ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

السكوت عما تفعله الأنظمة الثلاثة في سوريا سيجعل جميع مدن المنطقة مفتوحةً للقتل بالغازات مع توسع الحروب وبرودة ردود فعل العالم حيالها كما يقول عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط. وفي صحيفة الحياة كتب حازم صاغية تحت عنوان “الكلام الكيماوي”.. ضرب أهل دوما، وسوريّون غيرهم، بالكلام الكيماوي قبل أن يضربوا بالسلاح الكيماويّ. وفي الواشنطن بوست مقال يتحدث عن أن البنتاغون تجاهل قرار ترامب وواصل مهمته في سوريا.

وفي الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “قتل الناس مثل الحشرات في سوريا”.. هذه ليست المرة الأولى، ولا الثانية ولا العاشرة، التي يرشّ فيها أهالي المدن ويخنقون مثل الحشرات بالغازات الكيميائية.

إن لم تكن حياة آلاف السوريين بذات قيمة عند الذين يتفرجون بلا مبالاة، فإن العالم كلّه في خطر من هذه السوابق التي أصبحت عملاً مألوفاً ومقبولاً بالسكوت عنه وعدم محاسبة المجرمين. السكوت عما تفعله الأنظمة الثلاثة في سوريا سيجعل جميع مدن المنطقة مفتوحةً للقتل بالغازات مع توسع الحروب وبرودة ردود فعل العالم حيالها.

المشكلة ليست في توافر الأدلة، وهي كثيرة، وليست في المجرمين الأنظمة الثلاثة، بل في المجتمع الدولي ومؤسساته الذي صار يتجاهل وبشكل خطير سلوك المجتمع الدولي الغريب تجاه جرائم عادةً يعتبرها هجوماً عليه وخطراً على الجنس البشري. جرأة الأنظمة الثلاثة، السوري والإيراني والروسي، على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا والسكوت عنها، تشجع حكومات وتنظيمات في اللجوء إليها لأنها سلاح رخيص وسهل وفعال ومرعب نفسياً.

في صحيفة الحياة كتب حازم صاغية تحت عنوان “الكلام الكيماوي”.. ضرب أهل دوما، وسوريّون غيرهم، بالكلام الكيماوي قبل أن يضربوا بالسلاح الكيماويّ.

الكلام الكيماويّ له أشكال كثيرة: حين سكّ تعبير «سوريا المفيدة»، وحين وصف نزوح النازحين بأنّه يجعل الشعب أكثر تجانساً، وحين نعتت أكثريّة السوريّين بـ «الإرهاب» و «التكفير» و «الإسلاميّة»… هذا كلّه كان كلاماً كيماويّاً.

إنّه يقوم على نوع من التبويب الماهويّ الذي تكون تتمتّه القتل، مؤدّى هذا المنطق: أنتم فئران وحشرات، وللفئران والحشرات علاج واحد: الرشّ بالكيماويّ. أهميّة هذا العلاج تتضاعف حين تعاند الحشرة رافضةً أن تستسلم: حشرة وترفض؟ إذاً، فليكن الكيماويّ مضاعفاً.

طبعاً سيكون من المبالغة، أن نفترض امتلاك النظام الأسديّ المتهافت تماسكاً خرافيّاً من النوع النازيّ أو الشيوعيّ. لكن ليس من المبالغة النظر إلى عقل ذاك النظام بوصفه جمعاً لنتف مبعثرة من الخرافتين الفاشيّة والشيوعيّة. وليس مصادفة أنّ القوى والأحزاب المتفرّعة عن هاتين الخرافتين، والتي لا تزال مقيمةً فيهما، تلتقي عند تأييد بشّار الأسد وسياساته الكيماويّة.

لقد حوّل الأسدان سوريا إلى سجن، والسجن الأسديّ نصف الطريق إلى موت السجين. في موازاة ذلك، أسّست لغة «الوحدة والحرّيّة والاشتراكيّة» قاعدة صواريخ لغويّة ومفهوميّة ينطلق منها اليوم الكلام والفعل الكيماويّان سواءً بسواء. هذان ليسا شيئين منفصلين. إنّهما الشيء عينه.

من جانبها، نقلت صحيفة واشنطن بوست في مقال لها تحت عنوان “البنتاغون يتجاهل قرار ترامب ويواصل مهمته في سوريا” نقلت عن مسؤولين عسكريين في وزارة الدفاع (البنتاغون) قولهم: إن مهمة قوات بلادهم في سوريا ضد تنظيم داعش ستتواصل، على الرغم من قرار الرئيس دونالد ترامب بسحبها.

وبحسب الصحيفة، فإن قادة القوات الأمريكية يدرسون إمكانية دفع عناصر التنظيم للخروج من جيب صغير ما زال يسيطر عليه شرقي سوريا، وضمان عدم قدرته على شن هجمات ضد الولايات المتحدة.

ومن غير الواضح كيف سيعمل الجيش على التوفيق بين رؤيته وقرار ترامب الذي أعلن، الأسبوع الماضي، نيته “سحب القوات من سوريا وإعادتها إلى أرض الوطن (الولايات المتحدة).. لقد حان الوقت لفعل ذلك”.

وفي تقرير نشر مؤخراً لمؤسسة أبحاث أمريكا الجديدة، حذر المحللان “ديفيد سترمان” و”نيت روزنبلات” من أن تراجع الجيش الأمريكي عن مقاتلة تنظيم داعش “سيسمح له بالعمل مرةً أخرى داخل المناطق التي فقدها، وتجنيد متمردين جدد”.

في حين، يرى أنتوني كوردسمان، المسوؤل السابق في البنتاغون، والباحث حالياً في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أنه من غير المرجح أن تعمل روسيا بصفتها قوة استقرار لمنع عودة تنظيم داعش من جديد.

وقال: إن “روسيا تؤدي عمل المفسد بشكل رائع”، محذراً من أن خروج القوات الأمريكية يؤدي إلى تجميع مقاتلي تنظيم “داعش” أنفسهم من جديد، ومن الممكن أن يشنوا هجمات على مناطق غربيّ العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى