ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ راديو الكل

محنة سوريا دخلت سنتها الثامنة ولا ضوء في نهاية النفق، بل سنتها السابعة والأربعين مع النظام نفسه، الذي تبيّن أنه كرّس جميع جهوده للاستعداد لحدث كالذي بدأ في 2011 كما يقول عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “سوريا من الصراع الداخلي إلى الدولي”. وفي العربي الجديد كتب سمير سعيفان عن “اللامساواة والثورة”. وفي الغارديان البريطانية مقال تحت عنوان “النصر لم يتحقق في سوريا”.. مدنيون يائسون ومعارضة محطمة والأسد فقد دولته.

وفي صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “سوريا من الصراع الداخلي إلى الدولي” .. دخلت محنة سوريا سنتها الثامنة ولا ضوء في نهاية النفق، بل سنتها السابعة والأربعين مع النظام نفسه، الذي تبيّن أنه كرّس جميع جهوده للاستعداد لحدث كالذي بدأ في 2011 من أجل إصلاحه أو تغييره، ولن ينتهي إلا بتغيير خريطة سوريا، بعدما أنجز عملياً تغيير واقعها رأساً على عقب وفرض تقويضاً قسرياً لطبيعة شعبها.

ولعلّ نظرةً إلى الوراء تظهر أن المراحل السابقة إنما كانت تعدّ للمرحلة الراهنة، إذ أصبح الصراع دولياً. فأيّ تصعيد هنا أو هناك بات يفهم على أنه «رسائل» امتعاض واستياء ودعوات إلى تجديد تفاهمات أو سعي إلى الاستفزاز والمواجهة، سواء بين روسيا وأمريكا أو بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل وتركيا من جهة أخرى. وعندما يتسمّم المناخ الدولي بالنزاع الأوكراني المستمرّ والمتصاعد، والتنافس الأمريكي الصيني الروسي على استقطاب كوريا الشمالية، أو بتسخين المواجهة مع إيران، ثم باستخدام روسيا غاز الأعصاب لقتل جاسوس روسيّ سابق يعيش في ملاذه البريطاني وفي تحدّ سافر للقواعد الدولية.. يستعصي على العالم البحث عن وفاق دوليّ جديد. وفيما وفيما يتعلق بسوريا، لا يعني التعقيد الدوليّ أنها الساحة المجهزة للصراعات فحسب، بل إنّ محنتها ستبقى مفتوحةً ولا أولوية لها على الأجندة الدولية.

في العربي الجديد كتب سمير سعيفان تحت عنوان “اللامساواة والثورة”.. اللافت في الثورات هو التركيز على الأسباب السياسية وعسف السلطة ومطلب الحرية، وقليلاً ما يمنح الاقتصاد أهميةً في صنعها. فمشاركة الحشود الغاضبة هي ما تصنع ثورة، وليس نظريات النخب وتحليلاتهم.

ويكمن مصدر غضب الحشود في البطالة وفقدان فرص العمل وتدني الأجور وشروط العمل المجحفة وشعور ربّ الأسرة بالعجز عن تأمين سكن جيد لعائلته ومدارس لأبنائه وعلاج طبيّ لأفراد أسرته وتأمين مستوى حياة مقبول لهم، وابتزازه من جهاز بيروقراطيّ فاسد، وهو يرى غنىً فاحشاً لفاسدين، يهرّبون ثروات وطنه إلى الخارج، إضافةً إلى تعسّف أجهزة الدولة ضده، وهدر كرامته والاعتداء على حرياته العامة، بينما يقارن وضع بلده مع بلدان متقدمة.

كلّ هذا سيجعله أشبه بقنبلة موقوتة مستعدة للانفجار، ولا أحد يعلم متى تنفجر، لكنها انفجرت في ديسمبر/ كانون الأول 2010. فلم يكن حادث البوعزيزي ليحدث كلّ هذا الانفجار، لولا الغضب المتراكم، فالملايين التي خرجت إلى الشوارع تتشكل من هؤلاء الغاضبين. ولهذه الأسباب، وتحريضات السياسيين وكتابات المثقفين و”مؤامرات الخارج” لن تلقى أيّ تأثير ما لم يكن الغضب، وقد بلغ في الناس مبلغه، فاحذروا اتساع اللامساواة في توزيع الدخل والثروة.

من جهتها تحدثت صحيفة المترو البريطانية في مقال لها تحت عنوان “من مظاهرات سلمية إلى مذبحة”.. حيث أشارت إلى بداية الثورة السورية والتي قوبلت بعنف من قوات الأمن للقضاء على النشطاء، ولاسيما في درعا. الأمر الذي أدى فيما بعد إلى فرار أكثر من خمسة ملايين وخمسمئة ألف سوري من البلاد ونزوح أكثر ستة ملايين ومئة ألف آخرين. متناولةً البيان المشترك الذي أصدره كلّ من وزيري الخارجية والتنمية الدولية في الحكومة البريطانية والذي وصف النظام بأنه “بغيض تماماً.. يستخدم الغذاء والإمدادات الطبية سلاحاً” معتبراً أن نظام (الأسد) هو من يتحمل “مسؤولية تدمير البلاد وبنيتها التحتية وحياة شعبها”.

من جانبها، قالت الغارديان البريطانية في مقال لها تحت عنوان “النصر لم يتحقق في سوريا”.. مدنيون يائسون ومعارضة محطمة والأسد فقد دولته. مع دخول الاحتجاجات في سوريا عامها الثامن، الاستسلام حلّ محلّ التطلعات والآمال، في حين ابتلع الخوف الأمل.

ورأت “الغارديان”، أن التحولات التي عاشتها سوريا خلال السنوات الماضية، أفضت في النهاية إلى أن الدولة السورية لم تعد كما في الماضي، وأنها تحوّلت إلى مجرد ظلّ لما كانت عليه عندما تحوّلت المعارضة الشعبية إلى تمرد مسلح.

وحتى نظام الأسد نفسه لم يكن قادراً على الصمود لولا استعانته بروسيا وإيران للدفاع عنه، وقد تمكنت هاتان الدولتان من دفع جيش الأسد إلى تحقيق مكاسب ميدانية، مدمّرين في الوقت نفسه أغلب مناطق البلاد، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن طهران وموسكو تحركتا في بعض الأحيان داخل سوريا من دون الرجوع إلى الأسد نفسه.

واعتبرت الصحيفة، أن ادعاء بشار الأسد استعادة سيادته على سوريا يجعله كالإمبراطور الذي تروى قصته في مثل شهير، والذي خدعه الخياطون ووعدوه بملابس جديدة خفيّة، لا يراها من لا يستحقّون مناصبهم ولا يتمتعون بالكفاءة، ليخرج بعدها عارياً أمام شعبه من دون ملابس على الإطلاق.

وفي الوقت ذاته، أصبحت المعارضة السورية منقسمةً ومحطّمة، ولم يعد يمكنها الفوز بالحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى