ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

حدود الدولة العلوية التي عاصمتها دمشق بدأت ترتسم، كذلك ترتسم حدود الوجود الأمريكي في شمال شرقيّ سوريا وحدود الوجود التركي في حلب ومحيطها كما يقول خير الله خير الله في صحيفة العرب. وفي الحياة اللندنية يقول رضوان زيادة: إن المفاوضات عملياً ستنتهي كفكرة حين يسيطر النظام على الغوطة. وفي الشرق الأوسط يتوقع روبرت فورد في مقال له تحولاً في السياسية الأمريكية إزاء سوريا.

وفي صحيفة العرب كتب خير الله خير الله تحت عنوان “شروط لدولة علوية عاصمتها دمشق”.. ما بعد السقوط غير الكامل للغوطة الشرقية في يد النظام السوري، بدعم روسي واضح وإسناد ميليشيوي إيراني، ليس كما قبل هذا السقوط. ماذا سيفعل النظام بانتصاره على أهل الغوطة وتهجير قسم منهم من أرضهم وفي ذهنه إقامة دولة علوية عاصمتها دمشق تمتدّ إلى الساحل السوري؟

سيكون مسموحاً للنظام بإقامة هذه الدولة في حال التزامه شروطاً معيّنة. تبدو روسيا الطرف الوحيد القادر على إجبار النظام وإيران، التي تقف خلفه، على التزام مثل هذه الشروط، التي تعني أوّل ما تعني، توفير ضمانات لإسرائيل من جهة والحدّ من عملية التهجير لأهل السنّة من جهة أخرى.

تبدو المنطقة مقبلةً، انطلاقاً من سوريا، على ربيع وصيف ساخنين. سيكون شهر أيّار – مايو المقبل شهراً محورياً. من يتمعّن في ما يدور على الأرض، يتأكّد من أنّ حدود الدولة العلوية التي عاصمتها دمشق بدأت ترتسم. كذلك ترتسم حدود الوجود الأمريكي في شمال شرقيّ سوريا وحدود الوجود التركي في حلب ومحيطها. من سيرسم حدود الوجود الإيراني في الجنوب السوري؟ لا أحد يستطيع ذلك غير الجانب الروسي الذي قد يجد أمامه مهمّةً مستحيلة في ظل الشروط والشروط المضادة التي يفرضها هذا الوجود، في ظلّ إدارة أمريكية لا تفرّق بين مصالحها ومصالح إسرائيل.

في الحياة اللندنية كتب رضوان زيادة تحت عنوان “المعارضة السورية عند مفترق طرق”.. مع سيطرة النظام بشكل كامل على الغوطة الشرقية تنتهي فكرة المفاوضات عملياً، فالنظام الذي لم يكن مستعداً للمفاوضات خلال لحظات ضعفه، لن يقبل بالمفاوضات الآن وهو يشعر بالنصر الفارغ بعد الغوطة، ولاسيما أن روسيا ستمثل حمايةً دائمة له في مجلس الأمن وفي كلّ المحافل الدولية، تحميه من أية محاسبة دولية ممكنة، وهو ما يضع المعارضة السورية أمام مفترق صعب.

الأبشع من الهزيمة هو قبولها والقبول النفسي بنتائجها، ولذلك أمام الذين هزموا نفسياً من المعارضة السورية أن ينسحبوا فطريق النضال طويل، وربما تكون الهزيمة العسكرية أقساها لكنها لم ولن تكون نهاية الطريق، فالثورة السورية ولدت في أصعب الظروف وستبقى الطريق الوحيد لتغيير نظام حكم يعتقد أنه يمكنه من استمرار حكم السوريين بالقسوة والعنف والقتل والتدمير، يستحق السوريون نظاماً أفضل، وهو لن يتحقق من دون أن تقدم المعارضة خيارات أفضل، وعلى رأس هذه الخيارات أن تقنع السوريين والعالم بأنها تستطيع توحيد صفوفها من دون أجندات خارجية، وأنها تستطيع العمل معاً لإخراج السوريين من أصعب اللحظات في تاريخهم الحديث، فلا أقسى من أن يفقد الإنسان الأمل بالحياة، ويصبح له الموت أكثر راحة وأماناً من العيش على سطح الأرض، ليست هذه سوريا التي نحلم بها، وليست هذه سوريا التي ننتسب إليها.

وفي الشرق الأوسط كتب روبرت فورد تحت عنوان “ماذا يعني تعيين بومبيو وبولتون للشرق الأوسط؟”.. من أولى القضايا التي من المحتمل أن نعاين فيها تحولاً في السياسة الخارجية الأمريكية بعد تعيين مايكل بومبيو وزيراً للخارجية وجون بولتون مستشاراً للأمن القومي هي سوريا. ففي 19 مارس (آذار) الحالي، كتب خبير أمريكي رفيع المستوى معنيّ بالأمن القومي، ويتميز باتصالاته مع مصادر عليمة داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ووزارة الدفاع، مقالاً في صحيفة «واشنطن بوست»، أكد خلاله ضرورة تعزيز واشنطن موقفها في شرقي سوريا، وتقديم الدعم لـ«وحدات حماية الشعب»، الخاصة بالسوريين الأكراد، وأضاف أنه من الضروري وقف روسيا في خضم «التنافس المستعر بين القوى الكبرى» داخل سوريا، وكذلك منع إيران من السيطرة على طريق بري من إيران إلى لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى