ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

فظاعة منظر ضحايا الهجمات الكيميائية في سوريا التي يرتكبها النظام جعلت الرئيس دونالد ترامب يصف بشار الأسد وصفاً مقذعاً كما تقول رندة تقي الدين في صحيفة الحياة. وكتب خير الله خير الله في صحيفة العرب: إن الضربة الأمريكية المرتقبة ضد النظام لا تعني انتهاء مهمته. ونشرت الشرق الأوسط مقالاً لـ إيلي ليك تحت عنوان “تغيير مسار السياسة الأمريكية في سوريا”.

وفي الحياة اللندنية كتبت رندة تقي الدين تحت عنوان “هل توقف ضربة أمريكية – فرنسية لسوريا وحشية نظامها؟”..  فظاعة منظر ضحايا الهجمات الكيميائية في سوريا التي يرتكبها النظام جعلت الرئيس دونالد ترامب يصف بشار الأسد وصفاً مقذعاً، ويتلقى من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالين خلال 48 ساعة لتنسيق المواقف إزاء الهجوم الوحشي الكيميائي على دوما.

واللافت أن القيادات الثلاث الروسية والنظامية والإيرانية تتسابق في نفي استخدام النظام السلاح الكيميائي، في حين أن جميع الصور تؤكد ذلك. فإذا ضربت الولايات المتحدة وفرنسا قواعد عسكريةً للنظام فلن يرتدع النظام من الاستمرار مع الدعم الإيراني والروسي في تخريب البلد والمنطقة.

ولسوء الحظ أصبح الحلّ الوحيد في يد القيادة الروسية التي لا تتردد من إبقاء قواتها في سوريا طالما سلّمها الأسد مفتاح البلد.

الحل هو في التوصّل إلى توافق أمريكي- روسي على وضع جديد في سوريا يضمن انتقالاً من دون الأسد، ولكن، لا أحد يثق بالسياسة الأمريكية؛ لأنها منحازة كلياً لما تريد إسرائيل التي حرصت دائماً على حماية حكم آل الأسد، وهذا لا يدفع إلى التفاؤل بمستقبل سوريا، لأن الحل معضلة والديموقراطيات لن تتدخّل عسكرياً للتصدي لإيران وروسيا، والهيمنة ستبقى للقوة على الأرض من دون حلّ نهائي.

من جانبه، رأى الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله في مقال له في صحيفة العرب، أن مهمّة نظام الأسد مازالت مستمرةً بعد. ولن تنتهي إلا في اليوم الذي تتمّ فيه عملية تقاسم النفوذ والحصص بين الموجودين حالياً على الأرض، وقال: إن الضربة الأمريكية المرتقبة ضده، لا تعني انتهاء مهمته.

واستدرك خير الله بقوله: عاجلاً أم آجلاً ستكون هناك نهاية رسمية للعبة النظام، هذه لعبة استمرّت أكثر بكثير مما يجب، لم تعد من مهمة أمام بشّار الأسد سوى تأمين الانتهاء من سوريا، يتبين في كل يوم أن النظام لن يعلن خروجه نهائياً من دمشق قبل التأكد من أنه لم يعد هناك حجر على حجر في سوريا. إما “سوريا الأسد” أو لا سوريا على الإطلاق، هذا كل ما في الأمر. هذا نظام سلّم الجولان إلى إسرائيل ورفض استعادة الهضبة المحتلّة؛ لأنه لا يريد البحث عن السلام في المنطقة.

واعتبر أن حكومة النظام، حصدت ما زرعته طوال نصف قرن وأكثر، زرع الابتزاز وحصد الدمار. ثمن ما فعله تدمير كامل لسوريا ونصف قضاء على لبنان الذي اختلّ فيه التوازن، وصولاً لتحكّم ميلشيا بالدولة اللبنانية ومفاصلها.

في الشرق الأوسط كتب إيلي ليك تحت عنوان “تغيير مسار السياسة الأمريكية في سوريا”.. إن كان الماضي هو استهلال لأي شيء، فينبغي أن نتوقع ضربةً أمريكيةً مرتقبةً في أقرب وقت ممكن ضد المطارات السورية.

وقبل أكثر من عام بقليل، هاجمت قوات النظام قوات المعارضة بالأسلحة الكيميائية. وأدان الرئيس دونالد ترمب الجريمة البشعة، وفي 7 أبريل (نيسان) 2017 أمر الرئيس الأمريكي بإطلاق 59 صاروخاً من طراز توماهوك كروز على مطار الشعيرات الحربي، وهو الذي انطلقت منه الهجمات الكيميائية المذكورة. ولقد أخبر نظيره الصينيّ بالأمر أثناء احتفالية لطيفة في ناديه الخاص بولاية فلوريدا.

ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في عطلة نهاية الأسبوع. إذ يبدو أن النظام قد هاجم شعبه مرة أخرى بالأسلحة الكيميائية. وهذه المرة في الغوطة الشرقية، ومرةً أخرى كان ردّ الرئيس ترمب تغريدةً غاضبةً للغاية، ووصف بشار الأسد «بالحيوان»، وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الإيرانية المسؤولية عن تلك الهجمات بسبب الدعم والتأييد الذي يقدمانه لنظام بشار الأسد.

ومن شأن ذلك كله، أن يقوّض من دعوات ترمب المبسّطة والخاصة بالانسحاب الأمريكيّ النهائي من سوريا. فإن أنفذ الرئيس ترمب تهديده ضد بشار الأسد، وروسيا، وإيران بشأن الاستخدام الأخير للأسلحة الكيميائية، فسوف يوسّع من نطاق المهمة الأمريكية لما وراء محاربة «داعش». (وهم يقاتلون «داعش» أيضاً، بل يدّعون أن المعارضة السورية بأسرها هم من الجهاديين الموتورين).

لذلك، وبدلاً من وجود رادع حقيقي للهجمات الكيميائية في المستقبل، كل ما علينا توقعه ليس إلا تدابير مقتضية. وربما تتعرض إحدى القواعد النظامية للتدمير، ولكن سياسة ترمب الخطيرة ستبقى كما هي ما لم يقم بتغيير مسارها على الحقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى