عيد جلاء جيش في ظل احتلال جيوش.. هل هو احتفال للسوريين؟

في مثل هذا اليوم قبل 72 عاماً خلت سوريا من الجنود الفرنسيين بعد أن كانت تحت الانتداب الفرنسي وأصبح يوماً وطنياً يتم الاحتفال به في كل عام.

اليوم يتذكر السوريون جلاء الجيش الفرنسي عن سوريا، وقد باتت تعج بالجيوش والميلشيات القادمة من مختلف دول العالم، والتي سببها واستجلبها إلى سوريا النظام الذي أراد الحفاظ على بقائه من خلال إجلاء السوريين عن بيوتهم.

البلاد اليوم ترزح تحت احتلالات، وهي هدف مستباح لمشاريع إقليمية ولاسيما الإيرانية منها، والدولية ومن أبرزها الروسية، بحيث تنتشر قوات هاتين الدولتين وميلشياتهما ومرتزقتهما في مناطق مختلفة من البلاد، في إطار عقود رسمية معلنة وسرية منحها النظام لهما كانت بمنزلة عقود قتل للسوريين بشكل مأجور وتهجير للأهالي عن بيوتهم.

ويغفل الإعلام الرسمي والمواقع الموالية للأسد، أن البلاد أصبحت مؤخراً ساحة للتدخلات الخارجية يصفها البعض بـ “الاحتلال المباشر”، إذ لا تخفي إيران نشاطها العسكري والسياسي والاقتصادي في البلاد، كما تعدى التدخل إلى شراء إقطاعات الأراضي والمنازل في دمشق وحمص وغيرها، في مخططٍ لـ “تغيير الديموغرافية الدينية في سوريا” كما يقول معارضون سوريون.

الاحتلال هو احتلال مهما كان شكله وطبيعته لكن مراقبون وناشطون يقارنون بين عدد الشهداء الذين قضوا على يد الفرنسيين في سوريا والذي بلغ نحو 4213 في جميع المحافظات، وبين ما فعله النظام وروسيا وإيران حيث قتلوا أكثر من نصف مليون سوري وهجروا ما يزيد على نصف عدد السكان.

ويتساءل السوريون: بعد هذا هل يؤمن النظام فعلاً بالاستقلال أم أنه مع تغييره علم الاستقلال “علم الثورة السورية” حالياً مع تسلّم حزب البعث للحكم في سوريا في العام 1963 كان يريد أن يرسل رسالة رمزية إلى أنه أجهز على آخر حلم للسوريين بالعيش بحرية وكرامة، وبأن عهد الاستقلال انتهى وجاء عهد جديد من الاستعمار هو نظام حكم استبدادي بدأت معه مرحلة نوعية جديدة اتسمت بسيطرة مجموعة من الضباط الذين خططوا بشكل دقيق لحكم سوريا إلى الأبد.

السوريون كغيرهم من الشعوب متمسكون بحلمهم في الحرية واستقلال الإرادة ولم يكن يكفي لهم جلاء المستعمر حتى تنهض بلادهم هي بحاجة إلى أنظمة سياسية وطنية مخلصة لشعبها تستنهض ما لديه من طاقات بشرية، ليكون فاعلاً في تنظيم حياته، وتقرير مصيره ومستقبله، لا أن يستدعي جيوش العالم وميلشياته والقتلة المأجورين لقتل السوريين.

ليس للسوريين يوم للجلاء كما دول العالم، فهم لا يحتفلون به وقد عجت بلدهم بالجيوش والميلشيات الأجنبية، فهم يحتاجون إلى إجلاء من أتى بهذه الجيوش كي يكون الجلاء عيداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى