ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع : 

رقعة الحرب في سوريا تقلصت وباتت محصورة في مناطق محددة وتخضع لاحتياجات تأمين مناطق النفوذ الإقليمي والدولي التي ارتسمت خلال العامين الماضيين كما يقول سلام السعدي في صحيفة العرب. وفي الشرق الأوسط مقال لعبد الرحمن الراشد تحت عنوان “حكومة ترمب للحرب ضد من؟”. ونشرت الغارديان البريطانية تقريراً قالت فيه: إن معركة عفرين أظهرت قوة فصائل الجيش الحر المشاركة في غصن الزيتون.

وفي صحيفة العرب كتب سلام السعدي تحت عنوان سوريا “النزاع على مناطق النفوذ”..  رغم ما يبدو من تصعيد في الأعمال العسكرية في سوريا خلال الشهر الماضي، فإن رقعة الحرب تقلصت وباتت محصورة في مناطق محددة وتخضع لاحتياجات تأمين مناطق النفوذ الإقليمي والدولي التي ارتسمت خلال العامين الماضيين.

هنالك ثلاث مناطق نفوذ رئيسة من المنتظر أن تحظى بقدر من الاستقرار، أو اللاحرب، في وقت قريب. أنشئت تلك المناطق تحت مسمى مناطق خفض التصعيد بعد اتفاق أستانة بين روسيا وتركيا وإيران.

تخضع أولى المناطق لسيطرة النظام السوري وحلفائه، وقد بدأت بالتوسع منذ نحو عامين بوتيرة ثابتة وسريعة. وتبدو منطقة النفوذ تلك بعد اكتمال حدودها متماسكةً وآمنة، ولا تواجه تحديات خطيرةً كما هو حال بقية المناطق.

المنطقة الثانية: هي مناطق شماليّ سوريا المحاذية لحدود تركيا فضلاً عن مدينة إدلب إذا نجحت تركيا بإخراج التنظيمات الجهادية منها.

المنطقة الآمنة الثالثة: هي المنطقة الأمريكية التي تديرها وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال وصولاً إلى دير الزور شرقي البلاد. من الناحية النظرية، تبدو تلك المنطقة مستقرةً وآمنة، ويعود ذلك إلى الحماية الأمريكية.

صحيح أن أنقرة تبدو في حالة توافق وتنسيق تامّ مع روسيا، ولكنها تعلم أن مناطقها تشكل الحلقة الأضعف في مناطق النفوذ الجديدة، إذ لم تسيطر عليها بالقوة وكأمر واقع كما فعلت الولايات المتحدة، بل باتفاق مع روسيا تحديداً.

فيما يتعلق بإيران والنظام السوري، فإن الوجود التركي مؤقت، حيث يعتقدان بإمكانية كسب الحرب واستعادة جميع المناطق التابعة للمعارضة. ولكن لروسيا رأي آخر يقوم إما على رؤية استراتيجية مختلفة لطريقة تسوية الصراع في سوريا، وإما على رؤية تكتيكية تجعلها تنقلب على تركيا في وقت لاحق.

في الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “حكومة ترمب للحرب ضد من؟”..  وقف جون بولتن في احتفال المعارضة الإيرانية وقال للآلاف المحتشدة: سنحتفل معكم في طهران عام 2019. جملة تردد صداها داخل القاعة لكنها لم تحظ بالاهتمام خارجها، لأن قائلها أصبح مجرد سفير سابق، لم تكن عبارته الخطيرة تلك مجرد تفاعل مع حماس المعارضة الإيرانية، بل تعكس قناعاته، وسبق أن عبّر عنها بوضوح شديد قبل ثلاث سنوات في الـ«نيويورك تايمز». كتب مقالاً أثار عاصفةً من الردود: «لنقصف طهران!».

هذا هو مستشار الأمن القومي الذي عينه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلفاً لماكماستر. وبالتحاقه بفريق البيت الأبيض أطلق خصوم إدارة ترمب بأنها «حكومة حرب» بحكم أنها الأكثر عدداً من الجنرالات والمحافظين. المنصب مهم، استحدث مع مطلع الحرب الباردة ويرأس صاحبه جلسات القضايا المهمة بحضور وزراء مثل الخارجية والدفاع، ومكتبه في جناح الرئيس من البيت الأبيض، وهو الذي يقدم ملخصات القضايا للرئيس.

ضغط ترمب الهائل سيزداد على إيران، وعلى القوى والمنظمات المتحالفة معها، في العراق ولبنان وسوريا والسودان واليمن. والأرجح أن تدفع الإدارة بجهودها لتخليص الحكومة العراقية من التسلل الإيراني إلى مؤسساتها وقواتها وأجهزتها الأمنية والمالية، والضغط سيصل إلى لبنان، لتقزيم «حزب الله».

صحيفة الغارديان كتبت تحت عنوان “معركة عفرين أظهرت قوة فصائل سوريا المدعومة من تركيا”.. بعد سلسلة من الخسائر العسكرية التي منيت بها فصائل المعارضة السورية المسلحة، جاءت معركة عفرين، التي شارك فيها الجيش السوري الحر المدعوم من قبل تركيا، لتشكل انعطافةً كبيرةً في تاريخ الحرب السورية، كما أظهرت قوة هذه الفصائل.

قوة الجيش السوري الحر، المدعوم من تركيا والبالغ عدد مقاتليه أكثر من 20  ألفاً، تتنامى ويمكن أن تشكل ورقة ضغط في مفاوضات السلام، ولو انتهت تلك المفاوضات برحيل الأسد، كما يرغب المعارضون، فإن هذا الجيش سيكون قادراً على العمل مع الجيش النظامي لفرض النظام والسيطرة على التراب السوري بالكامل.
يقول مقاتلو الجيش السوري الحر: إنهم نفذوا غالبية أهدافهم بدعم من المدفعية والطيران التركي، فهم مقتنعون بأنهم حققوا نصراً استرتيجياً سيفتح لهم ممراً إلى إدلب القريبة، معقل المقاتلين المرتبطين بـ”القاعدة”.
وبحسب “الغارديان”، فإن فصائل سوريةً أخرى معارضةً للنظام، ترغب في الانضمام إلى الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، وهي فصائل لا ترى أية مشكلة في التوافق مع أنقرة لتلاقي المصالح بسوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى