في الذكرى الأولى لثاني أكبر هجوم كيماوي بسوريا…مدنيون لم ينسوا اليوم الأصفر

خاص – راديو الكل

عام مرّ على ثاني أكبر هجوم باستخدام الغاز الكيميائي في سوريا، الهجوم الذي استخدمت فيه طائرات النظام غاز السارين السام والمحرّم دولياً ضد أطفال أبرياء، أكبر أحلامهم الحصول على وجبة طعام، في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.

كان يوما أصفر في مدينة خان شيخون، قتل فيه نحو 104 مدنيين من بينهم عشرات الأطفال، إضافة إلى إصابة قرابة 400 آخرين بحالات اختناق، هي مجزرة مماثلة للهجوم الكيميائي على الغوطتين الشرقية والغربية الذي نفذه النظام أيضاً في آب العام 2013، وراح ضحيته أكثر من 1500 مدني جلهم أطفال، من دون أن تقطر منهم نقطة دم.

وأجرى راديو الكل حديثاً مع بعض الناجين من مجزرة الكيميائي، ومن بينهم العامل في الدفاع المدني أنس دياب، الذي أوضح لنا كيف تم علاجه بعد استنشاق الغاز أثناء محاولته إسعاف المدنيين، إذ ظهرت عليه أعراض مثل ألم في الرأس وعدم وضوح بالرؤية، مشيراً أن الأعراض استمرت أكثر من 15 يوماً وخاصة حرقة العينين ونقص النظر.

وقال مراسل وكالة “قاسيون” عبد القادر البكري: إنه توجه إلى النقطة الطبية ومركز الدفاع المدني في خان شيخون لتغطية أحداث المجزرة بعد تلقيه رسائل على تطبيق “الوتس أب” بتعرض المدينة لقصف بالغازات السامة، كما توجه إلى تصوير مكان سقوط الصاروخ المحمل بغاز “السارين”، موضحاً أن أعراض التسمم ظهرت عليه ليتم إسعافه إلى النقطة الطبية.

كما تحدث راديو الكل مع مدنيين فقدوا بعضاً من أقاربهم وشهدوا المجزرة، مثل عبد الحميد الذي فقد زوجته وطفليه التوءم من جراء القصف بالكيميائي، معبراً عن أمله في محاسبة رأس النظام.

وأجمع معظم الأهالي، على أن روسيا تمنع محاسبة النظام، وتستخدم حق النقض “الفيتو” لوقف تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ضد جرائم الحرب التي ارتكبها في سوريا.

وأكد محمد أبو عبدو أحد أهالي مدينة خان شيخون في حديث إلى راديو الكل، أن روسيا منعت محاسبة النظام. مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه المجازر التي ارتكبتها قوات النظام ضد المدنيين.

ورأى “أبو عدي” مدني آخر من خان شيخون، أن روسيا تحمي النظام، حيث تستخدم حق النقض “الفيتو” لتمنع إقرار أي عقوبات بحقه، كما طالب المعنيين بمحاسبته وإدانته على المجازر التي ارتكبتها قواته.

أما عبد الوهاب الذي شهد المجزرة أيضاً، فأكد عدم وجود قوة إقليمية قادرة على محاسبة النظام المدعوم من قبل روسيا وإيران، بعد ارتكابه مئات المجازر بحق المدنيين.

من جانبه، قال محمود أبو سليمان: إن القصف الأمريكي لمطار الشعيرات لم يكن كافياً، لوقف النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية، معتبراً أن استخدامه الكيميائي بشكل متكرر من دون تلقي أي عقوبات، جعله غير مبال.

عبير القاطنة في مدينة خان شيخون، عبّرت عن أمنيتها بأن يحاسب النظام على ارتكابه مجزرة الكيميائي، معتبرة أن حماية روسيا له تعطيه الضوء الأخضر لارتكاب المزيد.

كذلك، أكد أبو أحمد أحد أهالي المدينة، أن النظام لن يحاسب مع استمرار روسيا في استخدام الفيتو لحمايته، مشيراً إلى وجود “تفاعل دولي” بشأن مجزرة خان شيخون، لكن من دون أي جدوى.

وقال علاء من خان شيخون: إن النظام لن يحاسب، لأن جرائمه كثيرة وليست مقتصرة على الكيميائي، من التهجير والقصف والحصار وغيرها.

وكانت اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنتا أن “غاز السارين” استخدم بالفعل في الهجوم على مدينة خان شيخون، حيث اتهمت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة نظام الأسد بتنفيذ الهجوم، كما قصفت واشنطن مطار الشعيرات العسكري بريف حمص التابع للنظام، بـ 59 صاروخ “توماهوك”، في ضربة هي الأولى من نوعها ضد الأخير، والتي جاءت بأمر من الرئيس دونالد ترامب.

وللحديث عن الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون في الذكرى الأولى له، أجرى راديو الكل مقابلات مع:

“علاء اليوسف” أحد المصابين في مجزرة الكيميائي بخان شيخون

محمد قطيني شاهد على مجزرة كيميائي خان شيخون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى