ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

يستفيد نظام الأسد من تنامي الصراع الدولي الذي بات أداةً فيه أكثر من أي وقت من أجل إطالة أمد بقائه، فهو يتنقّل في خدمة أجندة الحليفين الروسي والإيراني، أو خدمة أحدهما حين يتعارض هدفه الظرفيّ مع هدف الآخر كما يقول وليد شقير في صحيفة الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني عن “دوافع الانتقام الممنهج في الحرب السورية”. وفي صحيفة بوسطا التركية نقرأ مقالاً لـ هاكان جليك تحت عنوان (عوامل أدت إلى نجاح “غصن الزيتون”).

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب وليد شقير تحت عنوان “حروب سوريا بالواسطة وما بعد الغوطة”.. بإمكان فلاديمير بوتين أن يتخفف من وعده للرأي العامّ الروسي بأنه سيسحب الجزء الأكبر من قواته من سوريا الذي قطعه لهم في كانون الأول (ديسمبر) الماضي قبل الانتخابات الرئاسية بعد أن ضمن المنصب 6 سنوات أخرى.

وأضاف، أن وظيفة الخديعة هذه لم تكن فقط انتخابيةً بل ميدانية. سبق لبوتين أن بشّر بسحب قواته في آذار (مارس) 2016. ثم تمكنت المعارضة من تنفيذ هجمات مدعومة في عدد من المناطق شملت ريف اللاذقية وريف حماة. بعد الخديعة بأشهر بدأ الهجوم والحصار الطويل على شرقيّ حلب لتسقط في يد النظام والروس والإيرانيين أواخر العام نفسه. ثم بدأ مسار أستانة مطلع 2017، والذي أرادته موسكو بديلاً من مسار التفاوض على الحلّ السياسيّ في جنيف، معتمدةً على التباعد بين واشنطن وأنقرة بسبب دعم الأولى للقوات الكردية.

يستفيد نظام الأسد من تنامي الصراع الدولي الذي بات أداةً فيه أكثر من أيّ وقت من أجل إطالة أمد بقائه، فهو يتنقل في خدمة أجندة الحليفين الروسي والإيراني، أو خدمة أحدهما حين يتعارض هدفه الظرفيّ مع هدف الآخر.

وحجة الإرهاب قابلة للاستحضار في أيّ وقت، آخرها تمكّن «داعش» من الانتقال إلى حيّ القدم جنوبيّ دمشق بتسهيلات من النظام، للتغطية على جرائمه في الغوطة.

لكنّ السؤال عمّا بعد الغوطة بات ملحّاً في ضوء التحرش الدائم من الميلشيات الإيرانية بمنطقة درعا التي تشترك واشنطن برعاية وقف النار فيها.

في الشرق الأوسط كتب أكرم البني في مقال له تحت عنوان “دوافع الانتقام الممنهج في الحرب السورية”.. لا يخطئ من يربط الانتقام الذي يحدث في سوريا بتشعّب الصراع وخضوعه لحسابات أطراف خارجية، دولية وإقليمية، تستسهل مقابل مصالحها الضيقة والأنانية استباحة كلّ شيء وتحويل حيوات السوريين إلى مجرد وقود لتسعير تنازعها على التمدد والنفوذ في المنطقة.

وأضاف، أنّ ما يزيد الطين بلةً التحولات التي طرأت على المشهد العالمي مع تنامي ظواهر التعصب والشّعبويّة وعودة مناخات الحرب الباردة، بما هو حضور الصورة النمطية البغيضة لدول كبرى تستهين بمصير البشرية، وتتوسل منطق الغلبة والمكاسرة في المنازعة على الهيمنة والنفوذ من دون أن تقيم اعتباراً لمصالح الشعوب الضعيفة وحقوقها، إلى جانب حضور الصورة المخجلة لمؤسسات أممية مربكة وعاجزة عن أداء واجبها في حفظ السلم والأمن وحماية المدنيين.

وقال: يبقى التفسير الأهمّ هو ربط ذاك النهج الانتقامي بدوافع أيديولوجية، دينيةً كانت أم قومية، تحدوها رؤًى وسياسات غير قابلة للنقد أو المراجعة، يدّعي أصحابها أنها تصلح لكلّ زمان ومكان، فيمنحونها صفة الثبات ويحوّلونها إلى سياسات مقدّسة أو شبه مقدّسة، مسوّغين من أجل نصرتها والدفاع عنها أفظع وسائل العنف والقهر والثأر والترويع.

وبعبارة أخرى، فقد أفضى التنافس السياسيّ المرضيّ على الهويّات الأيديولوجية وصور الالتزام الأعمى بها، إلى تغذية الإحساس بامتلاك حقيقة مطلقة لا يأتيها الباطل، لا من أمامها ولا من ورائها؛ ما شجّع على تسخيف قناعات الآخرين، وخوض المعركة معهم كمعركة وجود أو لا وجود، وتوسّل كلّ ما من شأنه تسعير القتال ضدهم في محاولة ليس فقط لقمعهم وإقصائهم من دورهم في المجتمع، وإنما من الحياة أيضاً.

وفي صحيفة بوسطا التركية كتب هاكان جليك تحت عنوان (عوامل أدّت إلى نجاح “غصن الزيتون” عقب عملية “درع الفرات”)، حقّق الجيش التركي نصراً كبيراً آخر، وسيطر على مئات الكيلومترات في عفرين ومحيطها.

الأمر المفرح في العملية الأخيرة هو أنّ تنظيم وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني انسحب من عفرين من دون المجازفة بخوض معركة كبيرة.

الجيش التركي كان سيدخل عفرين على أيّ حال، لكن كان من الممكن أن تقع خسائر في الأرواح.

رأى التنظيم الإرهابي، أنه لن يستطيع الوقوف أمام زحف القوات التركية والصمود في وجهها، ولهذا غادر عفرين على عجل.

النجاح الأكبر في المرحلة التي وصلتها عملية غصن الزيتون تحقّق على يد القوات المسلحة التركية. ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى الدور المهمّ الذي لعبه جهاز الاستخبارات الوطني في سير العملية.

ومع الاستفادة من المعلومات الاستخبارية المهمة واستخدام المعدّات الحديثة استطاعت القوات المشاركة في العملية الحيلولة دون سقوط ضحايا من المدنيين.

وبالنتيجة، ستواصل تركيا كفاحها المسلح إلى حين زوال التهديدات الإرهابية تماماً، ومن جهة أخرى ستقف إلى جانب شعب المنطقة دون تمييز عرقيّ أو طائفي، عبر مؤسساتها الإغاثية كالهلال الأحمر ووكالة التنسيق والتعاون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى