه القائم بأعمال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير آلين جوناثان، إلى أن بريطانيا وفرنسا دعتا إلى عقد جلسة لمجلس الأمن حول حقوق الإنسان في سوريا، لتأكيد ضمان تحقيق مبدأ محاسبة المتورطين في جرائم حقوق الإنسان، في السنوات السبع الماضية.

وكان من المقرر أن يطلع رعد الحسين أعضاء مجلس الأمن، خلال الجلسة التي ألغيت، على وضع حقوق الإنسان بسوريا في السنوات الماضية، إضافة إلى عمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان.

وأوضح دبلوماسيون بالأمم المتحدة، أنّ المفوض السامي كان سيستعرض أيضاً تقرير اللجنة الصادر الخميس الماضي، حول العنف الجنسي والعنف القائم على النوع في سوريا. وخلص التقرير إلى أن عمليات الاغتصاب وغيرها من أعمال العنف الجنسي التي تقوم بها قوات النظام والميلشيات المرتبطة بها، تشكل جزءاً من هجوم واسع النطاق ومنهجيّ موجه ضدّ المدنيين.

من جانب آخر، قال المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا: إن سوريا تتجه نحو “تقسيم كارثي”، مرجحاً عودة تنظيم “داعش” إليها، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية شاملة.

وأضاف ديمستورا في كلمة ألقاها في معهد للدراسات العليا في جنيف: “الحقيقة تكمن في أن التقسيم الهادئ لسوريا والذي مرت عليه مدة زمنية طويلة وما نراه في الوقت الراهن من فقدان السيطرة على مناطق مختلفة في سوريا، سيكون له تأثير كارثي ليس فقط في سوريا بل في المنطقة بأسرها.

وأكد المبعوث الأممي، أن التسوية الشاملة للأزمة السورية لن تنجح من دون مشاركة المستبعدين وخاصةً الأغلبية السّنية.

من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا إلى بذل جهود من أجل وقف القتال الدائر في سوريا.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان، أن ماكرون أبدى “مخاوفه بشأن الوضع في سوريا “، ودعا روسيا إلى أن “تبذل قصارى جهدها لإنهاء القتال ووقف الخسائر في صفوف المدنيين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى