ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

بانتهاء موضوع الغوطة، يكتمل أكثر فأكثر رسم مناطق النفوذ، أي يصبح البلد محتلاً بشكل شبه كامل لعدة احتلالات. ولذا، سيتشكل نظام سياسي يضمن مصالح هذه الاحتلالات كما يقول عمار ديوب في العربي الجديد. وحول الموضوع نفسه نشرت القدس العربي مقالاً لصبحي حديدي. بينما نشرت الشرق الأوسط مقالاً لـ فيتالي نعومكين تحدث فيه عن نشاط روسي قادم في الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا خصوصاً بعد إعادة انتخاب فلاديمير بوتين.

وفي العربي الجديد كتب عمار ديوب تحت عنوان “روسيا ومعركة دمشق وغوطتها”.. بانتهاء موضوع الغوطة، يكتمل أكثر فأكثر رسم مناطق النفوذ، أي يصبح البلد محتلاً بشكل شبه كامل لعدة احتلالات. ولذا، سيتشكل نظام سياسي يضمن مصالح هذه الاحتلالات، أي أن النقاش الذي يقول: إن النظام انتصر خاطئ؛ فمن انتصر هي الاحتلالات، والنظام أو بقايا الفصائل سيعملان وفقاً لمشيئة هذه الاحتلالات. وباستخدام الأخيرة العنف المطلق لسحق الثورة، تكون قد قدمت تحذيراً مسبقاً لأية حركات وطنية مناهضة لها في المستقبل. طبعاً الصمت الدولي عن تهجير مناطق الثورات، ومنذ 2012 يوضح السياسات الاستعمارية ضد الثورات الشعبية، وتفكيك أية روابط مجتمعية، وتعميق الفجوات بينها لصالح تثمير الهويات الطائفية والقبلية والإثنية والصراعات القومية، كما الحال بين الكرد والعرب وسواهما.

في القدس العربي كتب صبحي حديدي تحت عنوان “مجتمع الغوطة الشرقية: بين الشيخ العميل والثائرة المحجبة”.. ليست آخر أحزان أهل الغوطة الشرقية حكاية الشيخ بسام دفضع، العضو السابق في المكتب الشرعي لـ”فيلق الرحمن»، والذي اتضح أنه كان عميلاً للنظام السوري منذ 2011.

وأضاف، أنه من جهة أخرى فإن في الغوطة الشرقية مئات الحكايات الأخرى، الملحمية بامتياز، والتي واصلت صناعة الحياة في قلب الأنواء المفتوحة على جميع الويلات، من حصار التجويع والدواء إلى القصف بالأسلحة الكيميائية، ومن طائرات فلاديمير بوتين إلى قذائف علي خامنئي وتابعه حسن نصر الله.

وقال: يعود أمثال الشيخ العميل إلى أحضان سادته في أجهزة النظام، ضحايا المخاطر ذاتها، شاؤوا أم أبوا؛ فإن مجتمع الغوطة الشرقية كان، وهكذا يظل، صورةً واحدةً من عشرات الصور التي تشكل بانوراما اجتماع سوريا الذي انتفض ضد نظام الاستبداد والفساد والوراثة والتبعية؛ والذي لن يرتد البتة إلى وراء، وباتت إعادة إنتاجه إلى ما قبل 2011 ضرباً من محال مطلق.

في الشرق الأوسط كتب فيتالي نعومكين تحت عنوان “سوريا والشرق الأوسط في الولاية الرابعة”.. إن سياسة روسيا الشرق أوسطية ستصبح أكثر نشاطاً وإبداعاً. ورغم احتدام الخلافات أحياناً حول بعض القضايا، يمكن التنبؤ بتطور علاقاتها مع دول المنطقة في خط بياني متصاعد، مع أنه متعرج وليس مستقيماً.. لماذا؟

أولاً: لأنه، وخلافاً للتوقعات، صوت لصالح الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية (التي لم يكن بمقدور أحد من المراقبين الدوليين التشكيك في شفافيتها) نسبة عالية للغاية من الناخبين؛ 76.69%.

ثانياً: التفاقم الحاد للأزمة في العلاقات بين العواصم الغربية وموسكو يدفع الأخيرة للتوجه إلى الجنوب وإلى الشرق؛ إلى أحضان الشركاء الآسيويين.

ثالثاً: روسيا ودول الشرق الأوسط مهتمون بالتصدي للتحديات والمخاطر المشتركة، التي من بينها الإرهاب الدولي وهبوط أسعار النفط.

رابعاً: جميع دول المنطقة بحاجة ماسة لتنويع علاقاتها السياسية والاقتصادية الخارجية، لأنه من خلال تجربتهم الخاصة فهموا المخاطر المتعلقة بهيمنة لاعب قوي وحيد.

وفيما يخص الحل السياسي في سوريا، فإن هناك قمةً جديدةً لرؤساء روسيا وإيران وتركيا ستعقد في 4 أبريل (نيسان)، في تركيا، وعلى الأمم المتحدة أن تعمل على أساس مساهمات الدول الثلاث الضامنة في التوصل لأن تكون تشكيلة اللجنة الدستورية التي تم إعلانها في مؤتمر سوتشي كاملة الشمولية والتمثيل، من ناحية مشاركة جميع فئات وشرائح المجتمع السوري الإثنية والدينية والسياسية وعندما يتم تشكيل اللجنة الدستورية، سيفتح الطريق أمام عملية سياسية واسعة ستضع بدورها نهايةً لهذه الأزمة الدموية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى