ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

مجزرة الكيميائي في دوما وضعت الغرب عموماً، والولايات المتحدة وفرنسا خصوصاً، أمام تحدي الردّ عليها، أو الاستمرار في سياسة الإفلات من العقاب التي دشنها الرئيس الأمريكيّ السابق باراك أوباما كما يقول عمر كوش في العربي الجديد. ونشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن استعدادات بريطانية لاستهداف النظام. ووصفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية سياسة واشنطن في الشرق الأوسط بأنها فوضى غير مترابطة.

وفي العربي الجديد كتب عمر كوش تحت عنوان “ما وراء مجزرة الكيميائي في دوما”.. تضيف مجزرة الكيميائي الجديدة التي ارتكبها النظام الأسدي بحق المدنيين المحاصرين في مدينة دوما جريمةً جديدةً إلى سجل هذا النظام وحلفائه الحافل بالمجازر المرتكبة بحق غالبية السوريين.

“الإدارة الأمريكية أمام موقف حرج، يستوجب عليها الحفاظ على هيبتها، وهو أمر عكسته تغريدات ترامب”، ويتعلق بشأن حجم التحرك الأمريكي حيال نظام الأسد، وهل سيكون الردّ مماثلاً للرد على مجزرة الكيميائي في خان شيخون، أم سيكون أقسى وأقوى، ويترك أثراً قوياً على نظام الأسد الإجرامي؟.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي يحاول أن يجد لفرنسا موطئ قدم في سوريا، فقد اختار الانفصاليين فيها، ظناً منه أن ذلك سيعيد أمجاد الامبريالية الفرنسية الغابرة، لكنّ الأجدى بالنسبة إليه أن يحترم تعهداته وتهديداته بضرب النظام إذا قام بهجمات “كيماوية مميتة”، وكأنّ الهجمات المميتة بالأسلحة الأخرى، كالبراميل المتفجرة والصواريخ وسواهما لا تعنيه، وإن حصدت أرواح مئات آلاف السوريين.

غير أن مجزرة الكيميائي في دوما وضعته أيضاً أمام حرج واختبار قويين، فإما أن يتحرّك أو أن يضع رأسه في الرمال كالنعامة، ويغضّ النظر عما قاله في أكثر من مناسبة بلغة تهديد ووعيد مشروطة، بينما يكشف واقع الحال أنه سينتظر موقف الإدارة الأمريكية، كي يبني موقفه بناءً على موقفها، بوصفه عاجزاً عن التحرك بمفرده، بعكس ما ادّعى.

وفي مطلق الأحوال، وضعت مجزرة الكيميائي في دوما الغرب عموماً، والولايات المتحدة وفرنسا خصوصاً، أمام تحدي الردّ عليها، أو الاستمرار في سياسة الإفلات من العقاب التي دشنها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حين اتبع نهجاً من المقايضة، قضى بتسليم النظام المجرم أسلحته الكيميائية، مقابل الإفلات من العقاب على الجريمة التي ارتكبها في مجزرة غوطتي دمشق في الحادي والعشرين من شهر أغسطس/ آب 2013، الأمر الذي جعل النظام يتمادى في جرائمه ضد غالبية السوريين.

ونشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن استعدادات بريطانية لاستهداف نظام بشار الأسد على خلفية استخدامه السلاح الكيميائي ضد المدنيين في دوما.

ونقلت الصحيفة، عن مصدر مطلع أنه تجري التحضيرات من قبل القوات المسلحة البريطانية لمجموعة من الخيارات العسكرية، وذلك لمشاركة الولايات المتحدة بالعمل العسكري الذي يستهدف نظام بشار الأسد.

وقالت الصحيفة: إن القادة العسكريين البريطانيين، تلقّوا تعليمات للتجهيز لعمليات عسكرية موسعة ضد (الأسد) رداً على فظاعات الغازات السامة التي نفّذها الدكتاتور.

وقالت المصادر للصحيفة: إن أيّ ردّ بريطاني سوف يتم بالمشاركة مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى. وأضاف المصدر أن ذلك “لن يحدث قريباً” قائلاً: “مازال الوقت مبكراً، مع ذلك لدينا الإمكانيات للتصرف على الأرض. مستعدون للاستخدام عند الحاجة، مع ذلك ما زال الأمر في مراحله الأولى”.

ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الهجوم الذي وقع مؤخراً ضد المدنيين في دوما، والذي أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، على أنه “هجوم بربري”، كما رفضت استبعاد أيّ ردّ عسكري يستهدف النظام.

وقالت (ماي) في معرض حديثها عن سوريا: “نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لتقويم ما حدث”. وأضافت: “نعمل أيضاً مع حلفائنا حول أيّ إجراء ضروري”.

وبحسب الصحيفة، فقد حثّ أعضاء بارزون في البرلمان البريطاني، رئيسة الوزراء على توجيه ضربة عسكرية. وقالت وزيرة التنمية الدولية السابقة بريتي باتيل في تغريدة لها: “أصبحت سوريا ساحة معركة بالوكالة يضاف إليها عمل بربريّ آخر يقوم به الأسد المدعوم من الروس والإيرانيين”. مضيفة: “لا يجب على قادة العالم أن يقولوا هناك حاجة لعمل أقوى ما لم يتدخلوا للتصرف. لقد أصبح التقاعس وصمة عار على إنسانيتنا جميعاً”.

من جانبها، وصفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بأنها فوضى غير مترابطة، وتسير من سيئ إلى أسوأ.

وأوردت المجلة في مقال للباحثين ديريك كوليت وإيان غولدنبيرغ، أن الخبراء والمراقبين وقادة الدول الحليفة في الشرق الأوسط هلّلوا العام الماضي لضرب سوريا بصواريخ توماهوك باعتباره نقطة تحول في سوريا، لكنهم كانوا مخطئين. وأضافا أن الخبراء افترضوا أن تلك الضربة تدشّن عصراً جديداً من القيادة الأمريكية في المنطقة، لكنها لم تكن كذلك.

وقالا: إن نهج ترمب في الشرق الأوسط هو ترقيع غير عادي يجمع بين سياسات الرئيس الأمريكي الديمقراطي السابق باراك أوباما، خاصة الحرب ضد تنظيم داعش والتردد في استخدام القوة ضد نظام الأسد، والسياسات الخارجية التقليدية للجمهوريين (تجاه إيران وإسرائيل)، وهو نهج لن يقود إلى أي وجهة كما لا يفيد المصالح الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى