ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

ستبقى معاناةُ المدنيين السوريين مستمرةً طالما مصيرُ المعايير الدولية تجاهلُ الجرائم التي يرتكبها النظام وإيران وروسيا في سوريا كما يقول جوش روجين في مقال له في صحيفة الاتحاد. وفي الجريدة تحدث صالح القلاب عن أن الضربة الثلاثية الغربية شكلت إهانةً للرئيس الروسي. وفي صحيفة الغارديان البريطانية تساءل سايمون جنكينز كيف يمكن أن تدفع تلك الضربةُ بقضية السلام إلى الأمام، أو يجعل “دكتاتورها” بشار الأسد يتراجع.

وفي صحيفة الاتحاد كتب جوش روجين تحت عنوان “سوريا.. الضربةُ تمت وجرائمُ الحرب مستمرة”..  يتعين على إدارة ترامب استخدامُ عدد من الأدوات التي في حوزتها لوقف ومنع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتواصلة التي يرتكبها الأسد، وفرض العدالة والمحاسبة على الجناة.

وأشار الكاتب، إلى الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المدنيين وقال: إن إدارة ترامب تغاضت عن الفظاعات عموماً، على غرار ما فعلت إدارة أوباما من قبلها. وإلى أن تواجه الولاياتُ المتحدة وحلفاؤها الأسد وروسيا وإيران بسبب جميع الجرائم التي ارتُكبت خلال النزاع، فإن المدنيين السوريين سيواصلون المعاناة، وسيكون مصيرُ المعايير الدولية التجاهل والانتهاك.

في الجريدة كتب صالح القلاب تحت عنوان “ما بعد الضربة الثلاثية”.. عندما يكون المطلوبُ بعد الضربة الثلاثية لمواقع “الكيميائي” في سوريا هو الحل السياسي، فالمفترض أن يكون المقصودُ هو قرارات الأمم المتحدة و”جنيف 1″ والمرحلةُ الانتقالية التي تعني استبدال هذا النظام، ليس دفعةً واحدة، بل بالتدريج ومرحلة بعد مرحلة، إلى أن يستطيع الشعب السوري لملمة أوضاعه التي شرذمتها المؤامرةُ المذهبية الطائفية التي أجلت “السُّنة” بالأسلحة الكيميائية من مواقعهم التاريخية، ومن بينها الغوطةُ الشرقية و”دوما”، وأحلّت المذهبيين المستوردين من أفغانستان وباكستان وأيضاً الهند، إضافة إلى الإيرانيين، محلّهم!

وأضاف: المؤكد أن هذه “الضربة” الثلاثية الخاطفة، التي استهدفت مواقع “الكيميائي” والأسلحة المحرمة دولياً ولم تستهدف أي مواقع حكومية وعسكرية ومخابراتية كاستهداف النظام لأطفال دوما والغوطة الشرقية… وسابقاً خان شيخون، قد استهدفت بهذا كله هيبة الروس الذين فعلوا في سوريا كلّ هذا الذي فعلوه، ومعهم هذا النظامُ الإيراني من أجل استعادة مكانة دولية كانت قد تمرّغ أنفُها في التراب في أفغانستان وفي أوروبا الشرقية وغيرهما، وهكذا يبدو أن المقصود بها بالفعل “إهانةُ” الرئيس الروسي، كما قال مندوبُ روسيا الاتحادية في الأمم المتحدة، مع التقدير والاحترام شخصياً لـ فلاديمير بوتين!

وفي صحيفة الغارديان البريطانية علق سايمون جنكينز على ما آلت إليه الأوضاعُ في سوريا، بأن من ينظر إلى ما يجري هناك لا يجد صعوبةً في رؤية جميع المقومات التي أدت إلى الحروب العالمية، وأن من الصعب تصديق أن قادة الغرب يجعلون هذا الأمر يتصاعد بهذا الشكل الكبير وكأنهم لم يتعلموا شيئاً من التاريخ.

وانتقد الكاتب هذا الأمر مستنكراً عدم سماع ولو خبيراً واحداً في الشأن السوري يشرحُ كيف أن ضرب هذا البلد بالصواريخ سيدفع بقضية السلام إلى الأمام، أو يجعل “دكتاتورها” بشار الأسد يتراجع.

وأضاف، أن وقت معاقبة قيادة النظام هو عندما تنتهي الحرب، وأن التدخل الخارجي لن يُحدث فرقاً في الصراع باستثناء تأجيل نهايته، وهو ما يضاعفُ قسوة الأمر.

وقال جنكينز: إن هذه الأزمة تُظهرُ بالفعل المقدمات المألوفة لصراع متهور تبرزُ فيه اللغةُ الهستيريةُ مع الآلية العسكرية، وتبحثُ عن تبريرات للعنف وليس تفاديه.

وختمت الصحيفة، بأن كلّ ذلك يدل على مدى ضعف أسس السّلم الدولي عندما يختلُّ توازن القوى، وألّا شيء في الوضع الحالي للعالم يستحقُ مواجهة قوة عظمى.

وفي هذه الأزمة الأولى في العلاقات الشرقية الغربية منذ الحرب الباردة، يبدو أننا يجب أن نعتمد على روسيا -لا الولايات المتحدة- لإظهار الصبر وضبط النفس. وهذا أفق مشؤوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى