فرنسا تبدأ تحركاً دبلوماسياً بشأن القضية السورية

باريس ـ راديو الكل

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن أن بلاده تحضّر، بالتعاون مع حلفائها، لحلّ سياسي في سوريا يكون هدفه النهائي مرحلةً انتقاليةً سياسية، مشيراً إلى أنه بعد الضربات التي تم توجيهها لمواقع كيميائية للنظام فإنّ على مجلس الأمن الدولي “أن يتخذ الآن وهو موحّد المبادرة على الصعد السياسية والكيميائية والإنسانية”.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة الحفاظ على الحوار مع روسيا وإيران وتركيا من أجل إيجاد حلّ للقضية السورية، وتابع: “من الضروري الانخراط في حوار مع إيران بسبب وجودها في سوريا، وروسيا مع جنودها هناك، وهي تدعم نظام بشار الأسد”، مشيراً إلى أن الضربات الأخيرة التي شنّتها الدول الغربية على مواقع للنظام سبّبت نوعاً من الانفصال بين روسيا وتركيا لأن أنقرة وافقت على الغارات.

وقال ماكرون: إنه سيزور روسيا في أيار المقبل، في حين أعلن الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبّر فيه عن أمله في “تكثيف المشاورات” مع تركيا للتوصل إلى “حلّ سياسيّ للقضية السورية”.

وتعليقاً على تصريح ماكرون من أن دعم تركيا للضربات الثلاثية أدى إلى انفصال عن روسيا قال بكير بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي: إن سياسية تركيا في المنطقة تختلف عن سياسات تلك الدول كإيران وروسيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تركيا لن تتردد في العمل مع أي دولة تدافع عن المبادئ الصحيحة بشأن سوريا.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بعد ساعات على الضربات التي تم توجيهها لمواقع النظام مدّ اليد للجميع من أجل الحلّ السياسي. قائلاً: “نحن مستعدون للعمل منذ الآن مع جميع البلدان التي يمكن أن تساهم في الحل السياسي”.

وتراهن باريس على موسكو في الضغط على النظام من أجل الانخراط في العملية السياسية، وقال لودريان: إن فرنسا مستعدة للسير في الحل السياسي لكنْ على روسيا الضغط على بشار الأسد.

وأضاف لودريان في تصريحات خاصة للصحيفة الفرنسية الأسبوعية “لو جورنال دو ديمانش”، أنه يأمل في أن تكون روسيا قد أدركت بعد الهجمات العسكرية على ترْسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا، أنه لابدّ من تشابك الجهود من أجل تحفيز بدء عملية سياسية في سوريا.

وبموازاة ذلك، اقترحت فرنسا مشروع قرار شامل بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى بداية جديدة لحلّ النزاع في سوريا عبر الوسائل الدبلوماسية.

وذكرت مصادر دبلوماسية في نيويورك أمس الأحد، أن مشروع القرار يتصدى لمعظم المسائل الملحّة للنزاع. ويدعو إلى إغلاق برنامج الأسلحة الكيميائية نهائياً، ويطالب بإيضاحات حول تحديد المسؤولية عن هجمات الغاز السام في سوريا.

كما يسعى إلى تحقيق وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، وضمان حرية حركة موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية من أجل تمهيد الطريق أمام حلّ سياسيّ طويل الأجل. كما يدعو إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش” في البلاد.

ومن المقرر، أن تبدأ النقاشات حول مشروع القرار في وقت لاحق اليوم، غير أنه لم يتحددْ موعد لإجراء عملية تصويت عليه.

وكان الرئيس ماكرون أكد في وقت سابق أهمية استمرار الوجود الأمريكيّ في سوريا، مضيفاً أنه أقنع الرئيس الأمريكي بعدم سحب قواته من سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى