ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

 

مشاهد ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻮﻃﺔ ﺩﻣﺸﻖ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﺻﺮﻫﻢ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ، ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺑﻬﺎ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔً ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ كما يقول إلياس خوري في صحيفة القدس العربي. وفي صحيفة العرب تحدث خطار أبو دياب عن دلالات التصعيد الروسيّ الأمريكيّ في سوريا. وفي صحيفة الواشطن بوست الأمريكية كتب جوش روجين مقالاً اتهم فيه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتهاون إزاء نظام بشار الأسد، ما سمح له باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا.

وفي القدس العربي كتب إلياس خوري تحت عنوان “ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﻳﻦ”.. إن مشاهد ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻮﻃﺔ ﺩﻣﺸﻖ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﺻﺮﻫﻢ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ، ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺑﻬﺎ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔً ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ.
ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻧﺤﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎً .

ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻛﺴﺮﻩ ﻭﺗﻬﺸﻴﻢ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺪﺍﺣﺔً ﻣﻦ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺃﻱّ ﺟﻴﺶ .
ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﺮﻭﻋﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺋﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ ﻳﻮﻧﻴﻮ عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين، ﻻ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻃﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻮﻃﺔ، ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺗﻪ ﻣﻄﺄﻃﺄ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﺠﺒﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺪﻡ ﺍﻟﻐﻮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻫﻠﻬﺎ.

ﺣﺮﺏ ﺍﺳﺘﻬﻠﻜﺖ جميع ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﻭﻥ ﺑﻼ ﻣﻌﻨﻰ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺇﻻ ﻧﻬﺒﺎً ﻭﺗﺸﺮﻳﺪﺍً ﻭإﺫﻻﻻً ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ .
ﻭﻣﻊ ﺳﻘﻮﻁ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲّ ﺑﺮﻣﺘﻪ، ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱّ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳّﺴﻪ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱّ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻭﻣﻠﻞ ﻭﻧﺤﻞ ﻭﻋﺸﺎﺋﺮ، ﺑﺤﻴﺚ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺞ ﻗﻴﺎﺩﺓً ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﻪ ﻋﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻭﺣﻮﻟﻪ، ﻭﺗﻢ ﺗﺰﻭﻳﺮ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻌﺘﻤﺔ .
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﺄﺱ، ﻧﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً، ﻫﻮ ﺃﻥّ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺴﺮﺓ ﻷﻃﻔﺎﻝ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘّﻴﻪ، ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺇﻃﻔﺎﺀﻫﺎ .
في صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب تحت عنوان “دلالات التصعيد الروسيّ الأمريكيّ في سوريا”..  إن مناخ التوتر غير المسبوق بين روسيا وحلف شمال الأطلسي من أوكرانيا والبلطيق إلى مسارح أخرى في العالم، يمكن أن يترجم بمزيد من اختبارات القوة على الساحة السورية.

بغضّ النظر عن اللهجة العالية والتوتر غير المسبوق بين الطرفين يستبعد الانتقال من الحروب بالوكالة والتقاطعات في المصالح إلى المواجهة المباشرة. لكنّ ذلك يشير إلى خريطة أكثر تعقيداً للصراع في سوريا، حيث توجد قواعد عسكرية وقوات روسية وأمريكية وإيرانية وتركية في بلاد مزّقتها الحرب وتقسّمت إلى مناطق نفوذ ستدور حولها نزاعات لا تؤدي إلى فرض الحلّ الروسي، بل يمكن أن تؤدي إلى نشوب صراعات أوسع تنخرط فيها قوًى إقليمية ودولية.

تتحول الساحة السورية إلى ساحة تصفية الحسابات عشية إعادة انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين، وبعد قرار ترامب ترتيب بيته الداخلي وتركيب فريق عمل متجانس لمواجهة التحديات الخارجية. ويأتي ذلك في ظلّ “تراشق كلاميّ” بين لندن وموسكو على خلفية محاولة تسميم جاسوس روسيّ سابق وابنته داخل بريطانيا ورداً على تصريح وزير الدفاع البريطاني الذي قال: “يجب على روسيا أن تتنحّى وتبتعد وتخرس”، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن الكلمات التي تفوّه بها وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون تشهد على “الانحطاط الشديد لمستوى تفكيره وعقمه الفكري”.

إزاء تطور مسارات الوضع وفي مرحلة “تصفية الحروب السورية”، انتقل النزاع إلى مرحلة متقدمة وأصبح من أكثر المواقع احتداماً في عالم أكثر خطورة. يمتدّ الاستعصاء السوريّ على عدم قدرة روسيا وإيران على فرض أجنداتها وهكذا من دون تعديل ميزان القوى ومن دون حدّ أدنى من الوفاق الدوليّ ستبقى الأبواب موصدةً أمام الحلّ العادل واستعادة سوريا دولةً وكياناً.

في صحيفة الواشطن بوست الأمريكية كتب جوش روجين مقالاً اتهم فيه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتهاون إزاء نظام بشار الأسد، ما سمح له باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا.

وقال الكاتب: إنه على الرغم من أن واشنطن أكّدت في العديد من المناسبات، أنها لن تسمح باستخدام غاز الكلور ضد المدنيين، فإنّ التقارير تؤكّد أن النظام ماض في ممارساته؛ لأنه لم يعد يخشى التهديدات الأمريكية، حيث تم خلال الأسابيع الأخيرة استهداف مدينة سراقب بريف إدلب والغوطة الشرقية بالغازات السامة.

وأضاف، أن إدارة ترامب ليس لديها أيّ خطة لوقف جرائم الحرب في سوريا، والتي كان آخرها في الغوطة الشرقية، ما يجعل مصداقية واشنطن على المحكّ.

ومن غير الواضح، كما يقول الكاتب روجين، إن كانت إدارة ترامب مستعدّةً للقيام بعمل ضد بشار الأسد في وقت هدّدت فيه السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بردّ عسكريّ من طرف ترامب.

ويرى روجين، أن هناك الكثير مما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة، فلقد أقرّ مجلس النواب بالفعل تشريعاً لفرض عقوبات على الأسد بسبب جرائمه باستخدام الأسلحة المحرّمة ضد المدنيين.

وهذا الأمر عرف بقانون “قيصر”، المصوّر العسكريّ السوريّ الذي هرّب خمسةً وخمسين ألف صورة تظهر جرائم التعذيب الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد ضد المدنيين.

ويفضّل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، بوب كروكر، إصدار تشريع بديل بشأن التحقيق بجرائم الحرب السورية، لكنّ ترامب لم يحسم أمره، على الرغم من وجود قانون قديم.

وإذا لم تتحرّك الإدارة الأمريكية حيال ما يجري في الغوطة الشرقية، فإنّ ذلك يعني كارثةً دبلوماسيةً أخرى ترتكبها الولايات المتحدة في إطار مواجهتها ضدّ روسيا وإيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى