واشنطن تطلب التصويت على مشروع قرار حول مجزرة دوما وتوقعات باستخدام روسيا الفيتو

نيويورك ـ راديو الكل

تصاعدت حدة التصريحات الغربية إزاء مجزرة الكيميائي التي قام بها النظام في دوما بالتزامن مع دعوة الولايات المتحدة مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار أمريكي يدين المجزرة ويطلب تشكيل آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة في وقت توقّع فيه خبراء أن يستخدم الروس الفيتو ضده، ما يعطي ذريعةً لشن عمل عسكريّ ضد النظام.

وأكدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أن بلادها ستردّ على الهجوم الكيميائي في دوما مهما كان موقف مجلس الأمن، ودعت إلى التصويت اليوم على مشروع قرار أمريكيّ بشأن فتح تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا.

وقالت هايلي، في كلمة ألقتها خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا: إن مجلس الأمن قد فشل، العام الماضي، في معاقبة النظام لمهاجمته خان شيخون بالكيميائي، بسبب استخدام روسيا حقّ النقض “لإنقاذ الأسد”. وأضافت، أن الولايات المتحدة ستردّ على “الهجوم المميت في دوما بغض النظر عما إذا كان مجلس الأمن الدولي سيتصرّف أم لا”.

وتابعت: “وصلنا إلى اللحظة التي يجب على العالم أن يرى فيها أن العدالة تتحقق.. سيسجل التاريخ ذلك إما كلحظة قيام مجلس الأمن بواجبه أو فشله التامّ والكامل في حماية الشعب السوري”.

وأضافت هايلي: “النظام الروسي مسؤول عن السماح لنظام الأسد بقتل المدنيين.. وقوات النظام تستخدم المعدّات الروسية” لقتلهم، متعهدةً بأن تقوم بلادها بعمل دؤوب من أجل الكشف عن الجهة المسؤولة عن الواقعة، واصفةً الأطراف الواقفة وراءها بالـ”وحوش”.

ودعت هايلي مجلس الأمن إلى تشكيل آلية جديدة، مهنية ومستقلة، على الفور للتحقيق في الهجمات الكيميائية بسوريا، مشيرةً إلى أن البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة قد وزعت على أعضاء المجلس مشروع قرار يطالب بضمان الوصول الإنساني غير المحدود إلى دوما.

وقال مندوب فرنسا، فرانسوا ديلاتر: “نعلم أن السلطات الروسية قد أكدت عدة مرات أن قواتها المسلحة موجودة في الغوطة الشرقية على الأرض وفي الجو.. ولا تقلع أيّ طائرة من دون إبلاغ الروس بذلك. إن تلك الهجمات نفّذت إما بموافقة صامتة أو واضحة من روسيا، وإما رغم معارضتها ووجودها العسكري هناك”.

من جانبها، قالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس: “نفضّل البدء بتحقيق ملائم، فيما يشتبه بأنه هجوم بالأسلحة الكيميائية، لكننا سنظلّ على اتصال مع أقرب حلفائنا الولايات المتحدة وفرنسا“، مضيفةً أن كل الخيارات مطروحة”.

وقال ريتشارد غوان خبير الأمم المتحدة من المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية: إن “مشروع القرار الأمريكي هو فخ للروس الذين لن يكون أمامهم من خيار سوى التصويت بالفيتو”.

وأضاف، أن ذلك “قد يعطي الولايات المتحدة وربما فرنسا ذريعةً لشن عمل عسكري”، مشيراً إلى أن “جميع الأطراف تعرف ما يحدث والروس يتوقعون بالفعل عملاً عسكرياً أمريكياً بسبب الغوطة منذ مدة”.

وقال مندوب روسيا بعد الاجتماع: “أخشى أنهم يسعون أكثر إلى الخيار العسكري الذي هو خيار شديد الخطورة”. وأضاف أن هذا الخيار “خطر ليس على سوريا فحسب وإنما على العالم وعلى السلم والأمن الدوليين”.

وينص مشروع القرار الأمريكي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، على تشكيل “آلية تحقيق مستقلة تابعة للامم المتحدة” (يونيمي) بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، يكون تفويضها صالحاً مدة عام قابل للتجديد.

ويشبه المشروع الجديد مشروعاً آخر قدّمته واشنطن في آذار/ مارس الماضي ورفضته روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى