تجدد الاشتباكات بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام.. وفعاليات مدنية تحذر من كارثة وتحمّل الهيئة المسؤولية

إدلب ـ راديو الكل

تجددت الاشتباكات العنيفة بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري، وذلك بعد انتهاء الهدنة المؤقتة بينهما، مساء الجمعة الماضي، في وقت حمّل فيه اتحاد المبادرات الشعبية هيئة تحرير الشام المسؤولية في ذلك بعد رفضها مبادرة الحل والصلح، بينما حذرت فعاليات مدنية من أن الشمال مقبل على كارثة حقيقية إذا لم يتوقف القتال بين الجانبين.

وحمّل اتحاد المبادرات الشعبية هيئة تحرير الشام مسؤولية تجدد الاشتباكات بينها وبين كلّ من جبهة تحرير سوريا وصقور الشام، مؤكداً في بيان أنّ الهيئة رفضت مبادرةً للصلح تقدّم بها الاتحاد بينما وافقت عليها جبهة تحرير سوريا والصقور.

وأطلق اتحاد المبادرات الشعبية في وقت سابق، مبادرةً للوساطة وإيجاد حلّ وصلح نهائيّ بين جبهة تحرير سوريا وصقور الشام من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى إلا أنه جدد دعوته هيئة تحرير الشام خصوصاً بوقف القتال، وترجمة ما تذكره في بياناتها من استعدادها للصلح واقعاً عمليّاً.

وكان الجانبان وافقا على هدنة مؤقتة انتهت يوم الجمعة الماضي بوساطة فيلق الشام وعدد من العلماء والمشايخ وممثلين عن الفعاليات الثورية.

ومن جانبه، قال عمر حذيفة أحد أركان فيلق الشام: “إنّ أسباب عودة الاشتباكات بين تحرير الشام وتحرير سوريا هي مطالبة الهيئة باستعادة بعض المناطق التي خسرتها خلال الاشتباكات الأخيرة مع الجبهة”.

وأضاف حذيفة في تصريح خاص لراديو الكل، أنه إذا لم يتم تدارك الأمر من طرف قوي فإن الأمور ستتجه للأسوء، مشيراً إلى إمكانية تدخل تركيا لحل الخلاف وإعادة الأمور إلى نصابها.

وبدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي بالهيئة السياسية في محافظة إدلب “محمد سلامة”: “إن هيئة تحرير الشام تريد أن تكون الوصية الوحيدة على الشمال السوري والحفاظ على جميع المعابر والإيرادات والموارد في الشمال السوري، محمّلاً الهيئة الإجرام الذي تمارسه ضد الفصائل الثورية”.

وأضاف سلامة في اتصال مع راديو الكل، أنه لا توجد أيّ مبادرات جديدة لوقف الاشتباكات بين الطرفين، داعياً الشارع الثوريّ ليكون وسيلة ضغط حقيقية وإطلاق المظاهرات لوقف المواجهات بين الطرفين.

وقال: إن لم يتوقف القتال بينهما فإن محافظة إدلب والشمال السوري مقبلان على كارثة حقيقية.

من جانبها، قالت جبهة تحرير سوريا التي تشكلت في 18 من شباط الماضي من اندماج حركتي أحرار الشام ونور الدين الزنكي: إن تحرير الشام جددت عدوانها للمرة الرابعة مصرةً على القتال رغم تدخل العديد من الوسطاء وحصول كثير من الهدن التي باءت جميعها بالفشل.

وأضافت في بيان، أن الهيئة هي من بدأت بالهجوم على مدينة معرة النعمان وما حولها بريف إدلب الجنوبي وحمّلتها مسؤولية التبعات التي ستترتب في المنطقة، مؤكدة أنها لن تتقاعس في واجبها في الدفاع عن نفسها والثورة.

وبينما اتهمت هيئة تحرير الشام جبهة تحرير سوريا في العدوان عليها واستمرار القتال، أدانت الهيئة السياسية لقوى الثورة في حلب اعتداءات هيئة تحرير الشام على الفصائل عقب إعلان اتحاد المبادرات الشعبية رفض تحرير الشام مبادرة الصلح.

ودعت الهيئة السياسية في بيان، الشارع الثوري للقيام بكل ما من شأنه ردّ القاتل عن قتله والمشاركة في لجم الباغي ليرتدع، والشارد من عناصر تحرير الشام الذين أصمّوا آذانهم وأغلقوا أعينهم وأبكموا ألسنتهم عن قول الحق. بحسب وصفها، وعبّرت عن تقديرها لعدم استجابة عناصر ومجموعات من هيئة تحرير الشام لأوامر الجولاني بالبغي على الثورة وفصائلها.

وأطلقت في وقت سابق، عدة مبادرات لوقف القتال بين تحرير سوريا وتحرير الشام من دون أن يكتب لها النجاح، بينما خلّفت الاشتباكات الدائرة بين الطرفين في ريفي إدلب وحلب منذ 20 من شباط الماضي، مقتل عناصر في صفوفهما، وسقوط ضحايا من المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى