ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ وكالات

يبدو السؤال الأكثر إلحاحاً عند السوريين هو: هل سيتم تقسيم سوريا بحسب مناطق النفوذ الدولية الراهنة؟ وإذا تم هذا التقسيم بذريعة كونه واقعاً يصعب تجاوزه، فهل سيكون مرحلياً مؤقتاً كما يقول رياض نعسان آغا في صحيفة الاتحاد. وفي الجريدة الكويتية مقال لصالح القلاب تحت عنوان “سوريا.. الحرب ستلد أخرى!”. وتحدثت صحيفة “فزغلياد” الروسية في مقال لها عما وصفته بالحلف الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران.

وفي صحيفة الاتحاد كتب رياض نعسان آغا تحت عنوان “أسئلة حول مستقبل سوريا”.. يتفق العالم على أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل سوريا، هذا ما تؤكده جميع البيانات والتصريحات، وأما ما يؤكده الواقع، فهو أن السوريين باتوا أيتاماً على مائدة العالم، ينوب عنهم الآخرون في رسم مستقبلهم، وحتى النظام ذاته الذي هبّ العالم جلّه للدفاع عن بقائه، بات هامشياً يترقب ما سيصدر من قرارات دولية تحدد مستقبله ومصيره، وينتظر ما سيبلّغه به الروس وأحياناً الإيرانيون عن نتائج مفاوضاتهم مع المعارضة المسلحة في العديد من الجبهات الساخنة، ويكتفي النظام بالتعبير عن الفخر والاعتزاز بانتصارات الروس والفرس على شعبه، ويزعم أنه هو المنتصر.

يبدو السؤال الأكثر إلحاحاً عند السوريين هو: هل سيتم تقسيم سوريا بحسب مناطق النفوذ الدولية الراهنة؟ وإذا تم هذا التقسيم بذريعة كونه واقعاً يصعب تجاوزه، فهل سيكون مرحلياً مؤقتاً ريثما يتم وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ للعودة إلى المفاوضات، ومتابعة البحث عن دستور والتهيئة لانتخابات بحسب ما اتفق عليه الرئيسان ترامب وبوتين في فيتنام؟ وهل يمكن أن تعود سوريا إلى مرحلة استقرار بوجود الأسد رئيساً مع تقديم الاعتذار له عما سبب له الشعب السوري من إزعاج؟ أعتقد أن إيران فقط بوصفها دولةً تعيش على الأوهام والأساطير الدينية تستطيع الاقتناع بأن هذا ممكن، وبأن مزيداً من قهر الشعب السوري واضطهاده يجعلانه يعود إلى حظيرة الطاعة مذعناً، لكنّ الروس يدركون أن هذا محال، والأمريكان مثلهم بارعون في تغيير الوجوه، وأما الشعب السوري فلم يعد لديه ما يخسره، وسيبقى مستمراً في ثورته التي ستعود سلميّة، ولن يتمكن أعداؤها من إلباسها عباءة الدين والعبث بها مرة أخرى. ما ندعو إليه هو الحفاظ على الدولة السورية بوصفها كياناً متعدد البنى والوظائف، وليست مجرد نظام حكم طائفيّ مستبد، والحفاظ على الدولة هو حفاظ على استقلالها وحدودها وسيادتها وعلى حرية شعبها التي يرفضها النظام.

في الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “سوريا… الحرب ستلد أخرى!”.. من الواضح أنه حتى الآن، وربما على المدى البعيد، من غير المتوقع أن يستعيد نظام بشار الأسد، سيطرته لا على جميع الأراضي السورية ولا على معظمها، وأيضاً ولا على نصفها أو ربعها، طالما أن الروس يسيطرون على جزء كبير منها، وأن الإيرانيين لهم حصة مجزيّة، وكذلك الأتراك والأمريكيون، وطالما أن المعارضة المعتدلة الحقيقية والفعلية لا يزال لها وجودها ليس في إدلب فقط وإنما في الجبهة الجنوبية وفي شرق الفرات وفي غربه وفي حلب… وأيضاً في حمص وحماة، وهذا يعني أن الأبواب لا تزال مفتوحةً على جميع الاحتمالات، وأن هناك حروباً قادمةً كثيرة طالما أن جميع المعطيات تشير إلى أن كلّ حرب ستلد حرباً جديدةً أخرى.

وعليه وبما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تراجع، تحت ضغط كبار “صقور” إدارته عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، فإن هذا يعني أننا بانتظار معادلة جديدة في هذا البلد، وأن الأيام المقبلة ستشهد تحولات كثيرة، خاصة وقد ثبت، خلافاً لتوجهات باراك أوباما، أن الشرق الأوسط لا يزال يشكل منطقة مصالح حيوية “استراتيجية” للولايات المتحدة ولدول الاتحاد الأوروبي وبالطبع لبريطانيا، وهذا يعني أنه لن يسمح للروس بالاستفراد في هذه المنطقة، وحتى إذا استجدت ضرورة للجوء إلى القوة العسكرية.

وكتبت صحيفة “فزغلياد” الروسية، أنه “يجب أن تتحول علاقات الحلف الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران إلى ضمانة للسلام في سوريا، فضلاً عن تعزيز موقف روسيا في المنطقة ككل.

وقالت الصحيفة: “إن التحرك نحو تنفيذ هذه النقاط سيساعد روسيا على تعزيز موقفها في الشرق الأوسط، وتوطيد علاقات روسيا مع بعض بلدان المنطقة، كما سيعزز دورها بصفتها بلداً قادراً على حل النزاعات والصراعات الإقليمية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى